أعلنت كل من شركة البحث الألمانية إيكوشيا Ecosia ومحرك البحث الفرنسي كوانت Qwant عن إطلاق تحالف باسم يوسب EUSP لكسر هيمنة غوغل في محركات البحث في أوروبا من خلال بناء فهرس بحث أوروبي لتقليص الاعتماد على غوغل والشركات الأمريكية الأخرى في القطاع التقني مع تصاعد أهمية البيانات لتدريب الذكاء الاصطناعي.
وجرى تقسيم ملكية التحالف مناصفة أي بنسبة 50-50 لكل من الشركتين وسيشغل أوليفييه آبيكاسيس منصب الرئيس التنفيذي للمشروع الجديد وهو الرئيس التنفيذي الحالي لشركة كوانت، الذي لم يجمع التمويل بعد من المستثمرين الخارجيين. وسيتم إطلاق محرك البحث الجديد في فرنسا في أوائل عام 2025، يهدف المشروع إلى تقديم نتائج بحث “محسّنة” باللغتين الفرنسية والألمانية. تتخذ إيكوشيا الألمانية من برلين مقرًا لها، بينما يقع المقر الرئيسي لكوانت في باريس. ويعد كوانت محرك بحث يحرص على حماية الخصوصية وعدم تتبع المستخدمين أو إعادة بيع بياناتهم الشخصية. وفي المقابل يركز محرك بحث إيكوشيا على الاستدامة، ويتعهد بزراعة شجرة واحدة لكل 50 عملية بحث على منصته.
وهناك تشكيك بهذا الإعلان على أنه مبادرة تسويقية “لبضاعة كاسدة” فلا يكفي الترويج باسم حماية الخصوصية والعواطف الوطنية من شركة كوانت، ثم الاعتماد الكلي على محرك مايكروسوفت فيما سبق أن أنفق الرئيس التنفيذي السابق أموالا طائلة لمكتبه وسياراته الفخمة وحين انهارت كوانت جرى بيعها وتبدو حاليا تروج لخدماتها على أنها بديلاً فرنسيًا/أوروبيًا. وسبق أن استنفذت شركة محرك البحث الإسبانية كويرو قرابة 400 مليون يورو من أموال دافعي الضرائب بالترويج لذات الأهداف دون تطوير أي تقنية بحث لائقة.
البنية التحتية
تعد البنية الأساسية للبحث من مراكز بيانات وغيرها أساس توفير الدعم المطلوب للوصول إلى الإنترن وتشغيل محركات البحث، لكن غوغل تسيطر حاليًا تسيطر عليها بحصة تزيد عن 90٪ من السوق العالمية بحسب كريستيان كرول، الرئيس التنفيذي لشركة إيكوشيا الذي يقرّ بالقول إنه حتى محركات البحث البديلة، مثل إيكوشيا وكوانت تضطر للاعتماد على التكنولوجيا الموجودة من شركات مثل مايكروسوفت لتقديم نتائج البحث. ويلفت كرول لشبكة سي إن بي سي أن المشروع أصبح ممكنًا، جزئيًا، من خلال قواعد المنافسة الجديدة التي تركز على التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي. يتطلب قانون الأسواق الرقمية، الذي دخل حيز التنفيذ في وقت سابق من هذا العام، من شركات التكنولوجيا الكبرى التي تلقب بـ “حراس البوابة” تقديم وصول عادل ومعقول إلى منصاتها. في حالة غوغل، يُطلب من الشركة بموجب القانون الأوروبي للأسواق الرقمية DMA مشاركة البيانات التي قد تكون مفيدة لتدريب نموذج البحث. و لا تطور محركات البحث البديلة مثل Ecosia و Qwant و DuckDuckGo البنية الأساسية الخلفية الخاصة بها من مراكز بيانات وغيرها. ومع ذلك، سيشهد المشروع الجديد بناء فهرس بحث خاص بها من الصفر، وتجميع النتائج من مزيج من محركات البحث المختلفة. تحولت إيكوشيا العام الماضي إلى مزيج من نتائج بحث غوغل وبينغ. ستستخدم كلتا الشركتين فهرس البحث بنفسيهما ولكن سيتم توفير التقنية أيضًا لمحركات البحث المستقلة الأخرى وشركات التكنولوجيا. يأتي الإطلاق في الوقت الذي تُجبر فيه شركات البحث البديل مثل إيكوشيا وكوانت تسديد رسوم كبيرة لمايكروسوفت للوصول إلى واجهة برمجة التطبيقات API في محرك بينغ.
السيادة الرقمية
يقول أبيكاسيس، الرئيس التنفيذي لشركة كوانت، لشبكة CNBC: “نحن شركات أوروبية ونحتاج إلى بناء تقنية تضمن عدم تعرض أعمالنا للخطر بسبب قرار طرف ثالث – على سبيل المثال، قرار مايكروسوفت زيادة التكاليف للوصول إلى واجهة برمجة تطبيقات البحث الخاصة بها”. “ليس الأمر ضد الولايات المتحدة أو الشركات الأمريكية. وأضاف قائلا:” الأمر كله يتعلق بسيادة أعمالنا وشركاتنا.”وقال كرول في مقابلة الأسبوع الماضي قبل الإطلاق إن الأوروبيين “يعتمدون بشكل كبير على الولايات المتحدة في تكنولوجيتنا”. وأضاف أن انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة قد يؤدي إلى تصعيد التوترات الجيوسياسية – وقد يكون هذا مشكلة لاعتماد أوروبا على التكنولوجيا الأمريكية. ولفت إلى تعطل إمدادات الطاقة الأوروبية بعد أن قطعت روسيا الغاز عن أوروبا في أعقاب غزوها لأوكرانيا، قائلاً إن هذا يجب أن يكون بمثابة تحذير لما يمكن أن يحدث عندما تصبح قارة بأكملها تعتمد بشكل مفرط على دولة واحدة للحصول على مورد رئيسي.
- تابعونا:
