كشف الأمير خالد بن الوليد آل سعود، في حوار مع مجلة “Finance Middle East”، النقاب عن استثمارات جديدة في مجال تقنيات الاندماج والشركات الناشئة الموجهة للمستهلكين مطالبا بزيادة تمويل التقنيات المستدامة.
ضمن عالم ديناميكي في قطاع تمويل الشركات الناشئة، تتميز شركة كيه بي دبليو فينتشرز التي يملكها صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن الوليد بن طلال آل سعود بنهجها الاستثماري المحايد. ويسلط الأمير خالد الضوء على العوامل المحورية التي توجه قراراته الاستثمارية.
وأكد الأمير خالد، أن كيه بي دبليو فينتشرز تنظر إلى شركات محفظتها باعتبارها استثمارات قيّمة وشركاء استراتيجيين. وعدّ الأمير خالد التوافق المتبادل بين الشركات الناشئة وشركته لرأس المال الجريء من الأمور الأساسية في هذه الشراكة، مما يضمن على حدّ تعبيره وجود أهداف مشتركة ومسار نمو متماسك. ويمتد أثر هذا التركيز على التوافق إلى الفريق المؤسس، حيث يولي الأمير خالد قيمة كبيرة لرؤية شركائه ودرايتهم بالسوق.
وأوضح سموّه بقوله: “داخلياً، ننظر دائماً إلى شركات محفظتنا على أنهم شركاء؛ وهذا أحد الأشياء الأولى التي أنظر إليها قبل الالتزام بأية جولة تمويل. ودائماً ما أطرح على نفسي الأسئلة التالية: هل نحن مناسبون لهم؟ وهل هم مناسبون لنا؟ هل لدينا ذلك التوافق والانسجام من حيث رؤيتنا للمكان الذي نريد أن نرى فيه نمو الشركة؟” وأضاف: “إن الفريق المؤسس مهم للغاية، وعادةً ما يؤدي الارتباط القوي بين تلك المشاريع ورؤية المؤسس إلى التزامي بجولة تمويل أكبر”.
واستطرد قائلاً: “إن ما يزيد من ثقتي هو وجود المؤسسين الذين يعرفون أسواقهم ومنافسيهم وأرقامهم”. وشدد الأمير خالد كذلك على أهمية الفهم القوي للسوق والمنافسة والمقاييس المالية، وأوضح بأن المؤسسين الذين يظهرون معرفة عميقة بهذه الجوانب يحظون بالثقة ويكونون أوفر حظاً في الحصول على دعم شركة كيه بي دبليو فينتشرز.

وكانت شركة (A Dozen Cousins) إحدى الشركات التي أثارت اهتمام الأمير خالد، وهي علامة تجارية في مجال الأغذية الطبيعية المتخصصة في الأطباق الأصلية المستوحاة من مطابخ الكريول والكاريبي والمطابخ اللاتينية، والتي أسسها رئيسها التنفيذي إبراهيم بصير. وقد تأثرت العلامة التجارية للشركة بطفولة بصير التي قضاها في مجال الطهي في بروكلين واسماها تيمناً بابنته وأبناء عمومتها البالغ عددهم 11.
وقد التقى إبراهيم بالأمير خالد خلال فعالية معرض انفليفر المختصة بقطاع شركات الأغذية والتي استضافتها “تحالف” ضمن تعاونٍ مثمر مع وزارة البيئة والمياه والزراعة السعودية. وقد فازت شركة (A Dozen Cousins) في منافسة الشركات الناشئة، والتي شارك فيها الأمير خالد ضمن لجنة التحكيم.
وأوضح الأمير خالد بأنه انبهر بطرح بصير والقيمة التي قدّمها على طاولة الحوار، حيث قال: “إن لديه خبرة كبيرة جداً في قطاع الأغذية، وقد عمل مع العديد من اللاعبين الأهم في هذا القطاع وعلى دراية بفجوات السوق والتي استفاد منها خلال عمله”.
وقال بأنه “انجذب” إلى إمكانات الشركة للتوسع وتغطية احتياجات منطقته في السوق بشكلٍ فعال.
واستطرد الأمير بقوله: “إن أول ما لفت انتباهي هو مقترح القيمة واسع النطاق لدى الشركة؛ إنها شركة ذات إمكانات حقيقية للتوسع، وهذا أحد المقاييس الرئيسية التي ينظر إليها معظم المستثمرين قبل تقديم الدعم خلال جولة التمويل”.
“لا شيء أفضل من القدرة على تطوير منتج يتناسب بشكل مريح مع الفجوة في السوق والسيطرة بالتالي على تلك الشريحة السوقية – ويمكنك هنا تحقيق مكاسب سريعة إن كنت قد أخذت باعتبارك العوامل التي تميّزك عن غيرك في هذا المجال بالشكل الصحيح”.
ومن جهته، قال بصير: “يميل المستثمرون المميزون إلى التركيز على تلك الأسئلة التي تتعلق بعملك”، وأضاف: “إنهم يريدون فهم احتياجات المستهلك التي يمكنك تلبيتها، والحجم السوقي الذي تسعى إلى تحقيقه، والأشياء التي تميّز منتجك وعلامتك التجارية وتجعلها أفضل من المنافسين في السوق”.
واختتم حديثه قائلاً: “لحسن الحظ فقد قضينا الكثير من الوقت لمناقشة هذه المواضيع داخلياً، وهي مجالات أتحمس دائماً للخوض فيها مع الشركاء المحتملين”.
كسر الحواجز
وخلال حديثه عن فلسفته الاستثمارية، قال الأمير خالد بأنها تطوّرت كثيراً وباتت تتسم بـ “المزيد من المرونة”، وهو يبدي استعداده لاستكشاف الفرص في القطاعات غير النباتية. وفي حين أن لديه العديد من الاستثمارات في مجال البروتينات النباتية البديلة، فإنه يرى بأن تنويع المحافظ الاستثمارية أمر ضروري ويؤكد على أهمية تلبية شرائح المستهلكين المتنوعة.
وقال الأمير خالد: “لقد تغيّر رأيي بعض الشيء مؤخراً، فلا شك بأن حجماً واحداً ربما لا يناسب الجميع، وبالمثل فإن الاحتياجات الغذائية المختلفة تتطلّب خياراتٍ مختلفة. وإذا كان المنتج المستزرع بالخلايا قادراً على تلبية ذلك الطلب، فهذا أفضل بالنسبة لي”.
وأضاف: “أنا استثمر في تقنيات الأغذية التي تنتج اللحوم الحقيقية والدجاج والمأكولات البحرية وغيرها، والكثير من الناس لا يعتبرون ذلك نباتياً”. “وفي مجال الاعتماد على التقنيات، فهذا ليس أول استثمار لي في قطاع المنتجات الحيوانية. ولقد تحدثت مؤخراً عن نهج أوسع في اتجاهنا الاستثماري، وبالتالي فنحن نتوقع المزيد من هذا في شركة كيه بي دبليو فينتشرز”.
وقال الأمير بأنه يريد العمل من داخل هذا القطاع الحيوي ودعم جميع مكونات منظومة قطاع التغذية. وبالنسبة له، فليست مصادفة بأن يكون العديد من أبرز المستثمرين في تقنيات الغذاء من منتجي اللحوم التقليدية. وعلق بقوله: “إن ثلاثة من خطوط الإنتاج الأربعة لدى (A Dozen Cousins) هي نباتية، وهم يتوقعون أن تكون الابتكارات المستقبلية القادمة صديقة للنباتيين أيضاً”. وأضاف: “لماذا (A Dozen Cousins) بالتحديد؟ ذلك بسبب قدرات المؤسس، وجودة المنتج، وإمكانات النمو، وعقد الشراكات، وخط الإنتاج وغيرها المزيد”.
وقد تأسست كيه بي دبليو فينتشرز في عام 2014، وهي شركة استثمارات جريئة تتخذ من دول مجلس التعاون الخليجي مقراً لها، بين الرياض ودبي. وتضخ الشركة استثماراتها في مجموعة واسعة من القطاعات، والتي ضمت مؤخراً قطاعات التقنيات المالية، والتقنيات الزراعية، وتقنيات الأغذية، والحلول التقنية للشركات (B2B SaaS)، وتقنيات الطيران والنقل، وتقنيات الطاقة، والتقنيات الحيوية، وقطاع الترفيه وتقنيات البث وغيرها.
ويشمل أبرز استثمارين مؤخراً لدى شركة كيه بي دبليو فينتشرز كلّاً من (BlueNalu) و(Kueski). وتهدف (BlueNalu) إلى قيادة السوق العالمية في مجال المأكولات البحرية المستزرعة من الخلايا، حيث تقدّم للمستهلكين منتجات آمنة وصحية ومستدامة. وفي الآونة الأخيرة، حصلت الشركة على استثمار كبير من صندوق نيوم للاستثمار إلى جانب شراكة استراتيجية مع نيوم، الأمر الذي يمثل مرحلة محورية في مسار نمو الشركة.
وفي هذا السياق، أوضح الأمير خالد بقوله: “إن العامل الحاسم في نجاح (BlueNalu) يعتمد بشكل أساسي على المنهجية الاستراتيجية لدى – رئيسها التنفيذي – لوو كوبرهاوس بالنسبة لمستقبل الغذاء وخبرته الواسعة في هذا القطاع”، “فهو لم يحضر من خارج القطاع لإحداث ثورة فيه، بل إنه يمتلك خبرة عملية واسعة ومعلومات معمقة في هذه الصناعة ويحاول النهوض بها من الداخل”.
أما بالنسبة إلى (Kueski)، فهي تمثل أكبر مقرض استهلاكي عبر الانترنت في المكسيك، حيث تلبي احتياجات الأفراد الذين لا يستطيعون الاستفادة من الأنظمة المصرفية التقليدية. وقد سلط الأمير خالد الضوء على نجاح الشركة من خلال تقديم منتجات مالية متنوعة واعتماد الشركة على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتقييم المخاطر، مما يجعلهم في صدارة هذه الصناعة.
ووفقاً لبلومبيرغ، فقد تعاونت أمازون المكسيك مع شركة (Kueski) في يناير الماضي لتقديم القروض الشخصية وخيارات الشراء الآني والدفع اللاحق (BNPL) لعملائها في البلاد، مما يمثل الظهور الأول لأمازون في هذا القطاع في السوق المكسيكي.
وبموجب تلك الاتفاقية، تقدّم أمازون إمكانية تقسيط الدفعات كل أسبوعين متيحة المجال أمام عملائها في المكسيك للاستفادة من هذه الميزة لما يصل إلى 12 معاملة مالية. وستتولى (Kueski) تمويل تلك المشتريات وتقييم الحد الائتماني للمستخدمين الأفراد.
إدارة المخاطر
عندما سئل الأمير خالد عن الكيفية التي تقيّم وتدير بها شركات الاستثمارات الجريئة المخاطر عند اتخاذ قراراتها الاستثمارية، قال بأنه يتبنى نظرة براغماتية.
وأوضح سموّه بأن “هذا القطاع بطبيعته ليس لمن يخشون خوض غمار المخاطر”، واستطرد بقوله: “إن كنت تعمل في مجال الاستثمارات الجريئة، فإنك بحكم الواقع تقوم بالمخاطرة، وذلك لأن كثيراً من الأموال التي تلتزم بضخها يتم وضعها في أفكار هائلة وخارجة عن المألوف”.
غير أنّه ذكر بأنه يبقى ثابتاً في التزامه بتحديد الشركات الناشئة التي تتسم بالمرونة ولديها إمكاناتٌ للنمو على المدى الطويل.
وفي معرض حديثه عن عملية البحث عن العملاء المناسبين وتقييم المخاطر، قال الأمير خالد: “تأتي العديد من الاستثمارات التي أقوم بها من شركات رأس المال الجريء ضمن شبكتي، بما في ذلك مجموعة (PROOF)، والتي تمثل مشروع استثمارات جريئة في مرحلة التوسع ويقوم بتمويل جولات كبيرة للشركات المتقدّمة”. وأضاف: “إن لديهم إمكانية الوصول إلى جولات تمويل ذات تنافسية ونسبة إكتتاب كبيرة بقيادة شركات رأس مال جريء من الدرجة الأولى”.
وتطرّق الأمير خالد إلى مشهد الشركات الناشئة ضمن المراحل المبكرة والمدفوعة بالشغف ممن ضخت بها شركة كيه بي دبليو فينتشرز استثماراتٍ من عدة مصادر؛ ومنها تلك الشركات التي تتواصل معهم بشكل مباشر حيث يتم القيام بأبحاث مستفيضة عنها. وعلّق سموّه على ذلك بقوله: “لا نقوم بقيادة جولات التمويل، وبالتالي يقوم الآخرون بالأبحاث. ومن جانبنا، فنحن نبحث عن مدى قوة تلك المشاريع وقابليتها للتوسع”.
الضبابية الاقتصادية
أوضح الأمير خالد بأن “تراجع السوق ليس في الواقع أمراً سيئاً بالنسبة للمستثمرين، حيث تصبح عملية التقييم في كثير من الأحيان أكثر منطقية. وربما تسمع العديد من المستثمرين يشيرون إلى فترات الركود باعتبارها عمليات تصحيح لوضع السوق”. وأضاف سموّه تعليقاً على قراءة الأوضاع خلال فترات الضبابية الاقتصادية بأن “الركود يساهم في تنحية الشركات الضعيفة لا أكثر”.
وذكر بأنه كانت هناك طفرة اقتصادية جاء معها تضخم في عمليات التقييم، ومن ثم تبعها تصحيح للمسار، وهو الوضع الطبيعي خلال الدورات الاقتصادية. وقد بات من الصعب الارتقاء بهذا القطاع، حيث أجبر المستثمرون على أن يكونوا أكثر حكمة وأن يقيموا المخاطر بشكل أكثر صرامة من ذي قبل.
واستطرد الأمير خالد قائلاً: “كانت هناك تقارير كثيرة عن تباطؤ الاستثمار، ولكن شركة كيه بي دبليو لم تتباطأ أبداً”. وأوضح أنه “بالنظر إلى حجم عمليات التمويل، فقد كانت استثماراتنا أكبر في 2019-2020، أما إذا نظرنا إلى عدد الشركات، فقد كان العدد أكبر في 2021-2022. وطيلة تلك الأعوام، فقد كان لدينا تنوّع في القطاعات التي مارسنا نشاطنا فيها، في حين تركز معظم نشاطنا في الفئات القائمة على التكنولوجيا”.
وعند سؤال سموّه عن كيفية تأثير الاتجاهات الجيوسياسية على مشهد رأس المال الجريء، أوضح الأمير خالد بقوله: “أعتقد أن عدم الاستقرار السياسي يؤثر على نشر رأس المال، حيث تبقى الكثير من الأموال على الهامش إذا كان المناخ السياسي غير آمن وغير مستقر. وهناك نوعٌ من عدم الارتياح بشأن الصراعات القائمة في عدة مناطق في العالم، مما يجعل الناس غير واثقين أو مستعدين لضخ مبالغ كبيرة في الاستثمارات”.
اتجاهات السوق
وبالنظر إلى المستقبل، يتوقع الأمير خالد طفرة في مجال الابتكارات، وخصوصاً في مجال الذكاء الاصطناعي. وفي هذا السياق، علّق بقوله: “تستثمر العديد من شركات رأس المال الجريء الكثير من الأموال في قطاع الذكاء الاصطناعي. وهذا منعطف حاسم في تاريخ التكنولوجيا، حيث ستحدد الأعوام القليلة المقبلة في هذا المجال اتجاه العديد من الصناعات المختلفة”.
ومن وجهة نظره، فإن أي شركة ذكاء اصطناعي ممن يعملون ضمن نطاق ضيق سيتم نسخها أو تكبير نطاق عملها من قبل لاعبين بارزين في السوق. ولقد تم شحذ قدرات تلك الشركات بالفعل من أجل زيادة كفاءاتهم في مجال الذكاء الاصطناعي على نطاق بعيد المدى، حيث يقومون حالياً بضبط وتهيئة تلك القدرات المحتلفة.
وعلّق الأمير خالد بقوله: “إذا كان الذكاء الاصطناعي لديك في مجال الدوائيات مثلاً، فسوف تكون أمام خيارين إما الاستحواذ السريع أو النسخ السريع. وإن معدلات الاستحواذ من قبل اللاعبين الكبار ليست عالية مقارنة بعدد الشركات في السوق – إنه ليس كبيراً كما ينبغي، وهو لا يثير اهتمامي لهذا السبب”.
في الوقت الذي يوفر فيه الذكاء الاصطناعي فرصاً مريحة، فإن الأمير خالد شغوفٌ بالقطاعات الخضراء، بما في ذلك تقنيات احتجاز الكربون وطاقة الاندماج.
وقال سموّه: “لكي نكون واضحين، سيكون للذكاء الاصطناعي دور محوري هنا، ولكنني أتحدث عن أساليب وتقنيات محددة”.
وأوضح الأمير خالد: “أولاً، تقنيات احتجاز الكربون – لقد استثمرنا سابقاً في شركة ناشئة واحدة (Carbix) – وقد كنت حريصاً للخوض في هذا القطاع لسنوات، ولكن لا تزال كلفة احتجاز انبعاثات الكربون وتخزينها عالية، وبالتالي لا يزال هذا القطاع في حاجةٍ للمزيد من النمو”. وأضاف: “سوف يتطور القطاع، ومثل العديد من المشاريع فهي فكرة كبيرة يمكن في النهاية تحقيقها بالمبالغ المناسبة التي ستغذي اكتشاف المزيد من الأساليب المبتكرة للنمو والتوسع”.
استثمرت كيه بي دبليو مؤخراً في جولة تمويل لشركة طاقة اندماجية خارج كاليفورنيا، ولم يتم اغلاق الجولة حتى الآن، وبالتالي لا نزال بانتظار المزيد من التفاصيل. وفي مقابلة حصرية مع مجلة فاينانس ميدل إيست، قال الأمير خالد: “هناك العديد من التنبؤات حول مدى الجاهزية السوقية للطاقة الإندماجية في غضون 20 أو 30 أو 50 عاماً، وتختلف تلك التنبؤات باختلاف من تتحدث إليهم، ولا شك أن السياسة تلعب دوراً محورياً هنا”.
“يعتقد البعض أنه كان أفضل مؤشر للنجاح القريب، بينما يعتقد آخرون أنه ليس سوى بداية صغيرة على طريق طويلة للتسويق. وأنا من ضمن الفريق الأول، ولكن مثل كل استثماراتي الجريئة، فسوف أمضي فيه بثباتٍ على المدى الطويل”.
مستقبل الاستثمارات الجريئة
وفيما يتعلق بمستقبل الاستثمارات الجريئة، يتوقع الأمير خالد أن تستمر وتيرة الابتكار في التنامي بشكل كبير. وقال في هذا السياق: “سنشهد تنامي الابتكارات لدينا بضراوة أكثر بكثير من الأعوام العشرة أو العشرين الماضية”.
“أعتقد أننا نمر بتغيير جذري عندما يتعلق الأمر بأجهزة الكمبيوتر والتكنولوجيا. فقد كانت حقبة الثمانينات تدور حول الكمبيوتر والأجهزة؛ بينما تمحورت حقبة التسعينات حول شبكة الانترنت؛ وكان العقد الأول من الألفية يدور حول الهواتف المحمولة؛ أما في العقد الأخير فقد تحوّل الاهتمام إلى نقل كل شيء بدءًا من مراكز البيانات وانتهاءً بالحوسبة السحابية. وأنا أعتقد بأن الذكاء الاصطناعي سوف يمثل الموجة التالية”.
وأضاف سموّه: “هذا يعني بأننا لن نرى المزيد من شركات منصات الذكاء الاصطناعي فقط، بل سيتم دمج مفهوم الذكاء الاصطناعي في كل شركة وتقنية موجودة في عالمنا”.
خطط عام 2024
مع استمرار شركة كيه بي دبليو فينتشرز في رسم مسارها في مجال رأس المال الاستثماري، يبقى الأمير خالد متفائلاً بالمستقبل. ومع التركيز على الاستثمارات ذات القطاع المحايد والمتنوّعة جغرافياً، تستعد كيه بي دبليو فينتشرز للاستفادة من الفرص المستجدة من أجل إحداث تاثير هادف في النظام العالمي للشركات الناشئة.
“إن لدينا خططاً قوية للشهور الاثنتي عشرة المقبلة. وقد استهلت كيه بي دبليو فينتشرز عامها الحالي بتوقيع عدد من الصفقات الجديدة، وسوف نناقش ذلك مع الانتهاء من جولات التمويل وعندما تكون الشركات نفسها مستعدة لنشر المزيد من المعلومات”. وأضاف سموّه: “قمنا بالاستثمار في العديد من القطاعات المختلفة”.
وأضاف: “إنني حريص على الاستثمار في الطاقة الخضراء، ولدينا حالياً شيء طور الإعداد. وأرغب كذلك في الاستمرار في قطاع التكنولوجيا، فمنذ فترة قصيرة استثمرنا في التقنيات المالية في العديد من القطاعات، ولا يزال هناك مجال للمزيد من تلك الاستثمارات”.
المشهد الاستثماري السعودي
وفي معرض حديثه عن التحوّل في اتجاهات الاستثمار في المملكة العربية السعودية، ذكر الأمير خالد أن المشهد الاستثماري في المملكة آخذٌ بالتحوّل، وذلك نتيجة لزيادة توافر رأس المال والمنظومة المزدهر للشركات الناشئة. وهو يعتقد بأن النهج الاستباقي للمملكة في مجال الاستثمارات الجريئة سيزيد من وتيرة نمو ذلك القطاع بشكل كبير، مما سيؤدي بدوره إلى جذب المزيد من الشركات الناشئة والمستثمرين من ذوي الكفاءة العالية.
ووفقاً لملخص (MAGNiTT) للاستثمارات الجريئة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2023، فقد أصبحت المملكة العربية السعودية السوق الأكبر لتمويل الاستثمارات الجريئة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وللمرة الأولى.
وقد جذبت المملكة أكثر من 1.38 مليار دولار من الاستثمارات، مسجّلة العام الثاني على التوالي الذي تتجاوز فيه حاجز المليار دولار. وكانت الزيادة في استثمارات رأس المال الجريء، والتي زادت بمقدار الثلث مقارنة بالعام السابق، مدفوعة بصفقات كبيرة في قطاعي التقنيات المالية والتجارة الإلكترونية. وفي هذا السياق، قال الأمير خالد: “حتى أن مسابقات الشركات الناشئة لدينا تحظى برأس مال جيد. وهذا هو السبب في كوننا نشهد تدفق مثل هذه الصفقات عالية المستوى وبشكل متزايد في كل من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة؛ إنهم يعلمون أن هناك مستثمرين مستعدين لخوض غمار هذه التجربة، من الجولات التمهيدية وحتى جولات المرحلة (د)”.
وفي هذا السياق، أوضح سموّه قائلاً: “إن لدى المملكة العربية السعودية والإمارات إطار صندوق الصناديق الجاهزة للنشر، ولكنني أعتقد بأن ذلك لا يزال بحاجة إلى المزيد من التحسين من حيث تحويل الاستثمارات إلى شركات رأس مال جريء والتي يمكنها بعد ذلك الوصول إلى الشركات الناشئة”. وأضاف سموّه: “انتهى الأمر بالاستثمارين اللذين قمت بهما في السعودية إلى مؤسسّين من الخارج، ولكن تدفقات الصفقة كانت على أرض الرياض. لقد كانت كيه بي دبليو فينتشرز منفتحة دائماً على نموذج العمل الصحيح، فنحن محايدون جغرافياً وحياديون من حيث القطاعات في نفس الوقت”.