أكد تقرير شركة “غوغل” (Google) البيئي السنوي، أنها لن تستطيع الالتزام بهدفها المناخي، لخفض صافي الانبعاثات الكربونية إلى الصفر بحلول 2030، والذي وضعته قبل 3 سنوات.
وحسب تقرير “غوغل” عملاقة التكنولوجيا الأمريكية، ارتفع حجم انبعاثاتها الكربونية إلى 14.3 مليون طن من مكافئ الكربون في عام 2023، بزيادة نسبتها 13% عن العام السابق، تقفز إلى 48% عند مقارنتها بانبعاثات عام 2019، وذلك بدلا من خفض انبعاثاتها كما هو مستهدف.
أسباب ارتفاع انبعاثات “غوغل” الكربونية

وأكد التقرير، الثلاثاء، أن سبب ارتفاع انبعاثات الشركة الكربونية عام 2023، هو ارتفاع استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات بنسبة 37% بالمقارنة بالعام السابق، وبما يمثل 25% من إجمالي انبعاثات الشركة.
كما ارتفعت انبعاثات سلسلة التوريد لشركة “غوغل” بنسبة 8% على أساس سنوي، وهي تمثل 75% من إجمالي إنبعاثات الشركة، متوقعة أن هذه الانبعاثات سوف تستمر في الارتفاع خلال السنوات المقبلة، بسبب استمرار تطوير الأنظمة اللازمة لتشغيل أدوات الذكاء الاصطناعي.
ويؤدي توليد الكهرباء،عن طريق حرق الفحم، أو الغاز الطبيعي، إلى انبعاث انبعاثات غازات الدفيئة، بما في ذلك ثاني أكسيد الكربون، والميثان، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب، مما يؤدي إلى المزيد من الأحوال الجوية القاسية.
وأعلنت “Google”، التابعة لمجموعة “ألفابت“، أحد أهم الالتزامات المناخية في الصناعة، ويُنظر إليها على أنها شركة رائدة.
“غوغل” عليها أن تفعل المزيد

وقالت ليزا ساكس، مديرة مركز كولومبيا للاستثمار المستدام، إن “غوغل”، يجب أن تفعل المزيد للدخول في شراكة مع الشركات النظيفة، والاستثمار في الشبكة الكهربائية.
وقالت: “الحقيقة هي أننا متخلفون كثيرًا عما يمكن أن نفعله بالفعل الآن بالتكنولوجيا والموارد المتوفرة لدينا، فيما يتعلق بالمضي قدمًا في عملية التحول”.
الانبعاثات الصفرية هدفا طموحا للغاية
وقالت كيت براندت، كبيرة مسؤولي الاستدامة في “Google”، لوكالة أسوشيتد برس:” إن الوصول إلى هذا الهدف الصافي الصفري بحلول عام 2030، يعد هدفا طموحا للغاية”.
وأضاف براندت:” نحن نعلم أن هذا لن يكون سهلا، وأن نهجنا سيحتاج إلى مواصلة التطور، وسيتطلب منا التغلب على الكثير من عدم اليقين، بما في ذلك عدم اليقين بشأن مستقبل التأثيرات البيئية للذكاء الاصطناعي”.
مراكز البيانات للذكاء الاصطناعي تهدد خطط الاستدامة

ويقول بعض الخبراء، إن مراكز البيانات سريعة التوسع اللازمة لتشغيل الذكاء الاصطناعي، تهدد عملية الانتقال بأكملها إلى الكهرباء النظيفة، وهو جزء مهم من معالجة تغير المناخ.
وذلك لأن مركز البيانات الجديد يمكن أن يؤخر إغلاق محطة توليد الطاقة التي تحرق الوقود الأحفوري، أو يؤدي إلى بناء محطة جديدة.
ومراكز البيانات لا تستهلك الكثير من الطاقة فحسب، بل تتطلب خطوط نقل عالية الجهد، وتحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لتبقى باردة، وغالبا ما يتم بناؤها حيث تكون الكهرباء أرخص.
ويمكن أن يتضاعف الطلب العالمي على الكهرباء، بسبب مراكز البيانات، والذكاء الاصطناعي بحلول عام 2026، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية.
وتواجه خطط الاستدامة، لشركات التكنولوجيا الكبرى، أيضا تحديات بسبب انتشار مراكز البيانات.

