توجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، صباح اليوم الخميس، إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في زيارة رسمية على رأس وفد حكومي رفيع سيبحث خلالها ملفات التعاون الأمني والمعلوماتي وفرص الاستثمار والتعاون الاقتصادي بين الدولتين الشقيقتين.
وتلقى السوداني، في الرابع من فبراير/شباط الجاري، دعوة رسمية لزيارة دولة الإمارات خلال استقباله وزير العدل الإماراتي عبد الله سلطان بن عواد النعيمي، الذي نقل رسالة خطية من رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان للسوداني.
وقال المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان مقتضب صباح اليوم الخميس، “يصل، صباح اليوم الخميس، الى أبو ظبي في زيارة رسمية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، يرافقه وفد حكومي رفيع المستوى”.
وكان “السوداني” قال في مقال رأي نشرته صحيفة “الاتحاد” الإماراتية يوم الثلاثاء الماضي “تستحضرني كلمات المغفور له الشيخ زايد عندما قال: إن الوطن ينتظر منا الكثير والشعب يتطلع إلى أعمالنا، كما تتراءى لنا جملة أخي الشيخ محمد بن زايد: عراقنا غال على قلوبنا. هذه ليست خواطر فقط وإنما حقيقة نود بها بدء زيارتنا إلى الإمارات المتحدة بحثاً عن شراكة مستدامة لصالح بلدينا وشعبينا الشقيقين”.
وأضاف “قبل أسابيع قليلة، تمكن العراق من تنظيم بطولة كأس الخليج بنجاحٍ منقطع النظير لأول مرة بعد غياب دام أربعة عقود، ورأينا كيف دخل المواطن الإماراتي والخليجي إلى البصرة وأهلنا فتحوا أبوابهم وبيوتهم لأشقائهم وقالوا لهم بملء الفم «عين غطى وعين فراش» وفعلاً، بهذه الروحية الأصيلة أكدت بغداد على دورها الريادي في بناء علاقات متوازنة والاضطلاع بدورها التاريخي كلاعب رئيسي في المنطقة”.
وأكد “علاقات الأخوة تتعمق عند المحن، ونحن لا ننسى دور الإمارات الشقيقة الدبلوماسي لدعم العراق، ومشاركتها في الحرب ضد داعش، ومساهمتها الفعّالة في إعادة ترميم المناطق المدمرة، وعلى سبيل المثال، إعادة بناء الجامع النوري ومنارته الحدباء في مدينة الموصل، فهذا الجامع التاريخي له منزلة كبيرة في قلوب العراقيين”.
وقال “إننا نؤمن وبشكل ثابت بأن العلاقة المستدامة بين دول المنطقة واستقرارها تأتي من ربط المصالح المشتركة بين هذه الدول من خلال التعاون الاقتصادي وبناء المشاريع التنموية لخلق فرص العمل والاستفادة من الطاقة البشرية والطبيعية الموجودة في بلداننا”.
تعزيز التعاون
قال رئيس الوزراء العراقي أيضاً “ستتطرق مباحثاتنا مع الأشقاء في الإمارات إلى تبادل الخبرات في شتى المجالات وخاصة في ظل حرص دول منطقة الخليج على تعزيز التعاون من أجل التكامل عبر مشاريع صناعية وزراعية وتجارية”.
وأوضح “تعد الإمارات من أبرز الشركاء التجاريين للعراق، حيث يفوق حجم التبادل التجاري بين البلدين 16 مليار دولار تتركز غالبيتها في المشتقات النفطية والأجهزة الكهربائية والتكنولوجية. ولدينا اهتمام بتعزيز هذه الشراكة التجارية بما يخدم البلدين”.
وذكر أن “هذه الزيارة هي تأكيد على رغبة العراق الصادقة في استمرار وتنمية التعاون التجاري والاقتصادي وجذب الاستثمارات لمختلف القطاعات ومنها الطاقة المتجددة وإدارة الموانئ ومراكز الخدمات اللوجستية، إذ أن التجربة الإماراتية تعتبر من التجارب الرائدة في العالم لبناء البلد، فنحن بإمكاننا الاستفادة من تجاربهم العميقة لبناء العراق، وعلى سبيل المثال، ريادة الإمارات في إدارة الموانئ العملاقة قد تكون نواة للمشاركة في إدارة ميناء الفاو الكبير الذي يسعى العراق، لأن يكون واحداً من كبريات موانئ الشحن في العالم باعتباره مشروعاً استراتيجياً يربط الشرق بأوروبا عبر العراق”.
وأضاف “كما سنناقش مع أخي رئيس الإمارات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان التطورات السياسية والدبلوماسية الأخيرة في المنطقة والنتائج الإيجابية من (قمة بغداد 2)، التي استضافتها المملكة الأردنية الهاشمية، والتي ركزت بشكل كبير على دعم العراق في مساعيه لإرساء دعائم الاستقرار الإقليمي والنمو الاقتصادي عبر تمكينه بالخبرات والاستثمارات والربط الكهربائي الحيوي، وهو ما يتناغم مع أولويات الحكومة وأهدافها لتحقيق التنمية للشعب العراقي“.
وقال “تهدف هذه الزيارة للتأكيد على إصرار الحكومة العراقية على مواجهة الفساد، وهو ما يتطلب تعاوناً وثيقاً مع دول الجوار وتبادلاً للخبرات في مجالات الحوكمة والتشريعات وتدريب الجهات المنوط بها مواجهة الفساد في الدولة واسترداد الأموال واسترجاع المطلوبين الذين قد يتخذون من الدول الصديقة ملاذاً آمناً لهم”.
وختم مقالته “نذهب إلى الإمارات الشقيقة بروح الصداقة والتعاون والإخاء وهي مبادئ طالما حث عليها الشيخ الوالد زايد بن سلطان آل نهيان وأرسى معانيها في علاقات دولة الإمارات مع جيرانها وتشبع بها أولاده وساروا على دربه، ونحن نتشارك معهم هذه المبادئ التي تسهم في ازدهار بلدينا عبر علاقات وثيقة نحرص على بنائها وتعزيزها”.