في تطور يهدد بتعميق الصدع الأيديولوجي داخل الحزب الجمهوري، يواصل الرئيس السابق دونالد ترامب التزامه الصمت المطبق إزاء قضية نيك فوينتس، القومي الأبيض المتطرف ومنكر الهولوكوست، الذي أشعلت مقابلته الودية الأخيرة-يوم 27 أكتوبر الماضي، مع مذيع “فوكس نيوز” السابق، تاكر كارلسون، ما يُوصف بـ”حرب أهلية” مفتوحة داخل معسكر حركة ماجا “لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً MAGA بعد أن شاهدها وأصغى إليها على منصات أخرى عشرات الملايين من الأمريكيين، ويزيد عدم نفي ترامب الواضح أو عدم نأيه بنفسه علنًا عن فوينتس، من تعقيد الجدل الدائر حول الحدود الأيديولوجية لحركة “ماجا” والتوجه المستقبلي للحزب. وينتقد فوينتس اسرائيل واليهود بتوجه بشعار أمريكا أولا، ويكذب كل الروايات الاسرائيلية حول الصراعات منذ الحرب العالمية حتى اليوم مع تمجيده لستالين وهتلر وأفكار عن تفوق العنصر الأبيض.
مقابلة كارلسون تُفجّر الانقسام
أعادت المقابلة التي أجراها كارلسون مع فوينتس – المعروف بآرائه المتطرفة المعادية للسامية ودعوته لـ “حرب مقدسة ضد اليهود” – إلى الواجهة الصراع الداخلي المرير بين الجمهوريين. زعم فوينتس سابقًا تناوله العشاء مع الرئيس السابق في مار-آ-لاغو ويتزعم جيل الشباب الجمهوريين.
(لقطة لكارلسون وفيونتس)

انتقادات لاذعة
سارعت شخصيات بارزة في الحزب، على رأسهم السيناتور تيد كروز، لانتقاد كارلسون علنًا لعدم مواجهته خطاب فوينتس البغيض وتركه يسترسل في كلام عنصري دون اعتراض، محذّرين من مخاطر إضفاء الشرعية على التطرف.
اضطراب مؤسساتي
واجهت “مؤسسة هيرتيج ” (Heritage Foundation)، وهي مركز أبحاث محافظ مؤثر، حالة من الاضطراب واستقالات داخلية بعد دفاع قيادتها المبدئي عن كارلسون وبسبب تمويله أيضاً، مما سلّط الضوء على مدى تسامح الحزب مع الآراء المتطرفة المرتبطة بـ”ماجا”.
جوهر الصراع
يتمحور الجدل حول صراع الجمهوريين حول كيفية النأي بأنفسهم عن أيديولوجية فوينتس، ما يعكس صراعًا أوسع بين المحافظين التقليديين والعناصر الهامشية التي تمكّنها شخصيات مثل فوينتس وكارلسون.
صمت ترامب تغاضي أم موافقة على التطرف؟
وفي ظل تصاعد حدة هذه الانتقادات الداخلية، يظل ترامب، القطب الأساسي للحزب، ملتزماً بالصمت. يرى محللون أن عدم نفيه الواضح لتصرفات فوينتس يُستخدم كـ “ضوء أخضر” ضمني للتطرف، خاصة وأن فوينتس نفسه انتقد ترامب سابقًا لعدم تحقيق أهداف “أمريكا أولًا” بما يكفي وفقًا لرؤاه القومية البيضاء المتشددة.
يُظهر هذا التشرذم الأيديولوجي أن مقابلة تاكر كارلسون مع نيك فوينتس لم تكن مجرد حادثة إعلامية عابرة، بل أزمة عميقة تكشف عن صدع مستمر في قلب الحركة المحافظة، ويزيد صمت ترامب من حدة هذا الصدع ويُعقّد جهود الحزب لتوحيد صفوفه قبل الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.

