تسببت حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية الأميركية في تحقيق وول ستريت أكبر خسارة أسبوعية لها منذ أشهر، وذلك رغم أن الأسهم الأميركية اختتمت تعاملات نهاية الأسبوع على ارتفاع، بعد تصريحات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، التي أكد فيها أن الاقتصاد الأميركي “في وضع جيد”، وأن الفيدرالي الأمريكي لن يتسرع في خفض أسعار الفائدة.
وشهدت الأسواق اضطرابات ملحوظة على مدار الأسبوع نتيجة قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على الواردات من كندا والمكسيك والصين، ما أدى إلى موجة من التوتر في الأسواق المالية.
أكبر خسارة أسبوعية من سبتمبر 2024

وعلى مدار الأسبوع، تراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنسبة 3.1%، وهى أكبر خسارة أسبوعية له منذ سبتمبر 2024، في حين انخفض ناسداك بنسبة 3.45%، بينما هبط داو جونز بنسبة 2.37%، أي ما يعادل نحو 1039 نقطة، وهي أطول سلسلة خسائر منذ منتصف يوليو، وأوائل أغسطس 2024.
أظهرت بيانات رسمية أن نمو الوظائف في الولايات المتحدة ارتفع في فبراير مقارنة بالشهر السابق، إلا أن عمليات تسريح آلاف الموظفين الاتحاديين لم تنعكس في هذه الإحصاءات بعد، كما ارتفع معدل البطالة إلى 4.1%، مما أثار المخاوف بشأن متانة الاقتصاد الأميركي، وفي المقابل، قام كل من مورغان ستانلي وغولدمان ساكس بخفض توقعاتهما لنمو الاقتصاد الأميركي في الفترة المقبلة.
فيما وصف “آدم هيتس”، مدير محفظة استثمارية في “جانوس هندرسون إنفستورز”، الوضع الاقتصادي الحالي بأنه “مخيف بالنسبة للنمو”.
وأشار إلى أن الأسواق انتقلت من بيئة لا تتوقع هبوطًا اقتصاديًا إلى بيئة تتوقع “هبوطًا ناعمًا”، وهو ما يعكس سلسلة من البيانات الاقتصادية غير المواتية، موضحا أن العامل الرئيسي في التراجع الحالي هو ضعف إنفاق المستهلكين، مما يزيد من التحديات الاقتصادية في الفترة المقبلة.