الإمارات تتفوق على المستوى العالمي بتعيين رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي، فما هو هذا المنصب الجديد؟

تحتل دولة الإمارات العربية المتحدة صدارة التوجه العالمي المتنامي في حوكمة الذكاء الاصطناعي، حيث تُعيّن المزيد من المؤسسات رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي (CAIOs) أكثر من أي دولة أخرى وفقًا لدراسة عالمية جديدة أجراها معهد IBM لقيمة الأعمال (IBV)، بالتعاون مع مؤسسة دبي للمستقبل. يكشف البحث الذي شمل أكثر من 600 رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي في 22 دولة أن المؤسسات التي يرأسها رؤساء تنفيذيون للذكاء الاصطناعي تحقق عوائد استثمار أعلى بنسبة 10% عالميًا، بينما تحقق المؤسسات التي تطبق نماذج تشغيل مركزية للذكاء الاصطناعي بقيادة رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي عوائد استثمار أعلى بنسبة تصل إلى 36% في مبادرات الذكاء الاصطناعي. وتستعرض الدراسة رؤى من هيئتي حكومة دبي، هيئة الطرق والمواصلات وجمارك دبي.بيّنت الدراسة التي شملت أكثر من 600 رئيس تنفيذي للذكاء الاصطناعي من 22 دولة و21 قطاعاً مختلفاً، أن 33% من المؤسسات في دولة الإمارات قامت بتعيين رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي، مقارنة بـ 26% فقط عالمياً، ما يعكس ريادة دولة الإمارات والتزامها المبكر بتوظيف هذه التكنولوجيا الحيوية. وأظهرت نتائج الدراسة ارتباط وجود رؤساء تنفيذيين للذكاء الاصطناعي بعوائد استثمارية أكبر، إذ تحقّق المؤسسات التي تعتمد هذا الدور عائد استثمار أعلى بنسبة 10% على إنفاقها في تقنيات الذكاء الاصطناعي. وترتفع هذه النسبة لتصل إلى 36% في المؤسسات التي يتولى فيها الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي قيادة نماذج تشغيل مركزية أو هياكل تنظيمية تربط المركز بفِرق عمل متعددة داخل المؤسسة

ما هي مؤهلات الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي؟

المهارات والخلفية المناسبة تتركز في امتلاك أصحاب هذا المنصب لخبرات هجينة تجمع بين البيانات (73%) واستراتيجية الأعمال (57%) والابتكار (56%) والتكنولوجيا (54%). وهذه النسب تظهر تنوع و مدى انتشار كل مجموعة مهارات بين جميع مديري تكنولوجيا المعلومات (CAIO) الذين شملهم الاستطلاع. وتتداخل الخبرات، إذ يمكن لمدير تكنولوجيا المعلومات (CAIO) ذو الخبرة القوية في “البيانات” (73%) أن يمتلك في الوقت نفسه خبرة واسعة في “استراتيجية الأعمال” (57%)، و”الابتكار” (56%)، و”التكنولوجيا” (54%). يتميز المنصب بنموذج التشغيل مع تحقيق نماذج الذكاء الاصطناعي المركزية أو المحورية أفضل العوائد (أسلوب المركز والمحاور hub-and-spoke) في نشر الذكاء الاصطناعي. وينقل الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي بهيكلية المركز والمحاور عمليات الذكاء الاصطناعي ومشاريع من مرحلة الاستكشاف إلى الإنتاج بسرعة تعادل ضعف الأسلوب التقليدي.

قدرات صاحب المنصب الناجح

يستوجب المنصب قدرات قيادة التغيير، و التحول التنظيمي، فضلا عن بناء الثقافة، رفع مهارات الموظفين. ولذلك فإن قائد الذكاء الاصطناعي الناجح هو قائد متعدد اللغات – يتقن لغات البيانات والتكنولوجيا والأعمال. يجمع بين فهم عميق لقدرات الذكاء الاصطناعي والرؤية الاستراتيجية لتوسيع نطاقها بمسؤولية والتأثير لقيادة التغيير متعدد الوظائف. وتعكس مهارات ومؤهلات كبار مسؤولي الذكاء الاصطناعي الطبيعة الفريدة والمختلطة لدورهم – حيث يمزج الخبرة الفنية والفطنة التجارية والقدرات القيادية. استنادًا إلى تقرير IBM “حل لغز عائد الاستثمار في الذكاء الاصطناعي” وممارسات الصناعة الأوسع، تبرز أهم مهارات مسؤولي تكنولوجيا المعلومات المعتمدين كما يلي:

تتطلب الاستفادة القصوى من الذكاء الاصطناعي مجموعة شاملة من المهارات المترابطة، تتصدرها الخبرة في البيانات بنسبة 73%. يشمل ذلك جوانب حيوية مثل هندسة البيانات، واستراتيجية البيانات وحوكمتها، بالإضافة إلى التحليلات والنمذجة، مع فهم عميق لخصوصية البيانات وجودتها. تليها استراتيجية الأعمال بنسبة 57%، حيث يبرز أهمية مواءمة استثمارات الذكاء الاصطناعي مع أهداف العمل. يتم ذلك من خلال بناء دراسات جدوى قوية للذكاء الاصطناعي، وقياس العائد على الاستثمار، وتحديد مؤشرات الأداء الرئيسية بوضوح. أما الابتكار والتحول، فيشكل 56% من المتطلبات، وهو ما يعكس ضرورة دفع عجلة تبني الذكاء الاصطناعي في مختلف الإدارات وتحديد الفرص الابتكارية التي يقدمها. كما يتضمن هذا الجانب القدرة على توسيع نطاق التجارب التجريبية لتشمل عمليات النشر على مستوى المؤسسة بالكامل. بنسبة 54%، يأتي التفكير التكنولوجي والنظمي، والذي يتطلب خبرة عميقة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ومعالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي. كما يستلزم هذا المجال الإلمام بالمنصات السحابية وواجهات برمجة التطبيقات، والقدرة على دمج الذكاء الاصطناعي بسلاسة في الأنظمة القديمة. وأخيرًا، تمثل الرؤية التشغيلية 38% من هذه المتطلبات، وتشمل تحسين سير العمل باستخدام الذكاء الاصطناعي، وإدارة التغيير، وإعادة تصميم العمليات. يتطلب هذا الجانب أيضًا فهمًا شاملاً لوظائف المؤسسة المختلفة، مثل سلسلة التوريد، والمالية، والموارد البشرية، وغيرها.

33%