تمثل زيارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى دولة الإمارات العربية المتحدة محطة هامة في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، والتي تمتد لنحو نصف قرن بحسب وكالة الأنباء الإماراتية وام. الإمارات هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث بلغ حجم التبادل التجاري غير النفطي بينهما 32.8 مليار دولار في عام 2024، وتعتبر الإمارات سادس أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة عالمياً، والأول خارج قارة آسيا.
تشمل مجالات التعاون بين البلدين الاقتصاد، والتكنولوجيا، والذكاء الاصطناعي، والفضاء، والطاقة النظيفة. تستثمر الإمارات ما يقارب تريليون دولار في الولايات المتحدة، في قطاعات متنوعة مثل التجارة، والطيران، والتصنيع، والطاقة، والتكنولوجيا المتقدمة.
شهد التعاون في مجال الذكاء الاصطناعي تطوراً ملحوظاً، حيث تم توقيع العديد من الاتفاقيات، بما في ذلك استثمار مايكروسوفت 1.5 مليار دولار في G42، وإنشاء مركز تكامل للذكاء الاصطناعي في مدينة مصدر. كما تهدف “الشراكة في البنية التحتية للذكاء الاصطناعي” إلى تأمين 30 مليار دولار من رأس المال، وقد يصل إجمالي الاستثمارات المحتملة إلى 100 مليار دولار.
في قطاع الفضاء، تتعاون الإمارات والولايات المتحدة في مشاريع مثل مهمة الإمارات إلى حزام الكويكبات ومشروع NASA’s Lunar Gateway، حيث ستطور الإمارات وحدة لإقفال الهواء، وترسل أول رائد فضاء إماراتي إلى مدار القمر بحلول عام 2030.
في مجال العمل المناخي، يتعاون البلدان من خلال “الشراكة من أجل تسريع الطاقة النظيفة PACE”، التي تهدف إلى تعبئة 100 مليار دولار لإنتاج 100 غيغاوات من الطاقة النظيفة بحلول عام 2035. وتشارك الإمارات في قيادة مبادرة AIM for Climate لتعزيز الزراعة المستدامة، واستثمرت شركة مصدر في 11 مشروعاً للطاقة النظيفة في الولايات المتحدة.1
تعكس هذه الشراكة المتنامية عمق العلاقات بين الإمارات والولايات المتحدة، وتعزز التعاون في مجالات حيوية تخدم مصالح البلدين وتساهم في تحقيق التنمية المستدامة.