Posted inأخبار أريبيان بزنسمقالات

فهم تأثير تقلبات أسعار المواد على تكاليف مشاريع البناء

لا يقتصر التحدي على توقع التغييرات في الطلب والاستجابة لها فحسب، بل يتمثل كذلك في حالات عدم اليقين الناجمة عن اضطرابات سلاسل التوريد الدولية.

كأي مجال آخر من مجالات الحياة، يعد التغيير هو الثابت الوحيد في عالم البناء والإنشاءات. ومن العوامل الرئيسية التي تلعب دوراً مهماً في هذا القطاع دائم التطور هو التقلبات في تكاليف المواد مثل الخشب والحديد وباقي السلع الأخرى. وقد تُفضي هذه التقلبات إلى حدوث اضطرابات خلال عملية البناء كلها، مما قد يؤثر في الميزانيات والجداول الزمنية والاحتمالات العامة لسير المشاريع. ومن الصعب إلى حد كبير الحفاظ على استقرار أسعار هذه المواد المهمة، ذلك أن قيمها ترتبط بقوى ديناميكية تتطلب اهتماماً ومرونة مستمرين في القطاع.

ولا يمكن لأحد أن يتوقع تكلفةً ثابتةً لمواد البناء كونها تتأثر بكثير من العوامل مثل طلب السوق، والأحداث الجيوسياسية، واضطرابات سلسلة التوريد. ويعد الخشب والحديد من عناصر البناء الرئيسية المعرضة للتأثر بتقلبات الأسعار. وغالباً ما ترتبط ديناميات العرض والطلب لهذه المواد بالاتجاهات الاقتصادية العالمية، مما يجعل الحفاظ على أسعارها مستقرةً أمراً صعباً.

ولا يقتصر التحدي على توقع التغييرات في الطلب والاستجابة لها فحسب، بل يتمثل كذلك في حالات عدم اليقين الناجمة عن اضطرابات سلاسل التوريد الدولية.

وتؤثر تقلبات أسعار مواد البناء على ميزانيات المشاريع إلى حد بعيد؛ فقد تواجه مشاريع البناء التي تم تخطيطها وتقدير ميزانيتها صعوبات مالية مفاجئة عند ارتفاع أسعار المواد على نحو غير متوقع. ولذلك يجد المطورون أنفسهم في مأزق سواء من ناحية استيعاب التكاليف المتزايدة، أو التفاوض على العقود، أو مراجعة نطاقات المشروع لتتماشى مع الميزانية المتاحة. وقد تجد المشاريع الضخمة ذات هوامش الربح الضعيفة صعوبة في استيعاب الارتفاع المفاجئ في تكاليف المواد، مما قد يؤدي إلى تأخر الجداول الزمنية أو تجاوز التكاليف أو حتى التخلي عن المشروع. وهذا لا يؤثر فقط على شركات البناء، وإنما ينعكس سلباً كذلك على المقاولين والموردين والاقتصاد الأوسع بوجهٍ عام.

عادة ما تؤدي تقلبات أسعار مواد البناء إلى اضطرابات في سلاسل التوريد. وقد تؤدي بعض العوامل إلى التأخر في تسليم مواد البناء بما فيها عقبات النقل، والأحداث العالمية، والكوارث الطبيعية وما إلى ذلك. وقد يؤثر هذا التأخير على الجداول الزمنية لأعمال البناء، مما يؤدي إلى تأجيل مواعيد تسليم المشاريع وتكبد تكاليف إضافية لتأجير العمالة والمعدات.

ولتجنب اضطرابات سلسلة التوريد، يتبنى المطورون استراتيجيات خاصة لإدارة الأخطار وتنويع قاعدة مورديهم؛ مما يضيف مستوىً جديداً من التعقيد لعمليات تخطيط وتنفيذ المشاريع يضطر معه المطورون إلى الموازنة بين التكلفة والجودة والجداول الزمنية.

لمواجهة هذه التحديات، يتبنى المطورون استراتيجيات استباقية للتخفيف من آثار تقلبات أسعار المواد. ويشمل ذلك إبرام عقود مرنة تأخذ في الاعتبار تغير أسعار المواد، ومراقبة توجهات السوق، وبناء علاقات قوية مع موردين موثوقين. علاوة على ذلك، يمكن لتبني ممارسات بناء مستدامة ومبتكرة تقلل الاعتماد على المواد التقليدية أن يوفر مستوى عالياً من الحماية ضد تقلبات السوق.

ويعتمد قطاع البناء إلى حد بعيد على مواد مثل الخشب والحديد، مما يجعلها أكثر عرضة لتقلبات السوق. وقد يؤثر ارتفاع تكاليف المواد أو انخفاضها على ميزانيات المشاريع ومخططاتها وجداولها الزمنية، ولهذا يحتاج المطورون إلى أن يكونوا سباقيّن وقادرين على التكيف مع التغيرات لتعزيز قدرتهم على التعامل مع مثل هذه التحديات. ووحدهم أولئك الذين يمكنهم التعامل بفعالية مع تغير أسعار المواد والحد من تأثيرها هم الذين يحققون نجاحاً أكبر في إنجاز مشاريعهم حتى في ظروف السوق المتغيرة باستمرار.

محمد المطوع

محمد المطوع

انضم المطوع لشركة "دوكاب" في عام 2015 كرئيس تنفيذي للعمليات التجارية، وتولى منصب الرئيس التنفيذي للمجموعة في عام...