دعا الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، أمين الناصر، الاثنين إلى تبني نموذج عالمي جديد للطاقة، موضحًا أن الإنفاق الضخم على العمل المناخي لم يحقق سوى نتائج محدودة.
وأشار الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، إلى أن نحو 10 مليارات دولار أُنفقت سنويا على تحول الطاقة، خلال العقدين الماضيين، متضمنة وعودًا بتوفير طاقة أرخص، وأكثر استدامة، وهي وعود وصفها بأنها “مستحيلة التحقيق”، بالنظر إلى التمويل الحقيقي المطلوب لتحول الطاقة.
التمويل المطلوب لـ العمل المناخي

ويرى الناصر، أن التمويل الفعلي للعمل المناخي يتطلب ما بين 6 إلى 8 تريليونات دولار سنويًا.
وفي كلمة الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، خلال مؤتمر “سيرا ويك”، الذي نظمته “S&P” في هيوستن، بتكساس، أكد أن هذه الأزمة شكلت “صحوة مؤلمة” لأولئك الذين افترضوا أن أمن الطاقة واستدامتها أمران مضمونان، وفقًا لرويترز.
الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية يتحدث عن “أكبر وهم في التحول”

وسلط الناصر، الضوء على ما وصفه بـ”أكبر وهم في التحول”، وهو إمكانية الاستغناء عن الطاقة التقليدية بالكامل واستبدالها بمصادر بديلة بين عشية وضحاها.
وأوضح الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، أن الهيدروكربونات لا تزال تمثل أكثر من 70% من الطاقة في أوروبا، وأكثر من 80% في الولايات المتحدة، وحوالي 90% في الصين.
التحول المبكر طريقًا إلى “ديستوبيا” وليس “يوتوبيا”
واختتم الناصر كلمته قائلاً: “لهذا السبب، فإن التحول المبكر إلى بدائل غير ناضجة هو استراتيجية مدمرة للذات.. فالمصادر الجديدة لا تواكب حتى نمو الطلب، بينما يتم استهداف المصادر التقليدية الضرورية والتخلص منها.. إنها ليست طريقًا إلى يوتوبيا، بل إلى ديستوبيا”.
وأشار الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، إلى أن النتيجة تمثلت في إنفاق عالمي بلغ 10 تريليونات دولار، دون تحقيق خفض في استهلاك الفحم، مضيفًا: “لم يتم إنجاز المهمة كما هو متوقع”.
ووفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، من المتوقع أن يقترب استهلاك الكهرباء العالمي، من الضعف بحلول عام 2050، مدفوعًا بالاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي، وأنظمة التكييف، وعمليات التزجيج، وهي تقنية تحول السوائل إلى زجاج دون تبلور.
تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية

إلا أن هذا التحول يأتي في ظل تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية، حيث خفضت شركة “جي دي باور” توقعاتها لمبيعات السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة لعام 2024 من 12% إلى 9%.
وقامت بعض شركات صناعة السيارات بمراجعة أو إلغاء خططها لتصنيع المركبات الكهربائية، مثل “فورد”، و”جنرال موتورز” التي خفضت استثماراتها في هذا المجال بسبب ارتفاع التكاليف.
وأكد الناصر: “نشهد تزايدًا في النمو يقابله مقاومة من المستهلكين الذين يفضلون حرية الاختيار والقدرة على تحمل التكاليف على الامتثال للإلزامات”.
الدفع نحو نموذج عالمي جديد

وشدد الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، على أهمية تبني نموذج عالمي جديد للعمل المناخي، بحيث تساهم جميع مصادر الطاقة في تلبية الطلب المتزايد “بشكل متوازن ومتكامل”.
كما دعا إلى إزالة القيود التنظيمية، وتعزيز الحوافز للمؤسسات المالية لتقديم “تمويل غير متحيز”.
وقال ناصر:” أريد أن أكون واضحًا تمامًا: هذا لا يعني التراجع عن طموحاتنا المناخية العالمية.. يجب أن يبقى الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري على رأس الأولويات”.
وأكد الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، أن الأهداف يجب أن تراعي احتياجات الدول المتقدمة والنامية على حد سواء، مع التركيز على تحقيق “نتائج ملموسة”.
وأشار، إلى أن أفقر سبعة مليارات شخص في العالم يمثلون الجزء الأكبر من نمو الطلب على الطاقة، إلا أنهم لا يحصلون سوى على 3% من الاستثمارات المخصصة للتحول في مجال الطاقة.
دور الذكاء الاصطناعي في الحد من الانبعاثات

وأكد الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، أن الذكاء الاصطناعي سيكون عنصرًا أساسيًا في دعم التكنولوجيا التي يمكن أن تسهم في الحد من الانبعاثات الصادرة عن مصادر الطاقة التقليدية.
وقال: “لقد حان الوقت للتوقف عن تكرار الفشل… هناك فرصة تاريخية لإعادة توجيه المسار”.