تجاوزت الثروة الإجمالية لأكبر مليارديرات التكنولوجيا في العالم-إيلون ماسك- اقتصادات معظم الدول، مما يُبرز تركزًا هائلاً للقوة المالية والرقمية في أيدي قلة. يمتلك إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركتي تسلا وسبيس إكس، وحده ثروة صافية تتجاوز الناتج المحلي الإجمالي لـ 187 دولة، مما يعزز وصف يانيس فاروفاكيس، وزير المالية اليوناني الأسبق لعصرنا الحالي بأنه في مرحلة الإقطاع التكنولوجي.
لم يعد نفوذ أقطاب التكنولوجيا مجرد أرقام في حسابات البنوك، بل تحول إلى قوة جيوسياسية تضاهي سيادة الدول. اليوم، يتربع إيلون ماسك، المدير التنفيذي لشركتي “تسلا” و”سبيس إكس”، على عرش ثروة خيالية بلغت 676 مليار دولار، وهو رقم يجعله يتفوق اقتصادياً على 187 دولة حول العالم.
ماسك: ثروة تتخطى حدود القارات
وفقاً لأحدث بيانات “فوربس”، فإن ثروة ماسك تجعله في المرتبة 25 عالمياً إذا قورنت بالناتج المحلي الإجمالي للدول؛ فهو يتفوق على اقتصادات متقدمة مثل:
الأرجنتين: (684 مليار دولار – يقترب منها بشدة).
السويد: (620 مليار دولار).
أيرلندا: (594 مليار دولار).
سنغافورة: (565 مليار دولار).
هذا التركيز المرعب للثروة دفع وزير المالية اليوناني الأسبق، يانيس فاروفاكيس، لوصف المرحلة الحالية بـ “الإقطاع التكنولوجي”، حيث لم تعد الرأسمالية التقليدية هي المحرك، بل “الريع الرقمي” القائم على استغلال البيانات.
تحذيرات استخباراتية: الخوارزميات كسلاح
لم يتوقف الجدل عند الجانب الاقتصادي، بل وصل إلى أروقة أجهزة الاستخبارات. في أول خطاب علني لها، حذرت بليز مترويلي، رئيسة جهاز الاستخبارات البريطاني (MI6)، من تآكل سلطة الدول لصالح الأفراد والشركات.
“السلطة تشتتت وانتقلت من الدول إلى الخوارزميات، وأصبحت المعلومات سلاحاً يُستخدم للسيطرة والصراع، مما جعل الفضاء المعلوماتي العالمي هشاً بشكل خطير.” — بليز مترويلي.
نادي “التريليونيين” الجدد: قائمة الأقوى عالمياً
لا يغرد ماسك وحيداً في هذا الفضاء؛ إذ يمتلك أغنى 10 أقطاب تكنولوجيا ثروة مجمعة تتجاوز 2.4 تريليون دولار. وإليك أبرزهم:
لاري بيج (جوجل): 252 مليار دولار (يتجاوز ناتج نيوزيلندا).
لاري إليسون (أوراكل): 238 مليار دولار.
جيف بيزوس (أمازون): 236 مليار دولار.
مارك زوكربيرج (ميتا): 223 مليار دولار.
سيرجي برين (جوجل): 234 مليار دولار (يعادل ناتج قطر تقريباً).
من الرأسمالية إلى الإقطاع الرقمي
يشرح فاروفاكيس في كتابه “الإقطاع التكنولوجي: ما الذي قتل الرأسمالية؟” أن عمالقة مثل “أمازون” و”إكس” لم يعودوا مجرد شركات، بل تحولوا إلى “إقطاعيات رقمية”. هم لا يبيعون منتجات بقدر ما يمتلكون “الأرض الرقمية” التي نعيش عليها، ويستخلصون الثروة من بياناتنا دون منافسة حقيقية.
يفرض صعود هذه الإمبراطوريات المالية واقعاً جديداً؛ حيث باتت الخوارزميات تمتلك القدرة على توجيه الرأي العام وتحديد مصائر الدول، مما يستوجب تحركاً حكومياً لاستعادة توازن القوى قبل أن تذوب السيادة الوطنية في بحر البيانات.

