كشف تقرير جديد بعنوان “من يربح من ارتفاع أسعار التأمين الصحي في السعودية ومن يدفع الثمن؟” أن ارتفاع أسعار التأمين الصحي بنسبة تجاوزت 250% منذ عام 2013 ليس بسبب شركات التأمين نفسها التي لا تحقق أرباحاً تشغيلية كبيرة من هذا الارتفاع، وإنما يعود بشكل أساسي إلى أسباب غريبة مثل ارتفاع تكاليف العلاج، تسليع الخدمات الصحية، التكاليف التنظيمية، مطالبات المرافق الصحية الحكومية، وإساءة الاستخدام والهدر، مما يجعل العبء الأكبر يقع على أرباب العمل والمؤمن لهم، وذلك بحسب بيان صحفي حول تقرير أطلقه فريق أرقام انتجلينس عن الـتأمين الصحي. وزيادة تكاليف العلاج سببها بحسب التقرير تسليع الخدمات الصحية، والتكاليف التنظيمية، ومطالبات المرافق الصحية الحكومية، وإساءة الاستخدام والهدر في القطاع الصحي. أما من يربح بشكل مباشر من ارتفاع أسعار التأمين الصحي فهم مقدمو الخدمات الصحية (كالخدمات العلاجية والمستشفيات) وشركات إعادة التأمين
ما هو تسليع الخدمات الصحية؟
يشير مفهوم تسليع الخدمات الصحية إلى ممارسة بعض المرافق الصحية والمستشفيات مثل تعاملها مع العلاج كمنتج تجاري يُوسع تقديمه أحياناً دون حاجة طبية فعلية بهدف تحقيق أرباح أكبر. بعض المرافق تستخدم أنظمتها التقنية لاستقطاب المرضى وإعادتهم دون ضرورة طبية، مما يرفع التكاليف على شركات التأمين وأصحاب العمل دون مبرر طبي كاف. مثال على هذا التسليع هو قيام مريض بزيارة مرفق صحي لعارض بسيط ويتم صرف علاج له، ثم يعاد الاتصال به لمراجعة إضافية ليس لها مبرر طبي واضح، وهذا يرفع التكاليف بشكل غير مبرر.
ما هي التكاليف التنظيمية
تأتي التكاليف التنظيمية ضمن أسباب ارتفاع كلفة التأمين، وهي الرسوم والتكاليف التي تُفرض على شركات التأمين من قبل الجهات التنظيمية المسؤولة عن الإشراف على قطاع التأمين الصحي، وهي أعلى بكثير مقارنة بتكاليف التنظيم في أنواع تأمين أخرى كالتأمين على المركبات. هذا يشمل رسوم تدفع لهيئة التأمين، ومنصة “نفيس” التي تُشرف عليها جهة تنظيمية، بالإضافة إلى المصروفات المتعلقة بالامتثال للأنظمة واللوائح. هذه التكاليف التنظيمية تؤثر على هوامش ربح شركات التأمين وقد بلغت حوالي 1.5% من إجمالي الأقساط التأمينية وهي تحد من ربحية الشركات التشغيلية.
ما هي مطالبات المرافق الصحية الحكومية ؟
بموجب المادة 11 التي تم تفعيلها قبل ثلاث سنوات، للمرافق الصحية الحكومية الحق بإصدار فواتير مقابل الخدمات الصحية التي تقدمها للمواطنين المؤمن عليهم والتحصيل من شركات التأمين، مثلها مثل مزودي خدمات القطاع الخاص. هذا الإجراء جعل المرافق الصحية الحكومية ثاني أكبر جهة تصدر مطالبات مالية لشركات التأمين الصحي، مما زاد من حجم المطالبات وأسعار وثائق التأمين الصحي. هذه المطالبات تعكس خدمات لها تكلفة حقيقية تستحق عنها المرافق الصحية الحكومية مقابلاً.
ما مكاسب شركات إعادة التأمين؟
تتولى هذه الشركات توفير تغطية تأمينية لشركات التأمين نفسها. بمعنى أن شركات التأمين تحوط مخاطرها عن طريق شراء تأمين من هذه الشركات لإدارة بعض المخاطر المحتملة المتعلقة بالمطالبات التأمينية الكبيرة أو المفاجئة. يقلل هذا من تعرض شركات التأمين لمخاطر مالية كبيرة على حالات معينة. وأشار التقرير أن هناك مصروفات من شركات التأمين على إعادة التأمين بمبالغ معينة عن كل شخص مؤمن عليه. هذه الأسباب المذكور توضح أسباب ارتفاع كلفة التأمين الصحي في السعودية من حيث تأثيرات توسع الخدمات، الالتزام التنظيمي، تكلفة مطالبات المرافق الصحية الحكومية، ودور شركات إعادة التأمين في هيكل القطاع.


