ضمن الشركات الناشئة و رواد أعمال إماراتيين مشاركين في منتدى “اصنع في الإمارات 2025 الذين يدعمهم صندوق خليفة لتطوير المشاريع خلال مشاركته في النسخة الرابعة من منتدى “اصنع في الإمارات” الذي ينعقد من 19 إلى 22 مايو الجاري في مركز أبوظبي الوطني للمعارض (أدنيك) هناك أكثر من خمسة عشر مشروعا مبتكرا. وتحاور أريبيان بزنس مع وداد الحمادي – معرض التصميم الداخلي، بعد أن أسست مشروعا وتحضر المنتدى ضمن هذه المشاريع.
ما الذي ألهمكِ لتأسيس شركة التصميم الداخلي الخاصة بكِ؟
وداد الحمادي -منذ صغري، كنت أتمتع بموهبة واضحة في التخيل والإبداع في مجال التصميم الداخلي. وقد تعزز هذا الشغف أكثر عندما دخلت عالم العمل، حيث شهدت تأثير التصميم المدروس في تحسين المساحات من الناحية الوظيفية والنفسية. ومن هذا المنطلق، قررت تطوير موهبتي وتحويلها إلى مشروع مهني يقدم حلول تصميم شاملة. وقد كان لزوجي، المتخصص في الهندسة الكهربائية، دور محوري في دعم المشروع، مما شكّل أساساً قوياً ساهم بشكل كبير في نجاح الشركة ونموها. ثم كان صندوق خليفة حافزا للانطلاق على ارض الواقع بابوظبي من خلال الدعم والإرشاد.

كيف تجسدين رؤيتك في التصميم إلى عناصر تصميم ملموسة لعملائكِ؟
وداد الحمادي – يقوم منهجي في التصميم على عملية منظمة تبدأ بتحليل احتياجات العميل وفهم رؤيته وتطلعاته تجاه المساحة. ثم تُترجم هذه الرؤية إلى عناصر تصميم ملموسة من خلال اختيار المواد والتشطيبات بعناية، وتحديد لوحة الألوان المناسبة، وتوزيع الإضاءة بطريقة استراتيجية توازن بين الجمالية والوظيفية. أحرص دائماً على أن يعكس كل تصميم الهوية البصرية للمكان ويلبي المتطلبات العملية للمستخدم، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والاحترافية في التنفيذ.
كيف تضمنين التعاون بين مختلف التخصصات والتنسيق بينها لتقديم حلول تصميمية متماسكة؟
وداد الحمادي – بفضل خبرتي كمديرة مشاريع، أُدرك تماماً أهمية التنسيق بين التخصصات المختلفة لتحقيق نتائج متكاملة وناجحة. ويكمن دوري في هذا السياق في الإشراف المستمر على جميع مراحل المشروع، والتأكد من التزام جميع الفرق بالجدول الزمني، والميزانية المخصصة، والمواصفات المعتمدة. أعتمد على التواصل الفعال، الاجتماعات الدورية، والتقارير الفنية المحدثة للحفاظ على التناسق بين الجوانب التصميمية والتقنية، بما يضمن تنفيذاً عالي الجودة وتحقيق الرؤية الدقيقة للمشروع.
هل تطور نهجكِ في التصميم منذ تأسيس الشركة، وما هي الدروس الرئيسية التي شكلت منهجيتكِ الحالية؟
وداد الحمادي – نعم، لقد تطور منهجي في التصميم بشكل ملحوظ منذ تأسيس الشركة، متأثراً بتراكم الخبرات وتنوع المشاريع التي قمت بها. في البداية، كان التركيز منصباً بشكل كبير على الجانب الجمالي، ولكن مع مرور الوقت، أدركت أن التصميم الناجح يتطلب توازناً دقيقاً بين الجمال، والوظيفية، واحتياجات المستخدم. ومن أبرز الدروس التي شكلت منهجي الحالي: أهمية الاستماع العميق للعميل، وفهم سياق وطبيعة كل مشروع، والحفاظ على المرونة لتطوير حلول مبتكرة ضمن الإطار الزمني والميزانية المحددة. كما أدركت أن الجودة الحقيقية ورضا العميل يتحققان من خلال التكامل بين التخصصات والاهتمام بتفاصيل التنفيذ.
سياق دولة الإمارات العربية المتحدة: كشركة تصميم مقرها دولة الإمارات العربية المتحدة، كيف تُدمجين العناصر الثقافية المحلية مع الحفاظ على مبادئ التصميم المعاصر؟
وداد الحمادي – كشركة تصميم تعمل في دولة الإمارات، ندمج عناصر من التراث المحلي—مثل النقوش التقليدية، والخامات، والرموز الثقافية—في الأطر التصميمية المعاصرة. تتيح لنا هذه المقاربة تصميم مساحات تكرّم الهوية الإماراتية، مع الحفاظ على المعايير الحديثة في الوظيفة، والجمال، والاستدامة.
– كيف تطور سوق التصميم الداخلي في الإمارات العربية المتحدة في السنوات الأخيرة، وكيف تكيفت شركتكم مع هذه التغييرات؟
وداد الحمادي – في السنوات الأخيرة، أصبح التصميم الداخلي يحظى بأهمية متزايدة، ولم يعد مقتصراً على فئات الدخل المرتفع فقط، بل أصبح ضرورياً لمختلف شرائح المجتمع نظراً لتأثيره على جودة الحياة. ففي المساحات السكنية، يساعد التصميم المدروس على الاستفادة المثلى من المساحة بطريقة تعكس هوية المستخدم واحتياجاته. أما في بيئة العمل، فقد أصبحت الشركات أكثر وعياً بدور التصميم في تعزيز كفاءة الموظفين وخلق بيئة محفزة لتبادل الأفكار، مما ينعكس إيجاباً على الإنتاجية العامة.
ما هي أهم التحديات التي تواجهونها كشركة تصميم داخلي في سوق اليوم، وكيف تتعاملون معها؟
وداد الحمادي – إن التطور السريع في اتجاهات التصميم والتقنيات الحديثة يشكل تحدياً مستمراً. ونتعامل مع هذا التحدي من خلال التركيز على الابتكار، والاستماع الفعّال لاحتياجات العملاء، وتطوير مهارات فريقنا بشكل مستمر، وتعزيز كفاءة التشغيل لتقديم حلول إبداعية وذات قيمة عالية بجودة ثابتة، وضمن الإطار الزمني والميزانية المحددين.
من هي الجهات التي تقدم الدعم لكم؟
وداد الحمادي – يُعد صندوق خليفة من أبرز الجهات الداعمة لنا، حيث لعب دوراً مهماً في تمكيننا من النمو وتطوير أعمالنا. كما أن مشاركتنا في هذا المعرض تمثل فرصة قيمة وشكلاً من أشكال الدعم، إذ يجمع بين الشركات الكبرى ورواد الصناعة، ويتيح لنا عرض خدماتنا، والتواصل المباشر مع شركاء محتملين، وتوسيع قاعدة عملائنا، مما يفتح آفاقاً جديدة للنمو.
بالنظر إلى السنوات الخمس المقبلة، ما هو الاتجاه الذي تتوقعون أن يتخذه التصميم الداخلي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكيف تُهيئ شركتكم نفسها لهذه التغييرات؟
وداد الحمادي – خلال السنوات الخمس المقبلة، نتوقع أن يتجه التصميم الداخلي في الإمارات نحو الاستدامة، والتقنيات الذكية، والحلول المرنة والمخصصة. ونحن نستعد لهذه التحولات من خلال تحديث أدواتنا، وتدريب فريقنا، والعمل مع موردين يتماشون مع هذه الاتجاهات، لضمان تقديم حلول تصميم عصرية ومستدامة تلبي احتياجات السوق.
كما أرى نمواً ملحوظاً في مجال التصنيع المحلي في هذا القطاع. وكجزء من رؤيتنا المستقبلية، أهدف إلى إنشاء مصنع لتصنيع الأثاث، مما سيمنحنا تحكماً أكبر في مواصفات المنتجات، وسيمكننا من الاستجابة بشكل أكثر كفاءة لاحتياجات عملائنا.
يذكر أن صندوق خليفة خلال هذا المنتدى مجموعةً من المبادرات الاستراتيجية لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتعزيز نموها المستدام وتوسُّعها في الأسواق. وتشمل هذه المبادرات برنامج “أبطال أبوظبي للمشاريع الصغيرة والمتوسطة” الذي يربط الشركات الناشئة بالمشترين الرئيسيين، وبرنامج “تمكين الصادرات” لتعزيز القدرة التنافسية عالمياً، وبرنامج “تسهيل التمويل” لمعالجة فجوة التمويل عبر حلول مصرفية متقدمة، بالإضافة إلى برنامج “الجاهزية للحصول على شهادة القيمة المحلية المضافة الذي يساعد المشاريع على تلبية معايير القيمة المحلية المضافة والمشاركة الفاعلة في المناقصات الحكومية.
وصندوق خليفة هو مؤسسة مستقلة غير ربحية تابعة لحكومة أبوظبي تعنى بتطوير ريادة الأعمال. تتمثل مهامها في تطوير وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال، وتشجيع الابتكار، وتقديم العون والدعم من خلال النظام البيئي المتوازن للشركات الصغيرة والمتوسطة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتأسس صندوق خليفة عام 2007، بموجب القانون رقم 14 لسنة 2005 وتعديلاته، تنفيذاً لرؤية المغفور له صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة رحمه الله.