Posted inأخبار أريبيان بزنسأخبار عربية

هل يسعى العراق لبدائل لاستيراد الغذاء والطاقة مع تصاعد التوتر الإقليمي؟

  العراق يواجه تداعيات اقتصادية ومعيشية تلوح في الأفق مع تصاعد التوترات الإقليمية

العراق

نقلت وكالة الأنباء العراقية عن مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، الخميس، عن قلق العراق البالغ من احتمال انتشار المواد الإشعاعية في المنطقة، وذلك في ظل التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران الذي يستهدف المنشآت النووية والعسكرية.

ويواجه العراق خطر تداعيات اقتصادية ومعيشية وخيمة جراء التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل، وذلك بسبب هشاشته البنيوية واعتماده الكبير على الاستيراد من إيران في سلع أساسية مثل الغذاء والغاز. فالعراق اليوم، بات بمثابة ساحة تماس جيوسياسية، يتهدده تحول أي تهديد لإيران إلى تهديد مباشر له. يشكل الاعتماد العراقي المفرط على النفط نقطة ضعف استراتيجية كبرى، خاصة مع تداخله الهيكلي العميق مع الاقتصاد الإيراني. هذا التداخل يجعله عرضة بشكل مباشر لأي اضطرابات إقليمية:  أزمة الطاقة الكهربائية يعتمد العراق على الغاز الإيراني لتوليد نحو 40% من طاقته الكهربائية. أي استهداف أو تقليص في ضخ الغاز الإيراني سيُدخل بغداد في أزمة كهرباء خانقة، خاصة مع اقتراب فصل الصيف وارتفاع الأحمال الكهربائية. وقد حذر الخبراء من تكرار مشهد أزمة 2018، التي أدت إلى انقطاعات كهربائية واسعة بسبب تقليص ضخ الغاز. 

نقص الإمدادات الغذائية والسلعية

يستورد العراق سنوياً ما يفوق 10 مليارات دولار من السلع الغذائية والصناعية من إيران. أي إغلاق للحدود أو توقف مؤقت للتجارة مع إيران، سواء بسبب تطورات أمنية أو عقوبات جديدة، سيؤثر مباشرة على الأسواق العراقية. يعاني العراقيون أساساً من أزمة معيشية مستمرة، وغياب بنية إنتاجية داخلية تضمن الاكتفاء الذاتي يزيد من تفاقم هذه المشكلة.

ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين

 أدت التوترات المتصاعدة إلى اعتبار الموانئ العراقية “مناطق خطرة”، مما رفع بشكل ملحوظ تكاليف الشحن البحري والتأمين. هذا الارتفاع ينعكس مباشرة على أسعار البضائع المستوردة، ويزيد من الأعباء المالية على المواطنين والاقتصاد بشكل عام.  تضخم التكاليف وعجز الموازنة: على الرغم من استفادة العراق من ارتفاع أسعار النفط عالمياً، يحذر المحللون من أن هذه المكاسب قد تكون مؤقتة أو مضللة. فارتفاع تكاليف الشحن والتأمين البحري وتباطؤ حركة التبادل التجاري قد يؤدي إلى تفاقم العجز المالي وعودة التضخم إلى مستويات خانقة، مما يهدد الاستقرار الاقتصادي العام.   

مخاطر إشعاعية وأمنية مباشرة 

تداعيات إشعاعية: يتخوف المتابعون من أن تؤدي الضربات الإسرائيلية المتكررة ضد منشآت نووية إيرانية إلى تداعيات مباشرة داخل العراق على مستوى استبعدت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبايولوجية في العراق انبعاث إشعاعات نووية في حال تعرض المفاعلات النووية الإيرانية للقصف من قبل إسرائيل.

  توقف حركة الطيران

مع المخاوف المتزايدة من إغلاق محتمل للأجواء أو تحول العراق إلى منطقة عبور محفوفة بالمخاطر، يتابع مديرو المطارات العراقية التطورات بدقة، ويؤكدون أن فرقهم الفنية والإدارية في حالة استنفار دائم للتعامل مع أي طارئ قد يؤثر على انتظام حركة الرحلات الجوية.    ضيق الهوامش السياسية والحاجة للبدائل  يجد العراق نفسه في موقف حرج وهامش سياسي ضيق جداً، متأرجحاً بين حاجته الماسة للطاقة والسلع من إيران، ورغبته في تفادي أي ارتدادات أمنية أو إشعاعية للصراع الدائر. وقد دفعت هذه المخاوف رئيس الوزراء العراقي إلى طمأنة العراقيين بوجود “خزين محلي ومستورد كافٍ” لمواجهة أي أزمة، وإعداد “خطط استباقية”، ولكن هذه التصريحات لا تخفي مدى هشاشة الوضع.  في ظل هذه التحديات، يصبح من الضروري على العراق أن يتحرك بشكل عاجل لتأمين بدائل فورية وتقليل الاعتماد على مصدر واحد، بهدف بناء اقتصاد أكثر مرونة وقدرة على الصمود في وجه الأزمات الإقليمية. 

للاطلاع على  أحدث الأخبار  و أخبار  الشركات من السعودية والإمارات ودول الخليج تابعنا عبر تويتر  و  لينكد إن وسجل اعجابك على فيسبوك واشترك بقناتنا على يوتيوب  والتي يتم تحديثها يوميا
فريق التحرير

فريق التحرير

فريق تحرير أربيان بزنس يمثل مجموعة من المحترفين. يجمع الفريق بين الخبرة الواسعة والرؤية الابتكارية في عالم الصحافة...