تصدرت الإمارات دول عربية وأجنبية في المسارعة للاستجابة بالمساعدة والإغاثة بعدما ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 درجة جنوب تركيا وسوريا المجاورة في ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين ودمر آلاف المباني، ومن بينها عديد من البنايات السكنية والمستشفيات، وخلف آلاف الموتى والجرحى ومئات آلاف المشردين.
دولة الإمارات العربية المتحدة
وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس الإثنين، بإنشاء مستشفى ميداني وإرسال فريقي بحث وإنقاذ إضافة إلى إمدادات إغاثية عاجلة إلى المتأثرين من الزلزال في الجمهورية التركية الصديقة والجمهورية العربية السورية الشقيقة، لتستفيد منها الأسر في المناطق الأكثر تأثراً بتداعيات الزلزال.
وتشمل المبادرة تقديم 50 مليون دولار للمتضررين من الزلازل من الشعب السوري الشقيق إضافة إلى 50 مليون دولار إلى الشعب التركي الصديق. وتجسد المبادرة الجهود الإنسانية التي تضطلع بها الإمارات على الساحة الدولية ونهجها في مد يد العون والمساعدة إلى المجتمعات الشقيقة والصديقة في مختلف الظروف.
السعودية
وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، اليوم ، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبين السوري والتركي وتنظيم حملة شعبية عبر منصة “ساهم” لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا.
مصر
قررت الحكومة المصرية إرسال مساعدات إغاثية عاجلة تضامناً مع الجمهورية العربية السورية في مواجهة تداعيات تلك الكارثة.
قالت الرئاسة المصرية اليوم الثلاثاء إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره السوري بشار الأسد وأكد خلاله إصداره توجيهات “بتقديم كافة أوجه العون والمساعدة الإغاثية الممكنة في هذا الصدد إلى سوريا”.
لبنان
فتحت بيروت أجواءها وموانئها مع اعفاء شركات النقل الجوي والبحري الوافدة لأغراض إنسانية من الرسوم والضرائب، بحسب وزير الأشغال العامة اللبناني. ويتوجه أمس فوج من الجيش اللبناني وفرق إنقاذ، خاصة من لجنة الصليب الأحمر اللبناني إلى سوريا.
الجزائر
أرسلت الجزائر ليل الاثنين 115 طنا من المنتجات الصيدلانية والغذائية والخيام إلى سوريا التي توجه إليها ليلا فريق حماية مدنية جزائري مكون من 86 منقذا، حسبما نقلت وسائل الاعلام عن وزير الداخلية الجزائري إبراهيم مراد، وبأمر من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، سارعت وزارة الداخلية الجزائرية إلى إرسال فريق من الدفاع المدني إلى تركيا للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة على إثر الزلزال الذي ضرب المنطقة. وليكون الفريق الجزائري “أول فريق انقاذ وصل إلى سورية بعد الزلزال ومحملاً بالمساعدات للشعب السوري المتضرر”.
تونس
قدمت تونس 14 طنا من البطانيات والمنتجات الغذائية، بينها حليب للأطفال، بينما أمر رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة بالإرسال “الفوري” لفريق بحث وإنقاذ مكون من 55 منقذًا تابعين للحماية المدنية والهندسة العسكرية وخمسة كلاب.
العراق
أرسلت طائرتان عراقيتان إلى دمشق تحمل كل منهما 70 طناً من المواد الغذائية والبطانيات والإمدادات الطبية، بحسب وكالة سناء السورية الرسمية.
كما فتحت بغداد ممرا جويا مخصص للمساعدات الإنسانية وسترسل الوقود الأربعاء، بحسب مسؤول في الخارجية العراقية.
كنائس الشرق الأوسط
طالب مجلس كنائس الشرق الأوسط برفع العقوبات عن سورية فوراً، والسماح لجميع المواد بالوصول إليها، لأن هذه العقوبات ستتحول إلى جريمة ضد الإنسانية.
وذكر بيان للمجلس أن جميع الكنائس في الشرق الأوسط وضعت إمكاناتها بتصرف الأهالي المتضررين من جراء الزلزال منذ اللحظات الأولى لوقوع الكارثة رغم الإمكانات المحدودة جراء الحصار.
روسيا
قال الكرملين يوم أمس الاثنين إن عمال إنقاذ من روسيا سيتوجهون إلى سوريا وتركيا بعد تعرضهما لزلزال قوي أدى إلى مقتل الآلاف.
وتحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عبر الهاتف مع نظيريه السوري بشار الأسد والتركي رجب طيب أردوغان لتقديم التعازي لهما في الضحايا والدمار الناتج عن الزلزال الذي بلغت قوته 7.8 درجة، وهو أسوأ زلزال يضرب تركيا وسوريا هذا القرن. وعرض بوتين إرسال فرق إنقاذ روسية إلى تركيا وسوريا.
وقال الكرملين في بيان “قبل بشار الأسد بامتنان هذا العرض، وسيتوجه رجال إنقاذ تابعون لوزارة الطوارئ الروسية في الساعات القادمة إلى سوريا”.
وذكرت روسيا أن طائراتها من طراز إليوشن-76 المستخدمة في عمليات الإغاثة في حالات الطوارئ على أهبة الاستعداد للسفر إلى تركيا وسوريا.
وأصدر وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أمراً للقوات الروسية المتواجدة في سوريا بالمساعدة في جهود الإنقاذ.
الأردن
جهزت عمان أولى طائرات الإنقاذ التابعة للقوات الجوية الأردنية محملة بالمعدات الطبية واللوجستية، بالإضافة إلى فريق يضم 99 من عمال الإنقاذ وخمسة أطباء من الخدمات الطبية الملكية، بحسب صحيفة الوطن السورية.
إيران
أرسلت طهران الاثنين طائرة إلى دمشق تحمل 45 طنا من المساعدات، من بينها بطانيات وخيام وأدوية وأغذية، بحسب وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
مناشدة لرفع العقوبات الأمريكية لتسهيل عمليات الإغاثة في سوريا
في رسالة موجهة من وزارة الشؤون الخارجية والمغتربين السوريين ناشدت سورية الامم المتحدة والجهات المعنية والمنظمات الدولية والهيئات للتدخل لرفع العقوبات الامريكية عن سورية لتسهيل وصول الادوية والغذاء وسبل الإغاثة للمنكوبين .
وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء أن 812 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم وأصيب 1449 في محافظات حلب واللاذقية وحماة وإدلب وطرطوس التي تسيطر عليها الحكومة. في حين قال مسؤولون صحيون يتبعون للمعارضة السورية المسلحة إن 900 شخص على الأقل لقوا حتفهم في شمال غرب سوريا (محافظة إدلب المتاخمة للحدود التركية) وأصيب 2300 آخرون ومن المتوقع أن ترتفع الأعداد “بشكل كبير”. ولقي نحو 4500 شخصاً حتفهم في الجانب التركي، بحسب أحدث تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الثلاثاء.
وقال أردوغان في كلمة تلفزيونية، مساء اليوم الثلاثاء، إن 70 دولة عرضت المساعدة في عمليات البحث والإنقاذ، وأن تركيا تخطط لفتح فنادق في مركز السياحة في أنطاليا، غربي تركيا، لإيواء المتضررين من الزلازل بصفة مؤقتة.
وتصارع فرق الإنقاذ في تركيا الأمطار الغزيرة والثلوج أثناء سباقها مع الزمن من أجل العثور على ناجين تحت الأنقاض بعد الزلزال المدمر إلا أن مئات الآلاف في سوريا باتوا ليلتهم أمس في العراء وفي الكنائس والصالات الأهلية والبيوت الأرضية وبعض القرى القريبة من مدنهم إذ يشعر كثير من سكان المناطق المنكوبة بالذعر إلى حدٍ يدفعهم إلى رفض العودة إلى منازلهم.
وقالت كبيرة مسؤولي الطوارئ في منظمة الصحة العالمية أديلهايد مارشانغ، أمام اللجنة التنفيذية للوكالة التابعة للأمم المتحدة “تُظهر خريطة الأحداث أن عدد الذين يحتمل أن يكونوا تأثروا (بالزلزال) يبلغ 23 مليوناً، بينهم نحو خمسة ملايين في وضع هش”.
وأكدت أن “الاحتياجات الإنسانية لسوريا وصلت إلى أعلى مستوياتها” بعد الزلزال القوي.
وأضافت أن تركيا “لديها قدرة قوية على التعامل مع الأزمة لكن الاحتياجات الأساسية التي لن تُلبى على المدى القريب والمتوسط ستكون في سوريا التي تعاني بالفعل من أزمة إنسانية منذ سنوات بسبب الحرب الأهلية وتفشي الكوليرا.. هذه أزمة تأتي على رأس أزمات متعددة في المنطقة المنكوبة.. الاحتياجات بلغت أعلى مستوى لها في جميع أنحاء سوريا بعد أزمة معقدة وممتدة استمرت 12 عامًا تقريبا، بينما يستمر التمويل الإنساني في الانخفاض”.
مناشدة لمساعدة سوريا
ناشدت وزارة الخارجية والمغتربين السوريين دول العالم ومنظماته المختصة لمد يد العون للحكومة السورية التي تعمل جاهدة بكل إمكانياتها لإنقاذ ما يمكن إنقاذه جراء الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، مقدمة شكرها بالوقت نفسه للدول التي أعربت عن تضامنها.
وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان “سورية تناشد الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة والأمانة العامة للمنظمة ووكالاتها وصناديقها المختصة واللجنة الدولية للصليب الأحمر وغيرها من شركاء العمل الإنساني من منظمات دولية حكومية وغير حكومية لمد يد العون ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة السورية في مواجهة كارثة الزلزال المدمر”.
وأضافت إن “حكومة سورية تعرب عن شكرها وتقديرها للدول والمنظمات التي أعربت عن تضامنها مع سورية وشعبها وتعازيها بضحايا الزلزال المدمر وأبدت استعدادها لتقديم المساعدة للشعب السوري في هذه الظروف الصعبة”.