أعلنت”هيوماين” (Humain) للذكاء الاصطناعي، التي تم تأسيسها حديثاً في السعودية، عن صفقة مع شركة تصنيع الرقائق “إيه إم دي” (Advanced Micro Devices) لإنفاق 10 مليارات دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي على مدى السنوات الخمس المقبلة. “هيوماين” سوف تشرف على تطوير مراكز البيانات وأنظمة الطاقة المستدامة والاتصالات العالمية بالألياف الضوئية، في حين ستوفر “إيه إم دي” الرقائق والبرمجيات، بحسب بيان صدر يوم الثلاثاء. وقالت الشركتان إن هذه الجهود تهدف إلى بناء مراكز بيانات “تمتد من المملكة العربية السعودية إلى الولايات المتحدة”. على غرار منافستها الأكبر “إنفيديا”، تسعى “إيه إم دي” إلى توسيع قاعدة عملائها في مجال مُسرّعات الذكاء الاصطناعي، وهي الرقائق المستخدمة في تطوير برمجيات الذكاء الاصطناعي.
وتهيمن على هذه السوق حالياً مجموعة صغيرة من مُشغّلي مراكز البيانات، من بينها “مايكروسوفت” و”أمازون”. يُعد استقطاب استثمارات الصناديق السيادية في الذكاء الاصطناعي -أي المبادرات التي تتبناها الدول لبناء القدرات الوطنية- جزءاً أساسياً من الجهود المبذولة لاستقطاب عملاء جدد.
صفقة مع أمازون
أعلنت “أمازون ويب سيرفيسز” (AWS) وشركة “هيومين” السعودية اليوم في 13 مايو 2025 عن شراكة استراتيجية لإنشاء “منطقة ذكاء اصطناعي” رائدة في المملكة العربية السعودية باستثمار يتجاوز 5 مليارات دولار أمريكي. هذا الاستثمار يأتي في إطار دعم رؤية السعودية 2030 لتعزيز الاقتصاد القائم على الذكاء الاصطناعي، ويهدف إلى جعل المملكة مركزًا عالميًا في هذا المجال.
تتضمن الشراكة تطوير بنية تحتية متقدمة تشمل خوادم مزودة بأشباه موصلات عالمية المستوى، وشبكات UltraCluster لتسريع تدريب ومعالجة نماذج الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى خدمات AWS المتقدمة مثل Amazon Bedrock وSageMaker وAmazon Q. وتتيح هذه الخدمات للمؤسسات السعودية تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي التوليدي (genAI) بكفاءة وأمان عالٍ، مع التركيز على نماذج اللغة الضخمة (LLMs) بما في ذلك النماذج العربية (ALLaM).
يعد هذا الاستثمار جزءًا من التزام AWS طويل الأمد في المملكة، حيث أعلنت سابقًا عن مشروع إنشاء منطقة بنية تحتية خاصة بها في السعودية بقيمة 5.3 مليارات دولار أمريكي (حوالي 19.88 مليار ريال سعودي) والمقرر إطلاقها في عام 2026. بذلك، يصبح إجمالي الاستثمارات المعلنة من AWS في المملكة يتجاوز 10.3 مليارات دولار.
تسعى الشراكة إلى تمكين قطاعات رئيسية مثل الحكومة، الطاقة، الرعاية الصحية، والتعليم من خلال تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك الكشف المبكر عن الأمراض، وتخصيص التعليم، وتحسين الإنتاجية الإدارية. كما تهدف إلى دعم نمو الشركات الناشئة، حيث وفرت AWS عالميًا الدعم لأكثر من 330 ألف شركة ناشئة عبر حلولها السحابية. في السعودية، نجحت الشركات الناشئة في جذب تمويلات رأسمالية بقيمة 750 مليون دولار في عام 2024، محققة أعلى حصة تمويل في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
على صعيد تنمية المواهب، التزمت AWS بتدريب 100 ألف مواطن سعودي في مجالي الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي التوليدي، عبر “أكاديمية أمازون” التي أطلقت في 2023 وتعد الأكبر في الشرق الأوسط. وتشمل البرامج التدريبية شهادات معتمدة مثل “ممارس الذكاء الاصطناعي” و”مهندس تعلم الآلة المساعد”. كما أطلقت AWS في 2024 مبادرة لتدريب 10 آلاف امرأة سعودية على أساسيات الحوسبة السحابية بالتعاون مع Skillsoft Global Knowledge، لتشجيع مشاركة المرأة في سوق العمل التقني.
من الناحية الاقتصادية، تشير تقديرات PwC إلى أن الذكاء الاصطناعي سيساهم بنحو 130 مليار دولار في الاقتصاد السعودي بحلول 2030، أي أكثر من 40% من إجمالي القيمة المقدرة للذكاء الاصطناعي في المنطقة (320 مليار دولار). كما يتوقع أن يسهم اعتماد الحوسبة السحابية العامة في تحقيق قيمة اقتصادية تصل إلى 733 مليار دولار في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بحلول 2033.
أخيرًا، تشير التقديرات إلى أن نحو 70% من الشركات في الشرق الأوسط تخطط لنقل معظم عملياتها إلى السحابة خلال العام المقبل، ما يعزز من مكانة السعودية كمركز إقليمي وعالمي للذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي.