Posted inمقالاتآخر الأخبارأخبار أريبيان بزنس

كيف يمكن لمصاب باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أن يكون قوة دافعة لنجاح الأعمال؟

من الطبيعي أن تجد المصابين بـ ADHD متجهين نحو ريادة الأعمال بسبب رغبتهم الفطرية في الإبداع، بالإضافة إلى ميلهم الفطري نحو المخاطرة.

أعمال

لا ينبغي أن يكون مفاجئاً أن الأشخاص المصابين باضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه(ADHD) أكثر ميلاً لبدء أعمالهم الخاصة، فهناك العديد من الدراسات التي تؤكد وجود رابط قوي بين رواد الأعمال وخصائص هذا الاضطراب. من الطبيعي أن تجد المصابين بـ ADHD متجهين نحو ريادة الأعمال بسبب رغبتهم الفطرية في الإبداع، بالإضافة إلى ميلهم الفطري نحو المخاطرة، والذي قد يبدو للبعض متهوراً، لكنه في الحقيقة جزء من قدرتهم على اقتناص الفرص التي لا يراها الآخرون.

نحن نتميز بقدرتنا على رصد الاتجاهات الجديدة، والاحتفاظ بالهدوء في الأزمات، والتفكير خارج الصندوق، وهي كلها عوامل تمنحنا ميزة تنافسية في عالم الأعمال. ولكن في المقابل، من المهم أن نكون على دراية بكيفية العمل بانسجام مع طريقة تفكيرنا الفريدة، بدلاً من محاولة التكيف مع أساليب لا تناسبنا.

كيف يمكن لعقل مصاب بـ ADHD أن يكون ميزة في عالم الأعمال؟

أحد أكبر نقاط القوة التي يتمتع بها رواد الأعمال المصابون بـ ADHD هي الحدس الحاد، فنحن نقرأ الناس بسرعة ونستطيع تمييز الصادق من المزيف، وهذه مهارة حاسمة في الأعمال لأن نجاح أي شركة لا يعتمد فقط على فكرتها، بل على الأشخاص الذين يقفون خلفها.

لهذا السبب، ينبغي لرواد الأعمال المصابين بـ ADHD أن ينظروا إلى تأسيس أعمالهم وكأنه عملية توظيف ذكية. نجاح المشروع يعتمد بشكل مباشر على جودة وكفاءة الفريق الذي يعمل فيه، وهنا يأتي دور حدسنا القوي في اختيار أفضل الأشخاص وأكثرهم صدقاً وموثوقية. لا تتجاهل حدسك – إنه سلاحك السري.

ميزة أخرى يوفرها ADHD في عالم الأعمال هي التعامل مع الفوضى والإبداع بدون خطة تقليدية. على عكس النهج المعتاد الذي يتطلب وضع خطط تفصيلية واستراتيجيات محددة قبل إطلاق مشروع، فإنني شخصياً لم أجلس يوماً لوضع مخطط عملي دقيق لأعمالي، لأن هذا الأمر يجعلني أشعر بالإرهاق ويمنعني من البدء. ربما يجد البعض هذا غريباً، لكنه أسلوبي في النجاح: أنا فقط أبدأ وأثق بأن خطواتي ستؤدي إلى شيء عظيم في النهاية.

بالطبع، لا يعني ذلك أن تبدأ مشروعك بشكل عشوائي، لكن عليك أن تثق في قدرتك على اتخاذ القرارات بسرعة والتكيف مع أي مستجدات، فهذه إحدى أبرز نقاط القوة لدى المصابين بـ ADHD. نحن نميل إلى المخاطرة، ونتعامل مع التحديات برباطة جأش، وهي صفات تمنحنا تفوقاً في عالم ريادة الأعمال.

كيف يمكن لرواد الأعمال المصابين بـ ADHD العمل بذكاء بدلاً من المقاومة؟

إذا كنت مصاباً بـ ADHD وتفكر في بدء مشروعك الخاص، فمن الضروري أن يكون مرتبطاً بشغفك العميق ودوافعك الداخلية. الكثير منا يشعر بالإثارة لفكرة ما ويهرع لتنفيذها دون أن يسأل نفسه إن كانت هذه الفكرة متوافقة مع شغفه الحقيقي. هذه مشكلة شائعة، لأننا بمجرد أن نصطدم بصعوبات حقيقية، نفقد الاهتمام ونترك المشروع في منتصف الطريق.

لهذا السبب، أوصي دائماً باستخدام أسلوب “رف الأفكار”، وهو مفهوم مجازي حيث تضع أي فكرة جديدة على “رف” لمدة أسبوعين، وإذا كنت لا تزال متحمساً لها بعد هذه الفترة، فابدأ العمل عليها. وجود سبب قوي وراء فكرتك هو ما سيحافظ على دافعك بعد انتهاء الحماس الأولي.

أيضاً، من المهم أن تنظر إلى مشروعك ككل وألا تقتصر حماسك على البدايات الممتعة فقط. الكثير من المصابين بـ ADHD يشعرون بالإثارة عند تصميم شعار الشركة أو شراء اسم نطاق على الإنترنت، لكن الحماس قد يتلاشى عندما يحين وقت التعامل مع الجوانب الأكثر تعقيداً مثل وضع خطط التسويق، أو إعداد التوقعات المالية، أو تحليل المنافسين.

لتجنب الإرهاق، من الضروري تفويض المهام الصعبة أو التي لا تتوافق مع مهاراتك الأساسية. في البداية، حيث يكون لديك ميزانية محدودة، يمكنك الاستفادة من منصات مثل Fiverr لتوظيف مستقلين بأسعار معقولة. ومع نمو مشروعك، ستحتاج إلى تعيين موظفين دائمين لمساعدتك في المهام التي تجدها مرهقة. هذا قد يبدو أمراً بديهياً، لكنه خطأ يقع فيه العديد من رواد الأعمال المصابين بـADHD، حيث يحاولون القيام بكل شيء بأنفسهم، ما يؤدي في النهاية إلى الإرهاق والاستسلام.

تبني طريقة تفكيرك الفريدة

أن تكون رائد أعمال مصاباً بـ ADHD يعني أنك بحاجة إلى كسر القواعد التقليدية، لأن معظم نصائح إدارة الأعمال مصممة للأشخاص الذين لا يعانون من هذا الاضطراب. ستحتاج إلى الكثير من التجربة والخطأ لاكتشاف الطريقة التي تناسبك، ومعرفة نقاط ضعفك، وتطوير حلول مخصصة تجعل حياتك أسهل، حتى لو كانت تلك الحلول غير تقليدية.

عليك أيضاً أن تدرك أن هذه رحلة مستمرة من التعلم الذاتي، لذلك لا تكن قاسياً على نفسك إن لم تصل إلى إجابات واضحة فوراً. هذه القدرة على التكيف هي ما تجعل رواد الأعمال المصابين بـ ADHD أكثر مرونة، فنحن لا نواجه فقط تحديات العمل، بل نعمل أيضاً على فهم عقولنا الخاصة والتكيف مع عالم مصمم بطريقة مختلفة عنا.

الأهم من ذلك، لا تقيم نفسك بناءً على أسلوبك في العمل، بل على نتائجك. قد تبدو طريقتك في إدارة الأعمال غير مألوفة للآخرين، لكنها قد تكون ما يجعلك تحقق نتائج استثنائية مقارنةً بغيرك. العالم يحتاج إلى طرق تفكير غير تقليدية، وأنت تمتلك هذه الميزة بالفعل، لذا لا تخف من استخدامها.

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
أليكس بارتريدج

أليكس بارتريدج

مؤسس LADbible و UNILAD ومقدم بودكاست ADHD Chatter