تسير أبوظبي بخطوات ثابتة ومدروسة نحو تحقيق رؤيتها للريادة إقليمياً وعالمياً في مجال الصناعات الإبداعية ويجسد كونغرس العربية كيف تقود مستقبل الإبداع في الشرق الأوسط، بفضل مرافق الإنتاج العالمية، والبيئة السياسية الداعمة للابتكار، والتراث الثقافي الغني الذي تمتلكه، كما تمتلك الإمارة موقعًا فريداً يؤهلها لتكون مركزاً إقليميًا رائداً في مجال الابتكار الإعلامي والسرد القصصي متعدد المنصات، فضلاً عن البنية التحتية المتقدمة، والكوادر الموهوبة، والرؤية الطموحة التي تؤهلها لاحتضان استثمارات إبداعية كبرى. وانطلاقاً من هذا التوجه المتطور والصيغة المستقلة، يعكس “كونغرس العربية والصناعات الإبداعية” الذي ينظمه مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة، تحت شعار “إعادة تخيّل الإبداع العربي: الابتكار في السرد وتعزيز تفاعل الجمهور”، على مدار يومي 14و15 سبتمبر 2025، الدور المتنامي لأبوظبي، وتوجّه دولة الإمارات نحو ترسيخ مكانتها كمنصة رائدة في الصناعات الإبداعية على المستويين الإقليمي والعالمي، حيث يتكامل التعبير الثقافي مع التنمية الاقتصادية لتحقيق أثر مستدام. يهدف الكونغرس إلى ترسيخ مكانة أبوظبي كمركز عالمي للإبداع العربي في مجالات الإعلام والثقافة والابتكار، ودعم تنمية منظومات الإبداع الإقليمية عبر شراكات استراتيجية تجمع بين المحلي والعالمي، كما يسعى الكونغرس إلى تعزيز الحضور العربي في الصناعات الإبداعية وبناء القدرات المهنية، ضمن أطر علمية ومنهجية.
عبر بناء شراكات عالمية، أبوظبي ترسخ قيادتها في الاقتصادي الإبداعي عبر “كونغرس العربية”، رؤية مبتكرة للصناعات الثقافية والإبداعية.

وفي إطار الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية لعام 2031، تهدف الإمارات إلى رفع مساهمة هذا القطاع من حوالي 2.6٪ إلى 5٪ من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2032، من خلال 40 مبادرة استراتيجية تشمل المواهب والمؤسسات وبيئة الأعمال الداعمة. وذلك ضمن منظومة الاقتصاد الإبداعي العالمي، الذي يسهم في الناتج المحلي العالمي، بما يتراوح بين 2 إلى 2.25 تريليون دولار أمريكي سنوياً ، ويُعتبر هذا القطاع محركاً رئيساً لتنويع الاقتصاد، لا سيّما في الدول ذات الدخل المرتفع والمتوسط، حيث يمكن أن يشكل حتى 7% من الناتج المحلي الإجمالي الوطني. كما يشمل القطاع مجالات عدة منها السينما، والتلفزيون، والنشر، والتصميم، والموسيقى، والألعاب، والإعلان، وتطوير البرمجيات.
يدعم الاقتصاد الإبداعي عالميًّا من 30 إلى 50 مليون وظيفة، مع نسبة عالية من النساء والشباب مقارنة بالقطاعات التقليدية. ويُعد العمل الإبداعي من بين المجالات الاقتصادية القليلة التي توفر فرص عمل مرنة وعن بُعد، مما يجعله مرغوباً لدى الشباب والعاملين بنظام العمل الحر.

و قال الدكتور على بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية:” يعود كونغرس العربية والصناعات الإبداعية في عام 2025 برؤية عالمية طموحة تنطلق من العاصمة الإماراتية أبوظبي و تركّز على إعادة تشكيل الأثر الاقتصادي للإبداع العربي، تأسيساً على أن الإمارات العربية المتحدة واحدة من الدول الرائدة في الصناعات الإبداعية، وتحرص على تأكيد هذه المكانة على المستويين العربي والعالمي، حيث يتكامل التعبير الثقافي مع التنمية الاقتصادية لتحقيق أثر مستدام.، وبعد النمو المتواصل والنجاحات التي حققتها دوراته السابقة، أصبح كونغرس العربية والصناعات الإبداعية منصة حيوية لتبادل المعرفة والخبرات بين الخبراء من الأسواق العربية والدولية والاطلاع على أحدث الممارسات والتوجهات المبتكرة في قطاع الصناعات الإبداعية
وتتماشى رؤية الكونغرس، في بناء القدرات المهنية، مع الاستراتيجية الوطنية للصناعات الثقافية والإبداعية في دولة الإمارات (2021–2031)، إذ تسعى الدولة إلى تعزيز نمو القطاع من خلال مضاعفة عدد المؤسسات العاملة فيه، إلى جانب توفير آلاف الفرص الوظيفية الجديدة في المجالات الإبداعية، وزيادة متوسط الدخل، واستقطاب الكفاءات المستقلة والشركات الناشئة ذات الطابع الإبداعي.
عطفاً على ما سبق، يشكّل الكونغرس منصة محفّزة للإبداع، ويسهم من خلال برنامج متنوّع يضم فعاليات مميزة في تبادل المعرفة بين المتخصصين، وتعزيز التعاون الإقليمي، وتنمية الصناعات الإبداعية العربية، إلى جانب استكشاف أسواق واعدة، وفتح آفاق جديدة للاستثمار، واستقطاب المواهب الشابة، والعمل على دعم بناء القدرات المهنية، عبر مسارات مختلفة تؤكد الدور المحوري لهذه القدرات في فضاءات الإبداع العربي، وفتح آفاق جديدة لمستقبل الاقتصاد الإبداعي في المنطقة.”
يشمل برنامج الكونغرس هذا العام طيف واسع من الأنشطة المهنية المتخصصة، بما فيها: جلسات نقاشية وحوارات تجمع نخبة من خبراء الاقتصاد الإبداعي وقادة الأعمال ورواد التكنولوجيا وصُنّاع المحتوى والمواهب الإبداعية ورواد الأعمال من مختلف المجالات الثقافية والإبداعية، ورش عمل متخصصة ودورات تدريبية يقدمها خبراء من مؤسسات رائدة لتعزيز المهارات المهنية بين أوساط الطلاب والمهنيين الشباب، ومعرض سنوي للتقنيات الحديثة والابتكارات الرقمية في الصناعات الثقافية والإبداعية، تشارك فيه علامات تجارية وشركات ناشئة رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي.
تُقدّم مسارات بناء القدرات المهنية في “كونغرس العربية”، سلسلة من الجلسات التفاعلية والصفوف التدريبية المتخصصة وورش العمل المبتكرة التي يقدمها خبراء من مؤسسات إقليمية وعالمية مرموقة، من بينها منصة تيك توك، وشركة سناب، وغوغل، وخدمات أمازون ويب، وغرفة سرد للكتابة الدرامية.
وقد صُمِّمت هذه الجلسات لتعزيز المهارات المهنية والتقنية لدى شرائح واسعة من الفئات المستهدفة، بما يشمل طلبة الجامعات، والمهنيين الشباب، وصُنّاع المجتوى، والكُتّاب الطموحين، والمعلمين، وهواة التصميم والألعاب، والناشرين والعاملين في قطاع الصناعات الإبداعية.
وتغطي المحاور المطروحة، مجموعة متنوعة من المواضيع، من بينها: إنشاء المحتوى الرقمي والمنصات، الذكاء الصناعي التوليدي والمحتوى العربي، الإبداع والكتابة والسرد القصصي، مستقبل الإعلام ونماذج الأعمال.