مع تأكيد التأهل المستحق إلى كأس العالم لكرة القدم فيفا 26 (FIFA World Cup 26)، تترقب المملكة العربية السعودية فصلاً جديداً في تاريخ “الصقور الخضر” على الساحة العالمية وينظر المشجعون إلى رحلتهم المحتملة إلى كل من المكسيك وكندا والولايات المتحدة الأمريكية التي تقام فيها كلها مباريات كأس العالم 2026. وبعد ضمان المشاركة السابعة في النهائيات، يركز المنتخب السعودي، بقيادة المدرب القدير هيرفي رينارد، على التحضير الشامل لتقديم أداء يليق بطموحات السعودية، خاصة وأن البطولة ستقام في ثلاث دول هي الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
تحديات الجماهير
السفر إلى أمريكا وتأمين التأشيرات في المقابل قد تشكل تحدياً لمشجعي المنتخب السعودي الذين عاشوا فرحاً عارماً أمس، واليوم يواجه “الجيش الأخضر” من المشجعين السعوديين تحديات لوجستية معقدة قد تحول دون سهولة السفر لدعم منتخبهم. وبما أن أغلب المباريات السعودية المتوقعة ستقام في الملاعب الأمريكية، فإن الأولوية القصوى للمشجعين تكمن في الحصول على تأشيرة السياحة الأمريكية (تأشيرة B1/B2). فالحصول على التأشيرة أمراً إلزامياً. والطلب المرتفع المتوقع، إلى جانب احتمالية طول أوقات المعالجة، يحتم على المشجعين التقديم المبكر لتأمين تأشيراتهم قبل أشهر من انطلاق البطولة. وتتزايد المخاوف بين المشجعين حول العالم، بما في ذلك منطقة الشرق الأوسط، بشأن سياسات الهجرة الأمريكية. ففي ظل الإدارات الأمريكية السابقة والحالية، شهدت إجراءات الهجرة تدقيقاً وقيوداً متزايدة على بعض المسافرين، مما قد يجعل عملية الموافقة على التأشيرات أكثر صعوبة وتطلباً. لضمان نجاح طلب التأشيرة، يُنصح المشجعون السعوديون بإعداد وثائق شاملة، تشمل ما يثبت امتلاكهم للموارد المالية الكافية لتغطية نفقات السفر والإقامة، وتقديم ما يدل على ارتباطاتهم الوثيقة بوطنهم الأم لضمان العودة، وبالطبع، يجب عليهم تأمين تذاكر المباريات كجزء من الوثائق المطلوبة. بينما يعمل المنتخب السعودي على صقل تشكيلته وإعدادها فنياً وبدنياً عبر المعسكرات التدريبية وتقييم اللاعبين، تتجه أنظار المشجعين نحو سفارات وقنصليات أمريكا الشمالية. المشاركة في كأس العالم 2026 تتطلب استعداداً مزدوجاً: استعداد فني وخططي من المدرب رينارد وفريقه، واستعداد لوجستي مبكر من الجماهير لتأمين تأشيرات السفر والتغلب على تحديات الهجرة المتشددة والطلب المتزايد على السفر. الهدف المشترك هو ضمان أقصى دعم لـ “الصقور الخضر” لتحقيق أفضل أداء على الإطلاق في ملاعب أمريكا الشمالية.
استراتيجية “الصقور الخضر”
بناء التشكيلة والجاهزية البدنية الخطوة الأولى والأهم للمنتخب السعودي هي تكثيف برامج الإعداد. من المتوقع أن يدخل الفريق في سلسلة من المعسكرات التدريبية المكثفة، التي ستركز على الجوانب التكتيكية واللياقة البدنية، بالتزامن مع تحليل دقيق لأداء الخصوم المحتملين. هذه الفترة حاسمة لضمان التناغم بين خطوط الفريق، والوصول إلى أعلى درجات الجاهزية البدنية لمواجهة جدول المباريات المزدحم في أمريكا الشمالية. إضافة إلى ذلك، ستشهد هذه المرحلة تقييماً شاملاً لجميع اللاعبين، حيث قد يتم دمج وجوه جديدة شابة وموهوبة، أو استدعاء لاعبين بخبرة أكبر لسد أي ثغرات قد تظهر، أو لتعويض أي إصابات محتملة. الاستعدادات لن تقتصر على الجانب الفني فحسب، بل ستشمل أيضاً التكيف مع فروق التوقيت والمناخ في المدن المضيفة، بما في ذلك المدن الأمريكية الرئيسية مثل نيوجيرسي وكاليفورنيا وتكساس وفلوريدا، بالإضافة إلى المدن الكندية (تورنتو، فانكوفر) والمكسيكية (مكسيكو سيتي، غوادالاخارا، مونتيري)، وإن كان من المرجح أن تركز مباريات المنتخب الأساسية في الولايات المتحدة.
لحظات فرح غامر للمنتخب السعودي وجماهيره أمس- المصدر: رابطة الدوري السعودي للمحترفين (SPL)


