استعرضت جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) السعودية المرموقة خلال أشهر مؤتمرات التقنية التي تستضيفها المملكة عدة نماذج للمدن الذكية كتوصيل الطرود بواسطة الدرون والحياة الذكية وقيادة المركبات المستقلة و”مراكز البيانات.. كمبيوتر شاهين العملاق”.
وجاء ذلك خلال مشاركة “كاوست” في مؤتمر التقنية ليب ٢٠٢٣؛ الذي اختتمت أعماله أمس الخميس في العاصمة الرياض.
وأتاح جناح “كاوست” للزائرين فرصة التعرف على دور الجامعة في تعزيز النظم البيئية للبحث والتطوير والابتكار في السعودية، من خلال عرض مشاريع بحثية عديدة وتقديم بعض مبادرات الجامعة مثل مبادرة الذكاء الاصطناعي، ومركز التميز المشترك بين كاوست وسدايا، واخيراً مبادرة الصحة الذكية، فضلاً عن ركن تعريفي بريادة الأعمال والابتكار وركن آخر للمواهب والبرامج الوطنية.
وقدمت كاوست عبر جناحها، الذي لقي إقبالًا واسعاً، “فيديو” يوضح عمق الشراكة العميقة بين كاوست وسيسكو السعودية في استخدام التقنيات التحويلة؛ بهدف دفع الابتكار الرقمي لمستقبل شامل للجميع، إضافة إلى المشاركة من خلال إدارة ريادة الأعمال والابتكار بورش عمل مختلفة.
وعرضت كاوست مركباتها ذاتية القيادة ضمن المؤتمر، حيث دفع باحثو الجامعة وشركاتها الناشئة الحدود للارتقاء بالقيادة الذاتية إلى المستوى التالي، وأسهموا في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال توطين هذه القدرات وإشراك المواهب المحلية.
وألقى رئيس الجامعة البروفيسور توني تشان محاضرة بعنوان المنافسة العالمية حول الابتكار والتقنية أكد فيها “أهمية الجامعات كونها محركاً رئيسياً لبناء النظم الإيكولوجية”؛ فيما استعرض مدير تقنية المعلومات في “كاوست” الدكتور جيسن روس، من خلال محاضرته حول “تأثير الذكاء الاصطناعي على الأمن السيبراني” ما يمكن أن يقدمه ويطوره الذكاء الصناعي في هذا المجال المهم.
كما شهدت مشاركة “كاوست” توقيع عددٍ من مذكرات التفاهم جاء أولها مع وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات، سعياً إلى تحقيق تعاون مثمر بين الطرفين لدعم البحث والتطوير في مجالات التقنيات الحديثة للاتصالات والمعلومات مثل 5g و 6G، إلى جانب تطبيقاتها المختلفة مثل الحلول الذكية وإنترنت الأشياء، ومذكرة التفاهم الثانية مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، بهدف تطوير برامج تعاونية في البحث والابتكار والتعليم لمواجهة التحديات الوطنية في مجالات الطاقة وعلوم الحياة والزراعة الصحراوية وأشباه الموصلات والمياه، ومذكرة التفاهم مع إينووا ENOWA، لدمج التقنيات التي يقودها الذكاء الاصطناعي في أنظمة الطاقة في المملكة، وتوقيع “كاوست” مذكرة مع مايكروسوفت لتطوير القدرات اللازمة لتحفيز المبادرات التقنية بين الطرفين والقدرة على الوصول إلى الأبحاث والتقنيات ذات المستوى العالمي والتعاون من أجل تسريع الابتكار، ومذكرة تفاهم مع شركة الاتصالات السعودية STC لتطوير شراكة بحثية استراتيجية مثمرة، من خلال إتاحة الجامعة للوصول إلى التميز البحثي العالمي في مجالات تقنيات الاتصالات المتقدمة، والذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة.
وكانت كاوست أعلنت قبل سنوات إنها ستلعب دوراً مهماً في تطور السعودية والعالم بحلول العام 2020 من خلال تنفيذ أحدث البحوث الأساسية والبحوث الموجهة نحو تحقيق أهداف محددة في مجال العلوم والتقنية تضاهي البحوث التي تجريها أفضل 10 جامعات للعلوم والتقنية في العالم، والتي يتضح نجاحها من خلال التركيز على الأنشطة البحثية والأكاديمية في المجالات التي يمكن أن تتميز فيها كاوست وفقاً للمعايير العالمية.
كمبيوتر شاهين العملاق
تعتمد كاوست، باعتبارها واحدة من مراكز الحوسبة الفائقة الرائدة في العالم، على نجاح أول حاسوب عملاق لها “شاهين ١”، الذي تم إطلاقه في ٢٠٠٩، يليه “شاهين ٢”، وهو حاسوب عملاق يعتمد على كراي، أسرع ٢٥ مرة من سابقه بسرعة ٥.٥٤ بيتافلوب / ثانية.
ومن المقرر أن يتم تشغيل نظام الحاسوب العملاق “شاهين ٣” بكامل طاقته خلال ٢٠٢٣، حيث سيعالج النظام الجديد مجموعات بيانات فريدة في مجالات التركيز مثل الاحتراق النظيف والأنظمة البيئية للبحر الأحمر ونمذجة المناخ والصفائح التكتونية العربية، مع تقديم التحليلات والنماذج والمحاكاة بمستوى عالٍ من الدقة، حيث يخطط المستخدمون من جامعة كاوست لاستهداف مجموعة من التطبيقات، بما في ذلك تصميم مواد جديدة للخلايا الكهروضوئية الشمسية منخفضة التكلفة وعالية الأداء بالإضافة إلى عمليات تحفيزية صناعية جديدة لزيادة كفاءة الطاقة مع تقليل النفايات كما سيتم استخدامه في مجالات الرعاية الصحية الوقائية الشخصية واكتشاف الأدوية الجديدة وزيادة استعادة الهيدروكربونات مع انخفاض التكاليف البيئية والاقتصادية واستخدام المناهج الجينية والجينومية لتعزيز تحمل النباتات للجفاف ومرونتها في البيئات الصحراوية.
