على امتداد ساحل البحر الأحمر نجحت مصر في إضافة 500 فدان من أشجار المانجروف -نباتات شاطئية تعيش في المياة المالحة- منذ عام 2017، وذلك حين أطلقت المشروع القومي لإعادة زارعة تلك الغابات على مرحلتين كانت الثانية في الربع الأول من العام الحالي وتم الانتهاء منها مؤخرًا.
واستهدفت مصر من المشروع:
- تغطية 210 هكتار -وحدة مساحة تستخدم لقياس المساحات وتساوي 10,000 متر مربع- من تلك الأشجار على السواحل، لدورها في تحقيق التكيّف المناخي وحماية الشواطئ من خطر التغيرات المناخية،
- ويعتبر كذلك أحد المشاريع الخضراء التي تقدمت بها في مؤتمر المناخ كوب 27 المنعقد حاليًا في مدينة شرم الشيخ.
1000 هكتار مانجروف
الدكتور عمران غالي، المدير التنفيذي لمشروع إعادة زراعة أشجار المانجروف، رأى أن إعادة زراعة المانجروف هو أفضل مشروع لمقاومة التغيرات المناخية والاحتباس الحراري:
وأضاف المدير التنفيذي للمشروع أن مساحة مصر المنزرعة بتلك الأشجار 500 هكتار، وارتفعت إلى 700 قبل أن يضاف إليها نحو 250 هكتاراً بسبب المشروع القومي لإعادة زراعة المانجروف.
وأشار إلى أن تقوم مصر بعملية الزراعة المعتادة من خلال النظام المُغلق داخل الصوب الزراعية، ويتم زراعة الشلتات على مدار السنة.
فوائد المانجروف للمناخ؟
- يعمل على تثبيت ثاني أكسيد الكربون بنسبة من 5 إلى 10 في المئة.
- تحافظ تلك الأشجار على التنوع البيولوجي وهجرة الطيور وتقليل نحر الشواطئ.
- قبل زراعة تلك الأشجار، يتم عمل دراسات لتحليل درجات الحرارة والبيئة المناسبة للزراعة.
بيئة لنمو الكائنات الدقيقة
وتتولى مراكز البحوث في مصر تنفيذ تلك الدراسات، بحسب الدكتور محمد جبر، مدير معهد بحوث البساتين التابع لوزارة الزراعة المصرية، الذي أوضح أنّ المانجروف له تأثير بيئي كبير على التغيرات المناخية، خاصة الهواء لكونه يمتص ثاني أكسيد الكربون الملوث الرئيسي، ويُخرج الأكسجين، ما يؤدي إلى تنقية الهواء، مبيّناً: “ذلك الامتصاص يُقلل انبعاثات الكربون ويعطي فرصة لنمو طبقة الأوزون من جديد”.
للمانجروف فائدة سياحية، حيث يحرص السياح على الذهاب إليه والاستمتاع به.
تم عمل مشاريع تخص عسل النحل للسكان القاطنين بجانب أشجار المانجروف.
يُزرع في بيئة ملحية على عكس كل النباتات التي لا تستطيع العيش فيها، ما يخلق بيئة لنمو الكائنات العضوية والأحياء الدقيقة والقشريات بسبب غمره بالمياه.
تلك الأشجار تؤدي إلى وجود بيئة خضراء لكائنات آخرى على أرض غير صالحة لنمو أي نبات آخر.
عوائد اقتصادية كبرى
ويعتبر ساحل البحر الأحمر البيئة الأكثر مناسبة لزراعة المانجروف، بخلاف كون مصر أصبحت نموذجا تطبيقيا للتكيف مع المناخ من خلال أشجار المانجروف، لكونها تمتص غازات الاحتباس الحراري أربعة أضعاف الغابات الاستوائية، وبالتالي فإن التوسع فيها يحد من التغيرات المناخية الشديدة، بحسب السيد خليفة، نقيب الزراعيين.
وصلت مساحة الغابات المنزرعة في البحر الأحمر إلى 5 كيلومترات مربعة، أي ما يعادل 1150 فدان.
نعتمد في زراعة المانجروف على الدراسات العلمية لأكاديمية البحث العلمي، فيتم تجميع البذور من الأمهات في مشاتل ورعايتها حتى تصل الشتلة إلى 70 سنتيمتر.
أدت أشجار المانجروف إلى عودة السياحة البيئية في مصر بدخل يصل إلى 2 مليون دولار سنوياً.