لم يكن اسمه الحقيقي بيليه بل إديسون أرانتيس دو ناسيمنتو، وقد سماه والده دونديهو تيمنًا بالعالم الأمريكي توماس ألفا إديسون.
ورغم تغيير اسمه إلا أن بيليه كان يحب “إديسون” وقال مرة لأليكس بيلوس، المؤلف المشارك لكاتب سيرة بيليه الذاتية: “إديسون هو الشخص الذي لديه المشاعر، ولديه العائلة، ويعمل بجد، وبيليه هو الرمز. بيليه لا يموت ولن يموت. بيليه سيستمر إلى الأبد. لكن إديسون هو شخص عادي سيموت يومًا ما”.
سيبقى أسطورة كرة القدم البرازيلية بيليه حيًا إلى الأبد في قلوب وعقول المليارات من مشجعي كرة القدم في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط.
أحب النجم الأسطوري الشرق الأوسط وزار بلاده مرات عديدة كلاعب أو بعد اعتزاله، لكن اشتداد المرض عليه حرمه من الذهاب إلى قطر لمتابعة مباريات بطولة كأس العالم هناك.
قام أسطورة كرة القدم البرازيلية بجولة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في العديد من المناسبات، بما في ذلك جولة في دول الخليج عام 1973.
ولا يزال الناس في جميع أنحاء المنطقة يستمتعون باعتزاز بذكريات الأوقات التي زار فيها “الملك” بلادهم.
سانتوس عشق بيليه الأكبر
أمضى بيليه الغالبية العظمى من مسيرته الكروية في فريق سانتوس البرازيلي، إذ لم تكن “موضة” الانتقال إلى الفرق الأوروبية شائعة كثيرًا في عهده رغم تلقيه العديد من العروض للانتقال إلى القارة العجوز.
وفي إحدى زيارته للعاصمة القطرية الدوحة، فاز فريق الملك سانتوس على الأهلي 3-0 على ملعب الدوحة الذي يتسع لألفي متفرج في شباط/ فبراير 1973.
لم يكن حينها الملعب يشبه ما قدمته قطر خلال استضافتها لبطولة كأس العالم موخرًا .
وبعد الفوز على الأهلي القطري، زار سانتوس الذي كان يضم وقتها كارلوس ألبرتو ودالما سانتوس وكلودوالدو الفائزون مع بيليه بكأس العالم 1970، دولة الإمارات العربية المتحدة، وتغلبوا على النصر 4-1 في دبي، وتلك كانت الزيارة الأولى لبيليه من ضمن العديد من الزيارات اللاحقة لدولة الإمارات.
حضور الأسطورة في الشرق الأوسط بدأ قبل ذلك بكثير، عندما قام مع فريقه بجولة شاملة في إفريقيا عام 1967، والتي شملت الجزائر.
وزار الدولة الواقعة في شمال إفريقيا مرة أخرى في عام 2014، حيث شاهد النجوم الجزائريين الصاعدين وتوقّع أن يحقق المنتخب الوطني مفاجأة في كأس العالم خلال العام نفسه في البرازيل، وهو ما حدث بالفعل حين تأهل منتخب محاربي الصحراء للدور ثمن النهائي، وخرج أمام ألمانيا التي فازت لاحقًا باللقب.
وفي عام 1973، زار الأيقونة البرازيلية وفريقه سانتوس مصر، حيث لعبوا مباراة ودية ضد الأهلي في استاد القاهرة الدولي.
وقال بيليه وقتها للصحفيين في مطار القاهرة إنه سيسجل هدفين، وهو بالضبط ما فعله وقاد فريقه للفوز 5-0، وعاد بيليه مرة اخرى إلى مصر عام 1997 حيث شهد نهائي كأس العالم تحت 17 عاما، بين منتخب بلاده الذي كان يضم رونالدينهو، ومنتخب نيجيريا، ويومها فازت البرازيل باللقب.
وزار بيليه أيضًا لبنان عام 1975، حين كان لا يزال سويسرا الشرق، وكان ذلك قبل أسبوعٍ واحدٍ على اندلاع الحرب الأهلية في لبنان.
وقتها ازدحم ملعب المدينة الرياضية في بيروت ب45 ألف مشجع تقاطروا من مختلف الدول العربية لمشاهدة الملك.
لعب بيليه وقتها ضمن صفوف فريق النجمة وقاده للفوز على فريق جامعات فرنسا 2-0.
لعب “الجوهرة السوداء” الدقائق الأولى من المباراة كحارس مرمى ثم انتقل إلى خط الهجوم واكتفى بالمشاركة في دقائق الشوط الأول فقط.
وتميزت رحلته إلى السودان بمباراة ضد الهلال في مدينة أم درمان، ثم عاد مرة أخرى إلى الخليج في زيارات إلى البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة.
في وقت سابق من العام الجاري، هنأ بيليه منتخب السعودية للسيدات على فوزه الدولي الأول على الإطلاق، وقبل أيام فقط، أشاد بالمغرب بعد أن أصبح أول فريق إفريقي يصل إلى نصف نهائي كأس العالم.
وكتب على صفحته في إنستغرام:
“لا يسعني إلا أن أهنئ المغرب على المسيرة المذهلة. إنه لشيء رائع أن نرى تألق أفريقيا”.
بيليه الأسطورة
كان بيليه أحد أكثر الهدافين تسجيلًا في تاريخ كرة القدم العالمية، حيث فاز بكأس العالم 3 مرات مع البرازيل.
ووفقاً لموسعة غينيس للأرقام القياسية، فإن بيليه سجّل 1279 هدفًا في 1363 مباراة.
وفيما يلي بعض ما قدمه بيليه خلال مسيرته:
- 1957: سجّل الهدف الأول للبرازيل ضد الأرجنتين في سن 16
- 1958: أصغر لاعب يسجل هاتريك في كأس العالم
- 1958: سجل هدفين في نهائي كأس العالم
- 1970: سجل هدف البرازيل رقم 100 ضد إيطاليا في النهائي
يمكن تعريف نهائي كأس العالم 1970 من خلال صورة واحدة فقط، صورة لبيليه وهو يقفز في أحضان جايرزينيو أثناء احتفاله بالهدف الافتتاحي والذي كان بالمناسبة رقم 100 للبرازيل.
بيليه توفي الخميس، عن عمر 82 عامًا، في مستشفى ألبرت أينشتاين في مسقط رأسه بساو باولو البرازيلية، حيث تم إدخاله منذ 29 تشرين الثاني/ نوفمبر بعد مضاعفات حصلت معه جراء إصابته بسرطان القولون في أيلول/ سبتمبر 2021.
قبل أيام من وفاته، تم تصويره مع أبنائه وأحفاده. كان وجهه يبدو متعبًا… العمر كان له أثره على جسده.