يقود “وارن بافيت“، شركة بيركشاير هاثاواي، منذ عام 1965، مفضلا الاستثمار في الشركات ذات النمو المطرد، والربحية الموثوقة، وفرق الإدارة القوية، والمبادرات الصديقة للمساهمين، مثل دفع أرباح الأسهم، وبرامج إعادة شراء الأسهم.
وقد نجحت استراتيجية “وارن بافيت“، حيث حققت بيركشاير هاثاواي، عائدا بلغ نحو 4,384,748% (أكثر من 4.38 مليون بالنسبة المئوية)، بين عامي 1965 و2023.
وارن بافيت يحقق ضعف عائد ستاندرد آند بورز 500
ويعني هذا أن استراتيجية “وارن بافيت“، حققت مكاسب سنوية مركبة بنسبة 19.8%، وهو ما يقرب من ضعف العائد السنوي البالغ 10.2% لمؤشر ستاندرد آند بورز 500 القياسي خلال نفس الفترة.
وبالقيمة الدولارية، كل استثمار بقيمة 1000 دولار في أسهم بيركشاير هاثاواي في عام 1965 مع إعادة استثمار الأرباح، نما إلى أكثر من 43 مليون دولار في 2023، في حين أن نفس الاستثمار في مؤشر ستاندرد آند بورز 500، مع إعادة استثمار الأرباح، خلال نفس الفترة، حقق نحو 312.333 ألف دولار فقط.
وارن بافيت يركز في 3 شركات للذكاء الاصطناعي
و”وارن بافيت”، ليس من نوع المستثمرين الذين يطاردون أحدث اتجاهات سوق الأسهم، لذلك لن تجده يتكدس في أسهم الذكاء الاصطناعي الساخنة اليوم، وذلك حسب “ياهو فاينانس”.
لكن 3 أسهم، تمتلكها شركة بيركشاير هاثاواي، بقيادة “وارن بافيت”، بالفعل من المقرر أن تستفيد بشكل كبير من الذكاء الاصطناعي، وهي تمثل أكثر من 45% من إجمالي محفظة المجموعة البالغة 398.7 مليار دولار من الأوراق المالية المتداولة علنا.
وهذه الشركات هي شركة Snowflake، وشركة أمازون، وشركة أبل.
1 ـ شركة Snowflake
تمثل استثمارات شركة بيركشاير هاثاواي، بقيادة “وارن بافيت”، في شركة Snowflake، المدرجة بورصة نيويورك، نحو 0.2% من محفظة استثماراتها في الأسهم.
وتوفر شركة Snowflake، خدمات مراكز البيانات لعملائها من الشركات، وأطلقت في العام الماضي منصة Cortex AI الخاصة بها، مع مجموعة من أدوات الذكاء الاصطناعي مثل Document AI، ومساعد Snowflake’s Copilot، والتي تسمح للشركات بدمج نماذج اللغات الكبيرة الجاهزة (LLMs) مع بياناتها الخاصة لإنشاء تطبيقات ذكاء اصطناعي توليدية
في الربع الأول من السنة المالية 2024 للشركة، والذي انتهى في 30 أبريل الماضي، بلغت إيرادات شركة Snowflake، نحو 789.6 مليون دولار، بزيادة قدرها 34% عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وهذا معدل نمو قوي في ظاهره، لكنه استمر في اتجاه التباطؤ من الأرباع السابقة. على الرغم من أن Snowflake، تواصل الاستثمار بكثافة في مبادرات النمو مثل التسويق والبحث والتطوير، إلا أنها تكتسب عملاء جدد بمعدل متباطئ، ويقوم عملائها الحاليون بتوسيع إنفاقهم معها بشكل أبطأ.
واشترت شركة بيركشاير هاثاواي، حصتها في شركة Snowflake، في وقت قريب من الطرح العام الأولي للشركة في عام 2020، لذلك من المحتمل أنها دفعت حوالي 120 دولارا للسهم الواحد.
وارتفع السهم إلى 392 دولارا في عام 2021، لكنه انخفض منذ ذلك الحين بنسبة 63% من هذا المستوى ويتداول الآن عند 142 دولارًا.
لسوء الحظ، نظرًا لتباطؤ نمو الشركة، لا يزال يبدو أن السهم باهظ الثمن للغاية، لذلك قد يرغب المستثمرون في محفظة بيركشاير هاثاواي، في تجنبه في الوقت الحالي.
2. شركة أمازون
تمثل استثمارات شركة بيركشاير هاثاواي، بقيادة “وارن بافيت”، في شركة “أمازون”، نحو 0.5% من محفظة استثماراتها في الأسهم.
واشترت بيركشاير هاثاواي، أسهم “أمازون“، في عام 2019، وكثيرًا ما أعرب “بافيت”، عن أسفه لأنه لم يستغل الفرصة عاجلا.
تأسست “أمازون”، كشركة للتجارة الإلكترونية، لكنها توسعت لتشمل الحوسبة السحابية، والبث المباشر، والإعلانات الرقمية، والآن الذكاء الاصطناعي.
صمم قسم السحابة التابع لشركة Amazon Web Services (AWS) شرائح مركز البيانات الخاصة به، والتي يمكن أن تكون أرخص بنسبة تصل إلى 50% لمطوري الذكاء الاصطناعي لاستخدامها مقارنة بالبنية التحتية الأخرى التي تدعمها شرائح إنفيديا.
بالإضافة إلى ذلك، توفر منصة Amazon Bedrock للمطورين مكتبة من شهادات LLM الجاهزة من بعض الشركات الناشئة الرائدة في الصناعة، بالإضافة إلى عائلة من شهادات LLM تسمى Titan التي بنتها “أمازون” داخليا.
في جوهر الأمر، تريد AWS، أن تصبح الوجهة المفضلة للمطورين الذين يتطلعون إلى إنشاء تطبيقات الذكاء الاصطناعي الخاصة بهم.
وتشير توقعات مختلفة في وول ستريت، إلى أن الذكاء الاصطناعي سيضيف ما يتراوح بين 7 تريليونات دولار إلى 200 تريليون دولار إلى الاقتصاد العالمي في العقد المقبل، مما قد يجعله أكبر فرصة لـ “أمازون”، على الإطلاق.
وتمتلك شركة بيركشاير هاثاواي، حصة بقيمة 2 مليار دولار في “أمازون”، وهو ما يمثل 0.5% فقط من محفظة أسهم المجموعة.
ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يقود نموا كبيرا للشركة على المدى الطويل، لذلك إذا تمنى بافيت، أن يكون هذا المركز أكبر من قبل، فقد يعاقب نفسه لأنه لم يضيف إليه في وقت أقرب بعد أن يتكشف هذا الفصل التالي.
3. شركة أبل
تمثل استثمارات شركة بيركشاير هاثاواي، بقيادة “وارن بافيت”، في شركة “أبل”، نحو 44.5 % من محفظة استثماراتها في الأسهم.
وتعد شركة “أبل“، أكبر محفظة لشركة بيركشاير هاثاواي، على الإطلاق، حيث أنفقت المجموعة حوالي 38 مليار دولار على تجميع الأسهم ابتداء من عام 2016، وتبلغ قيمة مركزها الآن 177.6 مليار دولار، وحتى بعد أن باعت 13% من حصتها (لأسباب ضريبية) في وقت سابق من هذا العام.
وتصنع شركة “أبل”، بعضًا من الأجهزة الأكثر شهرة في العالم، بما في ذلك iPhone، وiPad، وApple Watch، وAirPods، ومجموعة أجهزة الكمبيوتر Mac.
وتدخل الشركة عالم الذكاء الاصطناعي من خلال برنامجها الجديد Apple Intelligence، والذي سيتم إصداره جنبا إلى جنب مع نظام التشغيل iOS 18 في سبتمبر.
وتم تطوير البرنامج بالشراكة مع OpenAI، ومن المقرر أن يغير تجربة المستخدم لأجهزة Apple، وسوف يعتمد المساعد الصوتي Siri على إمكانيات ChatGPT، وكذلك أدوات الكتابة الخاصة به مثل Notes وMail وiMessage، لمساعدة المستخدمين على صياغة المحتوى بسرعة.
ويوجد أكثر من 2.2 مليار جهاز نشط من أجهزة “أبل”، في جميع أنحاء العالم، مما يعني أن هذه الشركة يمكن أن تصبح قريبا أكبر موزع للذكاء الاصطناعي للمستهلكين.
ويمكن لجهاز iPhone 16 القادم أن يقود دورة ترقية كبيرة، لأنه من المتوقع أن يأتي مع شريحة جديدة قوية قادرة على معالجة أعباء عمل الذكاء الاصطناعي على الجهاز.
وتقوم شركة “أبل”، بوضع علامة على جميع صناديق بافيت لاختيار الأسهم.
لقد نمت “أبل”، بشكل مطرد منذ أن استثمرت شركة بيركشاير هاثاواي، لأول مرة في عام 2016، وهي مربحة باستمرار، ولديها قائد حازم وهو الرئيس التنفيذي تيم كوك، وتقوم بإرجاع كميات كبيرة من الأموال إلى المساهمين من خلال توزيعات الأرباح، وإعادة شراء الأسهم حيث أعلنت شركة “أبل”، عن برنامج جديد لإعادة الشراء بقيمة 110 مليارات دولار، وهو الأكبر في تاريخ الشركات الأمريكية.
- تابعونا:
