Posted inأخبار أريبيان بزنساستثمار

السعودية تنفق 38 مليار دولار للتحول إلى مركز عالمي للألعاب الإلكترونية

تعتزم المملكة العربية السعودية استثمار 142 مليار ريال (38 مليار دولار) للتحول إلى لاعب كبير في سوق الألعاب الإلكترونية في العالم البالغ 184 مليار دولار. وذلك في إطار الخطط الهادفة إلى تنويع اقتصاد أكبر مصدر للنفط في العالم، كما أوردت وكالة “بلومبيرج”.

وستنفق مجموعة “ساڤي غيمز غروب”، وهي وحدة تابعة لصندوق الاستثمارات العامة السعودي، 50 مليار ريال لشراء وتطوير ناشر للألعاب الإلكترونية، فضلاً عن 70 مليار ريال للاستحواذ على حصص أقلية في شركات الألعاب، وفقاً لما جاء في بيان.

كما ستستثمر 20 مليار ريال في شركات رائدة في صناعة الألعاب، وملياري ريال أخرى في شركات ناشئة متخصصة في الألعاب والرياضات الإلكترونية.

وخطت السعودية خطوات مهمة على طريق التحوّل إلى مستثمر نشط في صناعة الألعاب الإلكترونية، حيث قام صندوق الاستثمارات العامة السعودي بشراء حصص في “أكتيفيجن بليزارد” و”إلكترونيك آرتس” كما زاد الصندوق في شباط / فبراير حصته في “نينتندو” إلى 8.3%، ليصبح أكبر مساهم خارجي فيها.

وفي الوقت ذاته، اشترت “ساڤي” حصة في “إمبريسر غروب”، كما استحوذت على قسم الرياضة الإلكترونية في “موديرن تايمز غروب” بقيمة 1.05 مليار دولار، مع الإشارة إلى أن الرئيس التنفيذي لشركة “ساڤي”، بريان وارد، هو الرئيس السابق للأستوديوهات العالمية في شركة “أكتيفيجن بليزارد”.

وقال وارد في مقابلة مع “بلومبيرج نيوز” خلال مؤتمر مطوري الألعاب في سان فرانسيسكو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية: “نحن الآن شركة للرياضات الإلكترونية أكثر من كونها شركة ألعاب.. ما نقوم به هذا العام هو التركيز بشكل أكبر على نشر الألعاب وتطويرها”.

وتتزامن خطط “ساڤي” الطموحة في هذه السوق المزدحمة مع قيام الشركات الراسخة في هذا القطاع، مثل “إلكترونيك آرتس” بتسريح الموظفين. إلا أن”ساڤي” تخطط للاستفادة من علاقات صندوق الاستثمارات العامة بشركات الألعاب مثل “نينتندو” و”تينسنت هولدينغز” و”أكتيفيجن بليزارد” لتطوير أنشطتها.

وقال وارد: “نود استخدام هذه الاستثمارات لبدء العمل مع هذه الشركات، ونبحث في كيفية العمل معاً على التوسع في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أو إدارة أعمال هذه الشركات في الرياضات الإلكترونية أو تطوير ملكية فكرية جديدة معاً”.

لم تكن المملكة العربية السعودية تمتلك بصمة كبيرة في تطوير الألعاب الإلكترونية عالمياً، لكن التزايد السريع في عدد اللاعبين في المملكة، أدى إلى انتقال وارد، المدير التنفيذي السابق في “إلكترونيك آرتس” و”أكتيفيجن” و”مايكروسوفت” إلى الرياض، لقيادة شركة “ساڤي”. قال وارد: “جزء من مهمتنا ينصب على مساعدة الشركاء والشركات الأخرى على القدوم إلى السعودية، واختيار الرياض بدلاً من أي مكان آخر لتأسيس أعمال النشر أو التوزيع بما يخدم المنطقة”.

21 مليون لاعب في السعودية

وهناك ما يقارب 21 مليون لاعب في المملكة، وفقاً للمحللين في “نيكو بارتنرز” أي  نحو 58% من عدد السكان، مقارنة بـ66% في الولايات المتحدة. وبحلول عام 2026، يُتوقع أن تنمو سوق الألعاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 56% لتصل إلى 2.79 مليار دولار.

وقال سيركان توتو، الرئيس التنفيذي لمجموعة “كانتان غيمز” الاستشارية: “من المنطقي تماماً أن تركز حكومة تتمتع برؤية مستقبلية في جزء معين من استثماراتها على الأقل، على هذا القطاع”. وأضاف: “تتخذ المملكة العربية السعودية خطوات سريعة في هذا المجال، وتسعى إلى القيام بأكبر عدد ممكن من الصفقات المجدية، لتسبق بذلك الدول الأخرى التي قد تنضم إلى لاحقاً إلى الركب”.

وفي عام 2022، حققت “ساڤي” نجاحاً كبيراً في عالم الألعاب التنافسي بعد الاستحواذ على شركة “إي إس إل” المتخصصة في إنتاج المنافسات الرياضية الإلكترونية، ودمجها مع منصة الألعاب “فيسيت” كجزء من صفقة مجمعة بقيمة 1.5 مليار دولار.

وفي آذار / مارس، استحوذت “إي إس إل فيسيت غروب” على شركة تكنولوجيا الرياضات الإلكترونية “فينديكس” مقابل مبلغ لم يُكشف عنه.