قررت شركة سامسونج أن تستغل الشاشات الكبيرة والمدمجة في ثلاجاتها الذكية Family Hub الباهظة الثمن، والتي تصل أسعارها إلى آلاف الدولارات، وتحويلها إلى لوحات إعلانية لعرض دعايات عليها. وبعد تجربة أولية غير موفقة الشهر الماضي، أعلنت سامسونج رسميًا هذا الأسبوع عن إطلاق تحديث برمجي جديد سيصل إلى ثلاجات Family Hub التي أطلقتها العام 2024. هذا التحديث لا يحمل معه ميزات جديدة فحسب، بل يحمل أيضًا الإعلانات، التي ستظهر على الشاشات الكبيرة (بقياس 21.5 أو 32 بوصة) عندما تكون الثلاجة في وضع الخمول أو غير مستخدمة. لتمرير الإعلانات بشكل سلس، ستُدمج سامسونج المحتوى الترويجي ضمن أدوات تعرض معلومات يومية مفيدة للمستخدمين، وتتمثل في طريقتين الأولى هي شاشات التغطية التي ستعرض الأخبار اليومية، توقعات الطقس، والتقويم، جنبًا إلى جنب مع مربع إعلاني يتغير بشكل دوري كل 10 ثوانٍ. والطريقة الثانية هي لوحة اليوميات، وهي واجهة جديدة تقسم المعلومات المهمة إلى مربعات، لكنها تخصص مربعًا واحدًا وثابتًا لعرض الإعلانات.
لتهدئة المخاوف بشأن الخصوصية، أكدت الشركة أن الإعلانات ستكون مناسبة للسياق وليست إعلانات مُخصصة، مما يعني أنها لن تعتمد على مراقبة وجمع البيانات عن محتويات ثلاجتك أو عاداتك. ويبدو أن سامسونج قد استجابت لردود الفعل السابقة جزئيًا، حيث أتاحت للمالكين خيار إيقاف عرض الإعلانات من خلال الإعدادات. ومع ذلك، هنا يكمن الثمن، إذا اختار المستخدم التخلص من الإعلانات، فإنه سيُحرم تلقائيًا من الاستفادة من الميزات الجديدة والمفيدة التي تقدمها أداة “شاشات التغطية” (مثل عرض الأخبار والطقس على الشاشة الرئيسية). أمام هذا الوضع، يمكن للمستخدمين اختيار تجنب التحديث بأكمله، لكن ذلك سيعني التضحية بتحسينات أخرى مهمة، مثل واجهة مستخدم محدثة وقدرة محسّنة للكاميرا الداخلية على تحديد المزيد من أنواع الفواكه والخضراوات. هذا الاتجاه يؤكد اعتماد سامسونج المتزايد على الإعلانات، ويضع المستهلكين أمام عبء متزايد: دفع ثمن الأجهزة الباهظة، ثم تحمل تغيير تجربة المستخدم غير المرغوب فيه بعد الشراء، كل ذلك في سبيل زيادة إيرادات الشركات بعد بيع المنتج. وتثير الإعلانات على ثلاجات سامسونج الذكية والأجهزة الاستهلاكية المماثلة شكاوى من جوانب عديدة مثل تغير نماذج الأعمال في هذا القطاع للاعتماد على واردات الإعلانات القسرية لتقديم خدمات ويسلط النقاش الضوء على إحباط المستخدمين، ومخاوف الخصوصية، ومشاكل الموثوقية، لأن نموذج العمل هذا يتطلب أحيانا اشتراكات للوظائف الأساسية من خلال التحديثات. هناك العديد من الحالات التي تزيل فيها سامسونج التوافق أو الميزات من الأجهزة بعد الشراء، مما يدفع العملاء إلى شراء منتجات جديدة. يُوصف هذا بـ”التقادم المخطط له”، وأحيانًا يُلغي مباشرةً استخدام الملحقات المقترنة مثل الساعات الذكية. و تتعرض أجهزة سامسونج (بما في ذلك الثلاجات والغسالات وغيرها) لانتقادات شديدة بسبب الأعطال المتكررة، وصعوبة أو تكلفة إصلاحها، وعيوب التصميم مثل المكونات سريعة التآكل أو العطل.

