نشر موقع travel tomorrow تحقيقاً عن الدرعية مهد المملكة العربية السعودية، وكيفية تطورها، والاستثمارات الضخمة التي تم رصدها بقيمة 63 مليار دولار في أوائل عام 2023، لتحويل الدرعية إلى مدينة.
من قلب واحة خضراء، تملؤها بساتين، ومزارع، ونخيل مثمرة، وسط صحراء عربية، وعلى ضفاف وادي حنيفة، تقع الدرعية التاريخية في الشمال الغربي لمدينة الرياض على بعد 20 كلم، منها أرسى الإمام محمد بن سعود قواعد حكم الدولة السعودية الأولى، التي نشأ عنها ازدهار حضاريٌّ بشريٌّ غير مسبوق في المنطقة، امتد أثره لمئات السنين.
وتعود نشأة الدرعية التاريخية إلى عام 1446م، بعد مجيء مانع بن ربيعة المريدي من بلدة صغيرة تقع بجوار القطيف، إلى أرض خصبة على ضفاف وادي حنيفة، فاستقر بها مع عائلته، واتسعت مع مرور الوقت نفوذهم ومزارعهم، حتى أصبحوا أمراء تلك المنطقة وما جوارها.
ومع انتشار الأمن في الدولة السعودية الأولى، واتساع رقعتها، وتطور العمران، ازدهرت العمارة في الدرعية، وازداد عدد الأحياء والمساجد، وتوارد على مجالسها أمراء ورؤساء القبائل وسفرائها، فذاع صيت الدرعية بصفتها عاصمة يسودها الاستقرار والأمن والرخاء.
ويعتبر حي الطريف أهم أحياء الدرعية، وأحد المواقع السعودية الخمسة المدرجة في قائمة اليونيسكو للتراث العالمي. ويحتوي حي الطريف على قصر سلوى، الذي كانت تدار منه شؤون حكم الدولة السعودية الأولى، ويقصده طلاب العلم، وسفراء المناطق المجاورة.
وتبلغ تكلفة مشروع الدرعية الذي سيتم إنشاؤه خلال السنوات القادمة، حوالي 63 مليار دولار، على مساحة تبلغ 14 كيلومتراً مربعاً في مدينة الرياض وذلك بعد إضافة السكن والجامعات وغيرها من المشاريع.
ويهدف المشروع لبناء 20 ألف وحدة سكنية، ستكون متاحة للاستئجار أو للشراء، تتنوع مساحتها بين الصغيرة والكبيرة، وستكون موزعة بـ 2500 وحدة في الدرعية 1، و5 آلاف وحدة في الدرعية 2، و12.5 ألف وحدة في الدرعية 3.
ويوجد أكثر من مليون متر مربع في المشروع مصممة لتكون مقرات عمل للشركات، ومن الممكن أن تكون هنالك زيادة للمساحة ضمن الدرعية 3.
ويتضمن المشروع أكثر من ألف محل، ولا يتضمن مولات للتسوق، ويشمل 100 مطعم، و38 فندقا، وجامعتين، و20 مدرسة، حيث تعد مجتمعاً متكاملاً.
ويسهم مشروع بوابة الدرعية، أحد المشاريع الكبرى التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، في تحقيق رؤية السعودية 2030 ومن ذلك اسهامه في استقطاب 27 مليون زائر محلي ودولي بحلول عام 2030 والذي يعد دعماً للاستراتيجية الوطنية للسياحة التي تهدف إلى استضافة 100 مليون سائح من أنحاء العالم في المملكة بحلول عام 2030.
