تسعى نتفليكس إلى إنتاج المزيد من المواد الإخبارية والوثائقية تتناول أحداثًا جارية وتتجنب تسميتها بالأخبار بحسب موقع سيمافور. واستحوذت نتفليكس على مسلسل تلفزيوني تجريبي من موقع “ذا ديلي بيست”، بهدف إنتاج أفلام وثائقية سريعة الإنتاج تتناول الأحداث الجارية، مع أنها تُفضل عدم تصنيفها ضمن “الأخبار”. تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تسعى فيه نتفليكس لمنافسة يوتيوب على جذب انتباه المشاهدين، لا سيما مع تنامي جمهور يوتيوب على التلفزيون. وعلى الرغم من أن تيد ساراندوس، الرئيس التنفيذي لنتفليكس، قلل من شأن يوتيوب كمنافس للمواهب، فإن قرار استكشاف محتوى فيديو أكثر فورية يشير إلى تحول استراتيجي نحو صيغ تُشبه عروض يوتيوب.
ويبدو أن قرار تجربة برنامج وثائقي سريع الإنتاج يشير إلى أن عملاق البث مهتم بمحتوى الفيديو الأكثر مباشرة الذي يدعم يوتيوب. كما يتزايد اهتمام نتفليكس باستكشاف كيفية إنشاء بودكاستات فيديو على المنصة، كما أفاد موقع بيزنس إنسايدر في وقت سابق من هذا العام.
وتدرس منصات بث أخرى، مثل أمازون، أيضًا المحتوى المتعلق بالأخبار، مما يعكس اتجاهًا أوسع في هذا المجال. قد يُمثل مسلسل “ذا ديلي بيست” المُحتمل نجاحًا كبيرًا لقيادتها الجديدة، التي طبّقت تدابير لخفض التكاليف وتحولًا في التوجه التحريري، مما أدى إلى تحقيق ربحية بعد سنوات من الخسائر.
محاور المنافسة في إنتاج الأخبار
- التحول في استراتيجية المحتوى: تتجه خدمات البث بشكل متزايد إلى البرامج الشبيهة بالأخبار، مما يُطمس الحدود بين الأخبار التقليدية والترفيه.
٢. زيادة المنافسة: مع استكشاف منصات مثل نتفليكس وأمازون للمحتوى الإخباري، قد تواجه وسائل الإعلام الإخبارية التقليدية منافسةً متزايدة على جذب الجمهور وإيرادات الإعلانات.
٣. تحديات تحقيق الربح: قد يجذب التحول نحو محتوى أسرع وأقل تأثيرًا سياسيًا جمهورًا مختلفًا، مما يؤثر على كيفية تحقيق الربح من الأخبار وإنتاجها.
٤. التأثير على معايير الصحافة: قد يؤدي التركيز على الربحية والإنتاج السريع للمحتوى إلى تقويض نزاهة الصحافة وعمقها، مما يثير مخاوف بشأن جودة التغطية الإخبارية.
صفقة نتفليكس
أفاد مصدران مطلعان على الصفقة لموقع سيمافور أن عملاق البث اشترت حلقة تجريبية من “ديلي بيست”. وستُنتَج الحلقة التجريبية بالتعاون مع استوديوهات برايت نورث، وستبلغ مدتها حوالي 30 دقيقة، وستركز على حدث أو سلسلة من الأحداث الإخبارية المهمة والرائجة في الأيام الأخيرة. ولا يزال المشروع في مراحله الأولى، وفقًا لمصادر مطلعة، ورغم أنه ليس من الواضح بعد شكل أو هيكلية البرنامج، إلا أنه من المرجح ألا يكون ذا طابع سياسي حاد، وهو ما أخاف بعض شركات التكنولوجيا من الانخراط أكثر في مجال الأخبار.
بعد أن برزت كفائز واضح في حروب البث، تواجه نتفليكس الآن معضلةً حاسمةً: محاولة تحديد مدى القلق بشأن أكبر منافس لها في مجال الفيديو الرقمي، يوتيوب. في حين أن يوتيوب لا ينافس في مجال الترفيه عبر البث المكتوب، ولا يقدم في المقام الأول نفس أنواع الأفلام الوثائقية أو برامج تلفزيون الواقع باهظة الثمن والمنتجة ببراعة، فإن نتفليكس تراه منافسًا لجذب المشاهدين، لا سيما مع استمرار نمو مشاهدات يوتيوب على شاشات التلفزيون المنزلية.
في محادثة سابقة مع رئيس تحرير سيمافور، بن سميث، وصف الرئيس التنفيذي لنتفليكس، تيد ساراندوس، يوتيوب بأنه منافس للمواهب، قائلاً إن المنصة كانت مكانًا “للتدرب أو تطوير فكرة” قبل الانتقال إلى نتفليكس لتحقيق دخل أفضل.
وقال ساراندوس إن منشئي المحتوى على يوتيوب “يقدمون برامج شيقة وجذابة للمشاهدة”، لكنه أشار إلى أن “يوتيوب لا يمنحهم أي أموال مقدمًا لإنتاجها، لذا فهم يقومون بكل شيء، وكل ذلك على مسؤوليتهم الخاصة”.
نيتفليكس ليست منصة البث الوحيدة التي تبحث في محتوى يشبه إلى حد كبير برامج المجلات الإخبارية.
في حين وجد مالكها جيف بيزوس أن امتلاك صحيفة واشنطن بوست كان بمثابة صداع في الأشهر الأخيرة، استكشفت أمازون أيضًا ما إذا كانت ترغب في توسيع نطاق تغطيتها الإخبارية، لا سيما فيما يتعلق بالأحداث الكبرى. جربت الشركة بثًا إخباريًا ليليًا للانتخابات قدمه مذيع برنامج “نايتلي نيوز” السابق على قناة إن بي سي، برايان ويليامز. وكانت النتائج متباينة.
إذا حصل البرنامج على الضوء الأخضر لموسم كامل، فقد يمثل مسلسل “ذا ديلي بيست” فوزًا كبيرًا للقيادة الجديدة في منصة التابلويد الرقمية. منذ توليهما إدارة الصحيفة العام الماضي، خفّضت رئيسة قسم المحتوى جوانا كولز والرئيس التنفيذي بن شيروود التكاليف بشكل كبير وأصلحا غرفة الأخبار، حيث سرّحا عددًا كبيرًا من الموظفين القدامى، وأدخلا تعديلات على بعض الحساسيات التحريرية في “ذا بيست” (انتقل المنشور من ملاحقة حاكم نيويورك السابق أندرو كومو إلى ضمّه كمساهم في ذا ديلي بيست).
- تابعونا:
