Posted inريادة

الذكاء الاصطناعي والجيل التالي من قوى العمل في قطاع الطاقة: المزيج المثالي

سيشكل جيل الألفية، بعد سنوات قليلة، الغالبية العظمى من قوى العمل ولا يمتلك هذا الجيل القدرة على الانتظار لسنوات طويلة لكسب الخبرة الفنية التي امتلكها أسلافهم لذا باتت الكثير من الشركات الرائدة تستعد بالفعل لدعم هذا الجيل من العمال

الذكاء الاصطناعي والجيل التالي من قوى العمل في قطاع الطاقة: المزيج المثالي
أنطونيو بيتري الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة أسبن تكنولوجي

تواجه شركات الطاقة حول العالم ضغوطاً كبيرة خلال سعيها لتوفير قيمة أكبر مع الاستجابة في الوقت ذاته لاحتياجات الاقتصاد العالمي المتطور، وإحدى أبرز المشكلات التي تواجهها هذه الشركات هي فقدان الخبرة حيث يواصل كبار السن من العاملين في الصناعة التقاعد لتخسر الشركة معهم عقوداً من المعرفة المتراكمة لديهم.

خلال سنوات قليلة فقط، سيشكل جيل الألفية الغالبية العظمى من قوى العمل، ولا يمتلك هذا الجيل القدرة على الانتظار لسنوات طويلة لكسب الخبرة الفنية التي امتلكها أسلافهم؛ لذا باتت الكثير من الشركات الرائدة تستعد بالفعل لدعم هذا الجيل من العمال، الذي سيكون على الأرجح العامل الأهم لتسريع وتيرة نجاح مسيرة التحول الرقمي لديها.

ومع الجهود التي تبذل للتصدي لهذا التحدي، تتجه شركات النفط والغاز والبتروكيماويات أيضاً إلى التقنيات المتقدمة التي تستخدم علم البيانات لأتمتة عملياتها وتشغيل مرافقها بأمان إلى أقصى حدود الأداء. وأفادت دراسة أجراها معهد ماكينزي العالمي عام 2018 أن ما يقرب من نصف الشركات قد تبنت بالفعل واحدة على الأقل من قدرات وتقنيات الذكاء الاصطناعي، مع اعتماد كثير من هذه التقنيات كل يوم.

ولها السبب، باتت مسألة أتمتة العمليات، وحتى المعرفة، عامل تمكين حاسم بالنسبة للجيل القادم من العمال،وباتت تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي تحظى بأهمية كبيرة لتطوير إمكانيات قوى العمل في صناعة الطاقة. هذه التقنيات المتقدمة لا تساهم فقط في ردم الفجوة المعرفية المثيرة للقلق لدى القوى العاملة، ولكنها توفر أيضاً إمكانات هامة في علوم البيانات التي تعاني بالفعل من نقص في العرض.

الذكاء الاصطناعي أثناء العمل

يعمل الذكاء الاصطناعي في قطاع الطاقة في المقام الأول “كاستشاري للرؤى والمعلومات”. ويُمكن للذكاء الاصطناعي في هذا المجال تحليل كميات هائلة من نقاط البيانات بشكل أسرع بآلاف المرات من أي عامل بشري، بحيث تعمل على استخراج الأنماط الرئيسية لتوفر قدرات الذكاء التشغيلي وأتمتة سير العمل. يساهم الذكاء الاصطناعي في نقل المعرفة بشكل حاسم في جميع أنحاء المصنع أو الموقع، مما يدعم اتخاذ قرارات أفضل لجميع المستخدمين.

عندما يذهب المهندسون للقيام بمهمة أو اتخاذ إجراء ما في مؤسسة المستقبل الذكية، فإنهم سيتلقون مشورة آلية (مدعومة بقوة الذكاء الاصطناعي) وسيتم تنبيههم تلقائياً فيما إذا كان هناك مجالاً للتحسين أو التطوير في منطقة معينة. كما سيتم تحذيرهم أيضاً إذا كان هذا الإجراء أو المهمة لا تتماشى مع ممارسات الشركة.

فعلى سبيل المثال، يمكن للمصفاة الذكية استخدام الذكاء الاصطناعي لتقييم آلاف السيناريوهات المختلفة على الفور. ومع قيام البرنامج بالتحليل الفعلي للبيانات، يُمكن لمسؤولي التخطيط التركيز على المزيد من التحليلات الإستراتيجية والقيمة التي قد تعزز من مكانة الشركة في السوق.

إذا كان لدى مصنع البتروكيماويات آلية ذكاء اصطناعي لمراقبة المعدات المجهزة بمستشعرات، يُمكن للنظام اكتشاف الأعطال تلقائياً قبل حدوثها بأسابيع أو أشهر،كما يمكن تقديم توصيات مفصلة لعملية الصيانة. مع هذه القدرة على التنبؤ بالمستقبل، يُمكن لموظفي الصيانة البدء في التخطيط لضمان التوقف أو التعطل الآمن للعمليات، وتلبية احتياجات العمل التي تطرأ مع الانقطاع المفاجئ، واستخدام وقت التعطل لجدولة مهام الصيانة الإضافية.

تساهم التحليلات التنبؤية بأن تجعل الأعطال وتوقف الأعمال غير المخطط لها شيئاً من الماضي. وبالإضافة إلى تحسين السلامة والإنتاجية، يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير على البيئة، حيث يمكن للشركات تجنب انبعاث الغازات الدفيئة التي تنجم عادةً عن ظروف التشغيل المتقلبة.
الذكاء الاصطناعي: قيم كبيرة وفرص واعدة

يوفر الذكاء الاصطناعي قيمة كبيرة جداً في مجالات السلامة والاستدامة والإنتاجية.وستمكن هذه التقنية المتقدمة قوى العمل من التركيز على الأنشطة ذات القيمة المضافة العالية. كما إنها ستدعم جيلاًجديداً من العمال المهرة تقنياً وتؤهلهم من أجل المساهمة في تطوير شركات الطاقة ونجاح أعمالها في المستقبل.

في حين أن تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي ستكون من العوامل الرئيسية للنمو المستدام، إلا أنها ستبقى بحاجة إلى رؤية ومعرفة العمال لتحقيق الفائدة الأكبر منها. إن الاستراتيجيات الجديدة الناشئة حول التحول الرقمي وتمكين القوى العاملة والمسؤولية البيئية ستشكل محور تركيز رئيسي لقادة الصناعة خلال فعاليات معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك).

أعتقد أن ما نسمعه هو أنه لن يتم استبدال العمال بالكامل بتقنيات الذكاء الاصطناعي؛ ففي مؤسسات المستقبل الذكية، سيوفر العمال مواهب جديدة وأولويات جديدة لما يتطلعون لتحقيقه في حياتهم المهنية. وسيتم تعزيز مهاراتهم القيمة هذه بأحدث التطورات التكنولوجية، وستطالب المؤسسات بالفعل بالقدرات البشرية اللازمة لتبني هذه التكنولوجيات الجديدة والحفاظ عليها.

لقد بدأنا للتو الاستفادة من الفرص التي يمكن أن يوفرها التحول الرقمي لقوى العمل المستقبلية. الشركات الناجحة اليوم وفي المستقبل، هي تلك التي تجمع بين مزايا التكنولوجية المتقدمة والقدرات التنظيمية بهدف تمكين ودعم مهارات أفرادها.

بقلم أنطونيو بيتري، الرئيس والرئيس التنفيذي لشركة أسبن تكنولوجي

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا