Posted inأخبار أريبيان بزنس

نقص المياه يهدد سكان طهران بالإخلاء ما لم تهطل أمطار الشهر القادم والمياه تسبب أسوأ تفشٍّ للكوليرا منذ 25 عامًا في أفريقيا

من تفشي الأمراض المنقولة بالمياه إلى شحّ المياه في المدن الكبرى ازمة الجفاف ذاتها في إيران وأفريقيا

تواجه طهران أسوأ أزمة مياه منذ عقود بسبب الجفاف وسوء الإدارة والإفراط في الاستخدام، فيما تفرض السلطات ترشيد المياه في العاصمة التي يزيد سكانها عن 10 ملايين، مع تحذيرات بإخلاء أجزاء من المدينة في حال عدم هطول الأمطار بحلول ديسمبر.

اشارت رويترز إلى نبأ أسوأ تفشٍّ للكوليرا منذ 25 عامًا في أفريقيا، وفقًا لما ذكره مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في أفريقيا للصحفيين في إحاطة صحفية يوم الخميس، مُعزيًا ذلك إلى هشاشة شبكات المياه والصراعات. وأوضح المركز أنه سجّل حوالي 300 ألف حالة كوليرا، وحالات يُشتبه بإصابتها بالكوليرا، وأكثر من 7000 حالة وفاة. وتُظهر الأرقام زيادةً بنسبة تزيد عن 30% عن إجمالي الحالات المُسجلة العام الماضي.

تتفاقم أزمة المياه العالمية بشكل مطرد، مدفوعة بعوامل متشابكة مثل تغير المناخ، وسوء الإدارة، والصراعات الإقليمية، مما يؤدي إلى حالات طوارئ إنسانية وصحية واجتماعية في مناطق متباعدة حول العالم. من تفشي الأمراض المنقولة بالمياه إلى شحّ المياه في المدن الكبرى، تبرز ندرة المياه وتلوثها كأخطر التحديات التي تهدد الاستقرار المجتمعي في القرن الحادي والعشرين. وتبرز أزمة الكوليرا في أفريقيا وندرة المياه في إيران كوجهين لأزمة عالمية واحدة.

أفريقيا تواجه أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ 25 عامًا

في أفريقيا، تتجلى الأزمة في صورة كارثة صحية مروعة، حيث تواجه القارة أسوأ تفشٍ للكوليرا منذ 25 عامًا. هذا المرض، الذي يمكن الوقاية منه في الظروف العادية، ينتشر بشكل كبير بسبب نقص الوصول إلى مياه الشرب النظيفة وخدمات الصرف الصحي الأساسية. وتُعد هذه الكارثة الإنسانية مؤشراً صارخاً على العلاقة المباشرة بين سوء إدارة الموارد المائية والعواقب الصحية المدمرة.

وقد تفاقم الوضع بسبب الصدمات المناخية، مثل الفيضانات التي تلوث مصادر المياه، بالإضافة إلى انهيار البنية التحتية نتيجة الصراعات والنزوح. تشير الأرقام إلى أن 23 دولة أفريقية على الأقل تأثرت بالتفشي، وتجاوز عدد الوفيات 6800 حالة حتى عام 2025، وهو ما يسلط الضوء على فشل النظم في توفير أبسط مقومات الصحة العامة.

طهران على حافة “يوم الصفر” المائي

وبعيداً عن أفريقيا وللأسباب ذاتها، تواجه طهران أزمة مياه مختلفة ولكنها بنفس الدرجة من الخطورة. العاصمة الإيرانية تعاني من ندرة مياه متصاعدة، مع استنزاف سريع للمياه الجوفية وتراجع مستمر في هطول الأمطار. وقد حذر مسؤولون من أن المدينة قد تواجه “يوم الصفر” – وهو اليوم الذي تجف فيه صنابير المياه تمامًا، في سيناريو مرعب يهدد بزعزعة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في واحدة من أكبر مدن الشرق الأوسط.

وتُعزى أسباب الأزمة في طهران إلى عقود من سوء إدارة الموارد المائية، والممارسات الزراعية غير المستدامة، ونقص الاستثمار في البنية التحتية للمياه. فبينما تقاتل أفريقيا لإنقاذ أرواح تتهددها المياه الملوثة، تكافح طهران للحفاظ على وجود الماء في أنابيبها.

الإدارة والمناخ

رغم الاختلاف في مظاهر الأزمتين، فإن جذورهما متشابهة وتجمعهما قضية مشتركة هي أزمة المياه العالمية. يعود ذلك إلى تغير المناخ الذي يؤدي إلى ظواهر مناخية متطرفة مثل الجفاف والفيضانات، مما يقلل من جودة وكمية المياه المتاحة. وسوء الإدارة والذي يتجسد في عدم كفاءة توزيع المياه، والإفراط في استخدام الموارد المائية، وتدهور البنية التحتية. هذا الترابط يؤكد أن أزمة الكوليرا في أفريقيا وندرة المياه في طهران ليستا حادثتين منعزلتين، بل هما انعكاسان لمشكلة هيكلية عالمية تتطلب حلاً عالمياً.

دعوة إلى العمل: الحلول المتكاملة

تظهر هاتان الأزمتان الحاجة الملحة لتبني نهج متكامل لإدارة المياه عالمياً، يشمل استثمارات كبيرة في البنية التحتية للمياه والصرف الصحي، واستراتيجيات التكيف مع تغير المناخ، مثل إدارة الفيضانات والجفاف، وتحسين إدارة الموارد المائية محليًا وعالميًا.

فالمياه النظيفة ليست مجرد حاجة أساسية، بل هي شرط للاستقرار والتنمية المستدامة. وبدون تحرك عاجل، ستتفاقم الأزمات المماثلة، مما يهدد بانتشار الأمراض، وزيادة النزوح، وزعزعة استقرار المجتمعات الأكثر ضعفًا حول العالم.

فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...