أجابت آن لور دي شامارد، الرئيس التنفيذي لمجموعة إنجي سولوشنز إنترناشيونال، عن استفسارات أريبيان بزنس حول عمليات الشركة في المملكة.
تعتبر مجموعة إنجي شركة رائدة في قطاع الطاقة منخفضة الانبعاثات الكربونية على المستوى العالمي، وتعمل لتسريع وتيرة التحوّل نحو عالم خالٍ من الانبعاثات الكربونية، فما الذي يميز أعمالها في المملكة العربية السعودية.
ما هي أبرز المشاريع التي تعمل عليها إنجي في المملكة حاليًا وكيف تقيم مساهماتها في تلك المشاريع؟ وما هي السياسات الرئيسية التي اعتمدتها إنجي لتطوير وتحسين مهارات الموظفين السعوديين؟
ستبقى السعودية سوقًا واعدًا ومهمًا لشركة إنجي على المدى الطويل، نظرًا إلى التزايد السكاني والنمو الاقتصادي وارتفاع الطلب على خدمات المياه والكهرباء الذي تشهده المملكة. وكجزء من التزامها في بناء مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا لسكان المملكة، ستواصل إنجي عملها عن كثب مع شركائها لتوفير فرص عمل جديدة وتنمية مهارات الموظفين من خلال برامج تدريب متنوعة.
وضمن إطار استراتيجيتها الرامية إلى استقطاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية ودعم نمو الاقتصاد السعودي على المدى الطويل، ستعمل شركة إنجي على إطلاق مبادرات وبرامج تدريبية تساهم في تعزيز كفاءة الموارد البشرية ونقل المعرفة إلى القوى العاملة المحلية.
وفي ما يتعلق بالمشاريع، تعمل إنجي حاليًا على أكثر من 45 مشروعًا وعقودًا لخدمات الطاقة في المملكة تشمل إدارة المرافق وكفاءة الطاقة، فضلًا عن أنها تملك سبع محطات لتوليد الطاقة وتحلية المياه، وتنتج ما يعادل 10٪ من كهرباء المملكة و 11٪ من المياه الصالحة للشرب.
ومن أبرز المشاريع التي تعمل عليها إنجي في السعودية مشروع الرايس (ينبع -4) لتحلية المياه بتقنية التناضح العكسي، والذي يتضمن مرافق تخزين للاحتفاظ بسعة تكفي لتشغيل المحطة لمدة يومي عمل كاملين. ومن المقرر أن تحقق المحطة أحد أكثر مستويات استهلاك الطاقة التنافسية في المملكة بقدرة إنتاجية تبلغ 450 ألف متر مكعب يوميًا. وقد بلغت كلفة المشروع، الذي تم تطويره بموجب اتفاقية شراكة بين القطاعين العام والخاص، قرابة 3.1 مليار ريال سعودي، ويطمح للمساهمة بنحو 1.5 مليار ريال سعودي في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وسيخلق نحو 500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة أثناء الإنشاء والتشغيل.
كما قامت إنجي بتطوير وتشغيل مشروع محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية الواقعة في حرض جنوب العاصمة الرياض بقدرة 30 ميغاواط، والتابعة للشركة الوطنية للتنمية الزراعية “نادك”، ووقعت اتفاقية لشراء الطاقة لمدة 25 عامًا.
هذا بالإضافة إلى مشاريع إنجي مع “ترشيد”، وهي شركة لخدمات الطاقة في المملكة أنشأها صندوق الاستثمارات العامة لتقديم أفضل الممارسات في أعمال كفاءة الطاقة وتوفير حلول مبتكرة وعملية بأسعار تنافسية، وتشمل مشاريع المدينة الطبية بجامعة الملك سعود ووزارة الحرس الوطني ومستشفى الملك خالد وجامعة الأمير سطام بن عبد العزيز وجامعة الملك سعود ووزارة الخارجية.
ماذا تقدم إنجي للسوق السعودية، وما هو حجم استثماراتها وعدد العاملين فيها؟
استثمرت إنجي أكثر من 8.676 مليار دولار في مشاريعها في السعودية، وساهمت بنحو 3.7 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، وتخطط لزيادة قيمة أصولها فيها بمقدار 6 مليارات دولار إضافية بحلول عام 2025. تتواجد مشاريع إنجي في أكثر من 17 مدينة في المملكة، ولديها ما يزيد عن ألفي موظف ومن المتوقع أن تنمو إلى أكثر من 5 آلاف عامل في السنوات الأربع المقبلة.
تأتي مسألة استقطاب المواهب المحلية والعمل على تطوير وتنمية المسيرة المهنية للموظفين في طليعة أولويات إنجي، لذا تحرص على إطلاق برامج تدريب متخصصة باستمرار. ويهدف كل مشروع من مشاريعها إلى توفير عدد محدد من فرص العمل للسعوديين. وقد وقعت مذكرة تفاهم مع صندوق التنمية الصناعية السعودي في نوفمبر الماضي لزيادة عدد المتدربين ضمن برنامج إنجي التدريبي للتبادل المعرفي في المملكة والذي يركز على تطوير المهارات في مجالات تنمية الأعمال والأنشطة التجارية وتنفيذ المشاريع، بهدف ضمان قدرة القوى العاملة السعودية على تلبية متطلبات سوق العمل على المدى الطويل.
تلتزم إنجي بترسيخ مكانتها في مسيرة التحول إلى صافي الصفر وتطوير المشاريع المحلية وجلب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى المملكة، وكذلك تعزيز كفاءة رأس المال البشري بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030.
كيف يمكن الاستفادة من خبرة إنجي العالمية بالتوازي مع الخبرات المحلية في المملكة لتحقيق الفعالية والكفاءة في المشاريع السعودية؟
منذ انطلاق أعمالها في السعودية من أكثر من عقدين، عملت شركة إنجي كمطور ومستثمر يساعد الشركات والحكومات في مساعيها للانتقال إلى الحياد الكربوني، ورسخت مكانتها كشريك موثوق للمملكة يدعمها في مسيرتها الرامية إلى خفض الاعتماد على الوقود الأحفوري.
وتماشيًا مع رؤية المملكة 2030 الرامية إلى تحقيق الاستدامة البيئية وكفاءة الطاقة والتحول نحو استخدام مصادر طاقة متجددة وأكثر تنوعًا، تسعى الشركات بمختلف أحجامها وصناعاتها لإعادة النظر بجدية في أهمية اعتماد الممارسات التي تساهم في إرساء مستقبل أكثر استدامة للمملكة.
وفي حين تبدو رحلة الوصول إلى تحقيق هدف الحياد الكربوني صعبة المنال، تثبت مجموعة إنجي في كل مرة أنها مثال ساطع على مدى إمكانية تحقيقه، حيث تمكنت بين عامي 2015 و2019 من خفض انبعاثاتها من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 59٪، وحولت 93٪ من أنشطتها لتصبح منخفضة الانبعاثات، وضاعفت قدرتها على إنتاج الطاقة الشمسية ست مرات وزادت قدرتها على إنتاج طاقة الرياح بنسبة 20٪، بزيادة تقدر بنحو 9 جيجاواط في الطاقات المتجددة[1]. لكن رحلة إنجي لم تنته بعد، باعتبار أن التقدم الحاصل يظهر إمكانياتها في إجراء تحول تدريجي نحو حيادية الكربون.
تتماشى أهداف إنجي مع رؤية المملكة 2030 الآيلة إلى تنويع مصادر الطاقة بحيث تشكل الطاقة المتجددة نصف إجمالي إمداداتها بحلول العام 2030، وكذلك مع توجيهات صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء للمملكة لتحقيق صافي الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
استفادت شركة إنجي من خبرتها العريقة في مجال الطاقة المنخفضة الانبعاثات الكربونية ومن أعمالها مع جهات سعودية رائدة في مجال الطاقة لتطوير وتنفيذ مجموعة من مشاريع الطاقة التي تعمل على الغاز والطاقة المتجددة ومشاريع الإنتاج والتخزين والتوزيع ومشاريع الطاقة الشمسية والهيدروجين وكذلك مشاريع تحلية مياه البحر وتبريد المناطق والخدمات وإدارة المرافق ذات القيمة المضافة العالية، والتي يعتمد الكثير منها على نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص.
ويؤكد نجاح شركة إنجي في السعودية التزامها بتطوير شراكات طويلة الأمد وقدرتها على الاستفادة من خبرتها العالمية وأفضل الممارسات لتقديم مشاريع مطابقة لمعايير الاستدامة وأكثر كفاءة ومواكبة للتطور الرقمي.
[1] https://www.engie.com/en/news/engie-positive-impact-strategy