عثمان بنجلون من مواليد عام 1932 وهو مصرفي، ورجل أعمال مغربي يرأس المجموعة الاقتصادية فينانس كوم التي تراقب نحو 25% من سوق التأمين بالمغرب عبر الشركة الوطنية للتأمين والشركة الملكية للتأمين، اللتين اندمجتا تحت اسم الملكية الوطنية للتأمين، وهو مدير البنك المغربي للتجارة الخارجية، الذي يمثل نحو 16% من النشاط المصرفي بالمغرب، كما يرأس بنجلون منذ عام 1995 المجموعة المهنية لبنوك المغرب.
بدأ بنجلون حياته العملية في التجارة برفقة أخيه عمر، الوكيل الحصري لشركة فولفو السويدية بالمغرب. وتوسعت أعمال الأخوان بنجلون لتشكل مجموعة صناعية عملاقة ومتنوعة الأنشطة. وفي سنة 1989 بدأ بنجلون المشوار الذي سيقوده لإنشاء مجموعته المالية الخاصة بشراء حصص الورثة في «الشركة الملكية للتأمين». ورغم أن هذه الأخيرة لم تكن شركة كبيرة، إلا أنها تكتسي أهمية رمزية وتاريخية بالنسبة للقطاع المالي المغربي، فتأسيسها يعود إلى مرحلة النضال الوطني من أجل استقلال المغرب، إذ تم تأسيسها سنة 1949 من طرف مجموعة من المنتسبين للحركة الوطنية كان يحدوهم الطموح لوضع اللبنات الأولى لاقتصاد المغرب المستقل.
وعندما تسلم عثمان بنجلون زمام «الشركة الملكية التأمين» اعتمد في إدارتها الصرامة في احترام الضوابط والمعايير المعتمدة دوليا في إدارة نشاط التأمين. وجنب هذا المنهج الشركة مطب الدخول في حرب الأسعار والصراع المحموم حول حصص السوق الذي زج بقطاع التأمينات المغربي في أزمة خانقة خلال التسعينات والذي أدى إلى إفلاس 5 شركات تأمين. ورغم أن الشركة الملكية ظلت شركة صغيرة إلا أنها اكتسبت بفضل سياستها الصارمة قاعدة مالية صلبة، إذ كان هامش سيولتها في منتصف التسعينات يقدر بنحو 3000 %، وتمكنت بذلك من التقدم بعرض غير قابل للمنافسة عندما طرحت الدولة حصصها في مصرف «البنك المغربي للتجارة الخارجية» للبيع.
