Posted inأخبار أريبيان بزنس

فاطمة الكعبي: كيف تدعم الإمارات الوالدين العاملين من أجل مستقبل أفضل؟

تتحدث فاطمة راشد الكعبي، مدير برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، عن دور المرأة الإماراتية في قيادة مشاريع التنمية الاجتماعية، رؤية برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين وطموح التوسّع

تكشف فاطمة راشد الكعبي، مدير برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة، عن دور المرأة الإماراتية في قيادة مشاريع التنمية الاجتماعية، وتجيب عن استفسار أريبيان بزنس حول الأثر المجتمعي الأوسع والطويل المدى الذي تأمل هيئة أبوظبي للطفولة في تحقيقه من خلال تحفيز الشركات على أن تصبح أكثر تركيزاً على الأسرة بضوء عملك في دعم توفير بيئة عمل داعمة للوالدين. وتقول:” يضطر الوالدان العاملان غالباً إلى تقديم تنازلات كبيرة؛ فإما أن يضحيا بوقت الأسرة والوقت المخصص لرعاية أطفالهما لتلبية متطلبات العمل، أو أن يتخليا عن دخل مالي مهم ليكرِّسا الوقت لرعاية الأطفال. وندرك في هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة إمكانية الجمع بين العمل ورعاية الأطفال من خلال تحقيق التوازن بين مسؤوليات العمل والالتزامات الأسرية، وهو هدف يمكن أن يدعمه أصحاب العمل بشكل كبير. ولهذا، أطلقت هيئة أبوظبي للطفولة المبكرة في عام 2021 برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين، وهو برنامج تطوعي يهدف إلى تكريم المؤسسات العاملة في القطاعين شبه الحكومي والخاص والقطاع الثالث تقديراً لالتزامها بتبني ثقافة وسياسات عمل داعمة للوالدين العاملين تسهم في نهاية المطاف في دعم تنمية الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-8 سنوات. ويساعد البرنامج المؤسسات على تحقيق هذه الرسالة من خلال الاحتفاء بجهودها في اعتماد أُطر عمل وممارسات مؤسسية متطورة تهدف إلى دعم الوالدين العاملين.

ويحظى البرنامج بدعم كريم من القيادة الإماراتية، بما يتماشى مع رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، الذي كرّم المؤسسات الحائزة على العلامة في جميع دورات البرنامج الثلاث. كما يدعم البرنامج الأولويات الوطنية، خاصة في إطار رؤية “نحن الإمارات 2031″، من خلال تعزيز تماسك الأسر باعتبارها الركيزة الأساسية لبناء مجتمع مزدهر. وعلى المستوى العالمي، يتماشى البرنامج بشكل مباشر مع ثلاثة من أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، وهي الصحة الجيدة والرفاه، والمساواة بين الجنسين، والعمل اللائق ونمو الاقتصاد.

كيف ترين أفضل وسيلة لقياس مساعي المؤسسات في توفير تلك البيئة الداعمة للوالدين؟

يركز برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين على النمو المؤسسي بدلاً من المنافسة، حيث يوفّر إرشادات بنّاءة تعود بالفائدة على المؤسسات المحلية والعالمية العاملة في الدولة. كما نجري تقييماً لجهود المؤسسات من خلال عملية منظمة قائمة على الأدلة، تشمل نموذج طلب عبر الإنترنت يتضمن الأدلة ذات الصلة واستبيان تجربة الموظفين، وكلاهما إلزامي. ويجري تقييم الطلبات بناءً على 19 معياراً تغطي خمس فئات مختلفة، وهي الإجازة الوالدية، وبيئة العمل المرنة، والرعاية الأسرية، ورفاهية الوالدين، والثقافة المؤسسية.

خضع البرنامج ومعاييره لمراجعة يونيسف الخليج وحظي بإشادتها، وتسري صلاحية علامة الجودة لمدة عامين من تاريخ الحصول عليها، يتم خلالها متابعة تطبيق السياسات لدى المؤسسات الحاصلة على العلامة بعد نهاية السنة الأولى، لمراجعة التحديثات في السياسات والمبادرات الجديدة.

تُصنّف المؤسسات الحاصلة على العلامة ضمن مستويين:

     المستوى الأول – علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين: وتمنح للمؤسسات التي تتبنى أو تتجاوز المتطلبات والمعايير المحلية.

            المستوى الثاني – علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين بلس: وتمنح للمؤسسات التي تلبي أو تتجاوز المتطلبات والمعايير العالمية.

ما هي أبرز التحديات التي واجهتها في إقناع المؤسسات التي تُركز تقليدياً على الربح بالاستثمار في سياسات مُراعية للوالدين؟ كيف تغلبت عليها؟

يتركز اهتمام المؤسسات المهتمة بالتحوّل لبيئات العمل الداعمة للوالدين عادة حول ما قد يترتب على اعتماد أنماط العمل المرنة من إرباك في سير العمليات الداخلية أو زيادة في التكاليف التشغيلية، وخاصة لدى المؤسسات الصغيرة التي قد تحتاج المزيد من التوجيه المناسب الذي يساعدها على التحوّل إلى ممارسات تراعي احتياجات الأسرة والوالدين العاملين، غير أن البرنامج يقدم أدلة عملية واضحة تثبت أن تبني السياسات والممارسات الداعمة للوالدين لا يؤدي إلى زيادة النفقات كما يعتقد عادة، بل على العكس تماماً؛ إذ تظهر النتائج أن هذه الممارسات تسهم في تحسين الإنتاجية ورفع مستويات الرضا الوظيفي، مما ينعكس إيجاباً على ربحية المؤسسة واستدامة نموها وتطورها.

ولهذا، يساعد فريق البرنامج المؤسسات المتقدمة للحصول على العلامة في تذليل هذه التحديات بشكل مباشر من خلال توفير الدعم الشامل، عبر اعتماد آلية منظّمة لتقديم الملاحظات، حيث يحصل من خلالها جميع المتقدمين، بغض النظر عن النتائج، على تقرير تقييم مفصّل يوضح نقاط قوّتهم ويكشف الجوانب التي تستدعي التطوير. كما نحرص على ربط المتقدمين بالخبراء ومشاركتهم الدراسات وقصص النجاح من أجل مساعدتهم على تحسين السياسات الحالية أو وضع سياسات جديدة تتماشى مع معايير البرنامج وتعزيز ثقافة العمل الداعمة للوالدين لدى المؤسسة. وبهذا النهج، نضمن أن يكون مسار التحوّل نحو بيئة عمل داعمة للوالدين أكثر يُسراً، ومصمّماً بما يتناسب مع خصوصية كل مؤسسة، بشكل يضمن استدامة التغيير الإيجابي في أماكن العمل، مما يعود بالنفع على الموظفين وأداء المؤسسة على حد سواء.

كيف ترين مستقبل البرنامج في ظل توجهات الدولة لتعزيز رفاه الأسرة، وهل هناك نية لتوسعة نطاقه بما يحقق أثراً أكبر على المجتمع؟

يعكس برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين الأولويات الاستراتيجية لدولة الإمارات، في إطار رؤية “نحن الإمارات 2031” والمبادرات المصاحبة، مثل “عام المجتمع”. كما يجسد رؤية قيادتنا الرشيدة لتعزيز الروابط الأسرية وترسيخ مفهوم المسؤولية الاجتماعية المشتركة.

وشهد البرنامج منذ انطلاقته توسّعاً كبيراً، حيث وجّه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله بتوسعة نطاق البرنامج على مستوى الدولة بعد ختام الدورة الأولى. وشارك في البرنامج حتى الآن نحو 180 مؤسسة تعمل ضمن 25 قطاعاً مختلفاً. وقد تنوعت الجهات الحائزة على العلامة لتشمل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، إلى جانب المؤسسات المحلية الكبرى والمؤسسات العالمية متعددة الجنسيات العاملة في الدولة، ما يؤكد على الاهتمام المتزايد لدى قطاع الأعمال للتحوّل لبيئات عمل داعمة للوالدين، بما ينسجم مع التحوّل العالمي المدفوع بالنتائج الإيجابية التي تحققها بيئات العمل هذه.

ونجح البرنامج في تحقيق تأثير إيجابي على حياة أكثر من 311,000 موظف، بما يشمل أكثر من 175,000 من الوالدين العاملين. ويشكّل دعم الوالدين العاملين الذين يعتنون بأطفالٍ من أصحاب الهمم أحد أهم محاور التقييم المعتمدة ضمن هيكلية البرنامج، حيث استفاد أكثر من 3,000 والدين عاملين يعتنون بأطفالٍ من أصحاب الهمم من السياسات والممارسات المخصصة التي تطبقها المؤسسات الحاصلة على العلامة، ما يؤكد على الأثر الإيجابي الكبير للبرنامج بالنسبة لمختلف شرائح المجتمع.

ونتطلع لمواصلة توسعة نطاق البرنامج ليشمل المزيد من القطاعات على مستوى الدولة، والوصول بأثره الإيجابي لأوسع شريحةٍ ممكنة من الوالدين العاملين على امتداد إمارات الدولة.

  إدارة برنامج بهذا الحجم تتطلب تنسيقاً بين الجهات الحكومية والقطاعات المختلفة، ما هي استراتيجيتك لبناء رؤية مشتركة وتحقيق دعم واسع من جميع الأطراف؟

يحظى برنامج علامة الجودة لبيئة عمل داعمة للوالدين بدعم استراتيجي كبير من القيادة الرشيدة وإدارة هيئة أبوظبي للطفول المبكرة، باعتباره أحد المشاريع الوطنية الرائدة لتحقيق أهدافنا الاستراتيجية في تنمية الطفولة المبكرة في دولة الإمارات.  وبفضل هذا الدعم الكريم، والتكريم الشخصي من قبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يتمتّع البرنامج اليوم بمصداقية عالية، تنعكس إيجاباً على مستويات الإقبال التي نسجلها في كل دورة.

ونعتمد في إدارة البرنامج على نموذجٍ مرنٍ، يتيح لنا تطويره بما ينسجم مع أفضل الممارسات العالمية وتطوير المعايير الملائمة وطنياً، حيث يتمثّل هدفنا الأهم في تفعيل مشاركة أكبر عددٍ ممكن من المؤسسات في مسيرة التحوّل لبيئات العمل الداعمة للوالدين، وتحقيق التغيير الإيجابي الملموس على حياة أكبر عددٍ ممكن من الموظفين. وقد أثبتت هذه الاستراتيجية حتى الآن نجاحها مع تزايد أعداد المؤسسات المتقدمة للحصول على العلامة والحاصلين عليها في دورات البرنامج الثلاث.

كما نحرص على تسليط الضوء على الأثر الإيجابي الملموس للبرنامج من خلال أدلة واقعية مستندة إلى ممارسات المؤسسات الحاصلة على العلامة، مما يساعدنا على تعزيز دعم مختلف الجهات المعنية لرؤيتنا، وقد كان لهذا دور محوري في توطيد شراكاتنا مع الجهات الحكومية في جميع إمارات الدولة، وهو ما مكننا من الوصول إلى المؤسسات المستهدفة ودعم أهدافنا في الترويج للبرنامج وأثره الملموس على بيئات العمل، ونتائج الأعمال، ورفاهية الوالدين العاملين وأطفالهم، والمجتمع ككل.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...