Posted inأخبار أريبيان بزنسطاقة

النفط السعودي يعوض النقص الروسي في الأسواق الأوروبية

خط أنابيب سوميد يمنح أفضلية كبيرة للصادرات النفطية السعودية إلى أوروبا
خط أنابيب سوميد يمنح أفضلية كبيرة للصادرات النفطية السعودية إلى أوروبا

تتجه مصافي التكرير الأوروبية بشكل متزايد إلى المملكة العربية السعودية لتعويض الكميات الروسية المفقودة. وارتفعت الصادرات من المملكة إلى أوروبا الشهر الماضي إلى أعلى مستوى لها في أكثر من عامين، على الرغم من تسعير أرامكو لخامها للقارة بعلاوات سعرية قياسية مقابل خام برنت، كما أوردت نشرة “مييس” لخدمات الطاقة في الشرق الأوسط.

وقد بلغت صادرات الخام السعودية إلى أوروبا 1,20 مليون برميل يومياً في شهر آب / أغسطس الماضي وفقاً لشركة تحليل البيانات “كبلر”. ونادراً ما تجاوزت الصادرات إلى أوروبا مليون برميل يومياً منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. فقد كانت آخر مرة تم فيها تسجيل هذا الرقم في نيسان / أبريل 2020.

ووسط توقف ضخ  الخام الروسي إلى أوروبا، تبحث المصافي الأوروبية عن بدائل، ويبرز الخام السعودي في الطليعة. وتشبه الأسواق تركيبة الخام العربي الخفيف في المملكة العربية السعودية بخام جبال الأورال الروسية، ولذلك يتوقع المراقبون نمواً ثابتاً في التدفقات النفطية من السعودية إلى أوروبا.

كما زادت التدفقات من الإمارات العربية المتحدة خلال الصيف، وبالمثل مع العراق، فإن الاتجاه آخذ في الارتفاع بشكل عام، ولكن بعد وصول الشحنات من البصرة إلى أوروبا إلى 934 ألف برميل يومياً في تموز / يوليو، انخفضت مرة أخرى إلى 797 ألف برميل يومياً الشهر الماضي.

وبينما زادت الأسواق الآسيوية الرئيسية، مثل الصين والهند، من مشترياتها من الخام الروسي الرخيص، فإن مورديها الآخرين يتعرضون لضغوط متزايدة، وينطبق الأمر بالتحديد على الصين، حيث تعمل سياسة الحكومة المستمرة بشأن القضاء على وباء “كوفيد – 19” على كبح الطلب والواردات النفطية من الدول الخليجية وفي طليعتها السعودية، ما شجع المنتجين الخليجيين على التطلع إلى الأسواق البديلة، مثل أوروبا.

كما توجه العراق نحو أسواق أوروبا بعد تعرض موقعه كأكبر مورد للهند لضغوط من روسيا، ولكن مستويات الكبريت المرتفعة في خام البصرة (3%) تحد من التدفقات النفطية العراقية إلى أوروبا، خصوصاً مع ارتفاع أسعار الغاز الذي أدى إلى ارتفاع تكلفة إزالة الكبريت.

على النقيض من ذلك، فإن الخام العربي السعودي يحتوي على نسبة كبريت أقل تتراوح بين 1,3% و 2,2%، كما أنه أقل تعكراً بكثير من الدرجات المنافسة في العراق. وبالتالي، بينما كان العراق يخفض العلاوات السعرية بشكل حاد إلى أوروبا، فإن “أرامكو السعودية” كانت ترفعها إلى مستويات قياسية في الأشهر الأخيرة. وبالنسبة للشحنات التي تم تحميلها في أغسطس، تم تسعير الخام العربي الخفيف بعلاوة سعرية بلغت 5,10 دولار أمريكي للبرميل فوق خام برنت لأسواق البحر الأبيض المتوسط ​​وعلاوة سعرية  5.30 دولار أمريكي للبرميل لأسواق شمال غرب أوروبا. وانخفضت أسعار الشحنات لشهري أيلول / سبتمبر وتشرين الأول / أكتوبر، لكنها ظلت مرتفعة بالمعايير التاريخية.

وبالرغم من هذه العلاوة السعرية المرتفعة، انتعشت صادرات الخام السعودية إلى أوروبا الشهر الماضي، مما زود أرامكو بمزيج ناجح من الأسعار المرتفعة والحصة السوقية الكبيرة. بالنظر إلى المستقبل، فإن المملكة العربية السعودية في وضع جيد لتعزيز مكانتها في أوروبا بعد أن خفضت سعر البيع الرسمي إلى أوروبا بمقدار 2 دولار للبرميل لشهر أكتوبر.

ويعتبر تشابه الخام العربي الخفيف مع خام جبال الأورال الروسي ميزة رئيسية للمملكة العربية السعودية في زيادة المبيعات الأوروبية، ولذلك يهيمن على الصادرات السعودية إلى أوروبا، حيث يبلغ 788000 برميل يومياً أي بنسبة 65% من إجمالي شحنات النفط الخام من السعودية إلى أوروبا في أغسطس.

ويأتي الخام العربي الثقيل في المرتبة الثانية في الصادرات النفطية السعودية إلى أوروبا عند 266000 برميل في اليوم، وقد تم تصدير 8,2 مليون برميل من الخام العربي الثقيل إلى أوروبا في أغسطس وهو أعلى مستوى لهذا الخام على الإطلاق.

وتتمتع المملكة العربية السعودية بميزة إضافية على المنتجين الخليجيين الآخرين وهي قربها من أوروبا، إذ ترتبط حقول نفط أرامكو في شرق البلاد بمرافق تصدير البحر الأحمر في ينبع عبر خط أنابيب شرق-غرب بطول 1200 كيلومتر و 5 ملايين برميل في اليوم. ويمكن تحميل النفط الخام من ينبع على ناقلات في رحلة من يوم إلى يومين إلى محطة العين السخنة في مصر ثم نقله عبر نظام خط أنابيب سوميد إلى ميناء سيدي كرير على البحر المتوسط.

وتمتلك أرامكو السعودية حصة 15% في سوميد التي تتمتع بسعة تخزين تبلغ 20 مليون برميل من النفط الخام في كل من العين السخنة وسيدي كرير. وبمجرد وصول الخام السعودي إلى سيدي كرير، يمكن تخزينه في منشآت سوميد ثم تصديره إلى المشترين الأوروبيين، كما يتم تكرير بعض الكميات محلياً في مصر.