أعلنت ثلاث شركات مساهمة سعودية مدرجة أسهمها في السوق المالية السعودية (تداول) التزامها بقرار إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء في المملكة التي قررت منع زراعة الأعلاف الخضراء حفاظاً على المياه الجوفية.
وقالت شركة المراعي والشركة الوطنية للتنمية الزراعية (نادك) وشركة تبوك للتنمية الزراعية، بحسب صحيفة “الحياة” السعودية، إنهم توقفوا تماماً في مشاريعهم الزراعية وفق القرار.
وجاء ذلك بعد أن أصدر مجلس الوزراء السعودي قراراً بالرقم 66 بتاريخ 25 صفر 1437هـ (7 ديسمبر/كانون الأول 2015) يقضي بالتوقف نهائياً عن زراعة الأعلاف الخضراء في المساحات التي تزيد على 50 هكتاراً.
وقالت شركة المراعي لمساهميها إنها توقفت تماماً عن زراعة البرسيم والأعلاف الخضراء في السعودية يوم 25 صفر 1440هـ (3 نوفمبر/تشرين الثاني/ نوفمبر 2018)، مؤكدة التزامها التام بالقرار، وذلك بتأمين 100 بالمئة من إمدادات جميع حاجاتها من البرسيم والأعلاف الخضراء من خارج السعودية لدعم قطاعي الألبان والدواجن.
وتأتي واردات “المراعي” -أكبر شركة ألبان خليجية- من البرسيم والأعلاف الخضراء من مزارعها ومن موردين آخرين من دول مختلفة، تشمل الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين وإسبانيا وأوروبا الشرقية. ووصل حجم استثمارات الشركة في تلك الدول حوالي 500 مليون دولار ما بين فترة 2014-2018.
ومنذ صدور قرار مجلس الوزراء، زادت “المراعي” النسبة المئوية لاستيراد حاجاتها من البرسيم والأعلاف الخضراء من 52 بالمئة في 2016 إلى أكثر من 75 بالمئة في 2017، لتصل في 2018 إلى 100 بالمئة والتزامها الكامل بقرار مجلس الوزراء يوم أمس السبت.
وأوضحت “المراعي” أن الكلفة السنوية الكاملة لاستيراد البرسيم والأعلاف الخضراء مقابل إنتاجها محلياً يقدر بحوالي 350 مليون ريال، وأنه من المتوقع ظهور هذا الأثر المالي خلال فترة تمتد إلى عامين، وذلك بفضل مخزونها الكبير من الأعلاف. وأيضاً، تقوم الشركة بدرس خيارات نقل الأصول الزراعية إلى شركاتها الزراعية التابعة في الخارج. ومن المتوقع أن ينتج عن هذا شطب أصولها الزراعية كأثر صافي بنحو 50 مليون ريال، وسيظهر أثرها في القوائم المالية لهذه السنة.
وأعلنت الشركة الوطنية للتنمية الزراعية (نادك) لمساهميها أنه تمشياً مع قرار إيقاف زراعة الأعلاف الخضراء، أنها توقفت تماماً عن زراعة الأعلاف في مختلف مشاريعها الزراعية في المملكة وذلك بما ينسجم مع سياسة وخطط الدولة.
وستقوم “ناداك” باستيراد كامل حاجاتها من الأعلاف الخضراء لمزارع أبقارها في المملكة من استثماراتها الذاتية من مشروعها الزراعي في السودان ومن خلال التعاقدات التي قامت بها مع عدد من الموردين من خارج المملكة. وأنه سيتم قبل نهاية 2018 الإعلان عن أي أثر مالي (إن وجد) جراء عملية الإيقاف، وذلك بعد الانتهاء من تقييم الخطة الزراعية للمحاصيل التي لا يشملها قرار الإيقاف وإمكانية الاستفادة من الأصول الزراعية بأن يتم نقلها لمشروع الشركة في جمهورية السودان.
وأعلنت شركة تبوك للتنمية الزراعية أنها قامت باستكمال تطبيق قرار وقف زراعة الأعلاف الخضراء في مشروعها في مدينة تبوك، وقامت منذ صدور القرار بالخفض التدريجي للمساحات المخصصة للأعلاف الخضراء حتى الوصول للتنفيذ الكامل للقرار، وأعدت الشركة إستراتيجيتها الجديدة على محاصيل بديلة، وكذلك الدخول في مجال إنتاج الأعلاف المركبة والدواجن والاستزراع المائي والزراعة الذكية في البيوت المحمية عالية التقنية، وستعلن الشركة لاحقاً عن الآثار المالية المترتبة على تطبيق القرار.
وكان المتحدث باسم وزارة البيئة والمياه والزراعة عبدالله أبا الخيل، قال لصحيفة “الحياة” اليومية، إن كل من يزاول زراعة الأعلاف الخضراء في المساحات التي تزيد على 100 هكتار (الشركات الزراعية والمزارعين أصحاب المشاريع الكبيرة المستثمرين في زراعة الأعلاف الخضراء ومن يزرع الأعلاف على مساحة أكثر من 100 هكتار من شركات ومنتجي الألبان) وقت صدور القرار رقم (66) وتاريخ 25/2/1437هـ فعلية التوقف كلياً عن زراعة الأعلاف الخضراء وله الحق فقط في الاستثمار في البدائل المتاحة الموضحة وفقاً للمعايير والإجراءات المتبعة لدى وزارة البيئة والمياه والزراعة.
وأوضح “أبا الخيل” أن إيقاف زراعة الأعلاف حسب الضوابط المعلنة سيوفر حوالي ٨ مليارات متر مكعب من المياه الجوفية سنوياً في المرحلة الأولى، مضيفاً أن المملكة تستهلك من المياه الجوفية سنوياً حوالي ٢٣ مليار متر مكعب، في حين تستهلك الأعلاف حوالي ١٧ مليار متر مكعب من هذه المياه الجوفية.
وعن آلية مراقبة تطبيق القرار، قال “أبا الخيل” إن الوزارة عملت في السنوات الماضية بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية على المسح الجوي المستمر لجميع المزارع في المملكة، ومن خلال المسح الجوي يمكن للوزارة الاطلاع بدقة على تفاصيل الزراعة كافة وأنواع المزروعات، وبالتالي إصدار المخالفات آلياً باستخدام هذا المسح الجوي.
وأضاف “أبا الخيل” أن القرار سيشمل عدداً من المحاصيل، وهي البرسيم، وحشيشة الرودس، والذرة الرفيعة، والأعلاف الخضراء (حبوب)، وحشيشة السودان، والذرة الشامية، والثمام الأزرق (بلوبونيك)، وعشبة الراي، والشعير، إضافة إلى أي أنواع وأصناف أخرى تحددها الوزارة لاحقاً.