تلتفت أنظار بعض المستثمرين إلى خيار البلاتين وهو معدن ثمين يُستخدم في المقام الأول في الصناعة. وهو أندر بكثير من الذهب، إذ يبلغ إجمالي إنتاجه العالمي السنوي حوالي 179 طنًا مقارنةً بـ 3300 طن للذهب، ولا يعد ما يلي نصيحة للاستثمار بل مجرد استكشاف الفرص الحالية مع صعود الذهب القوي. ونقلت بلومبرغ نبأ ارتفاع الذهب بعد أن هبط في تداولات الأربعاء، وذلك بعد قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إبقاء أسعار الفائدة من دون تغيير. ويتداول المعدن الثمين بالقرب من 3375 دولاراً للأونصة، بعد أن خسر 2% في الجلسة السابقة.
صفقة رابحة أم جمود؟
يُتداول البلاتين حاليًا بسعر 982 دولارًا للأونصة. ولفترة طويلة، كان يُتداول على قدم المساواة مع الذهب، أو حتى أعلى من الذهب. (3,391 دولارًا للأونصة من الذهب مقابل 982 دولارًا للأونصة من البلاتين). ويُستخدم البلاتين غالبًا في المحولات الحفازة، وهي جزء من نظام عادم المركبات الذي يُحوّل الغازات السامة إلى غازات أكثر أمانًا. تتمتع معادن مجموعة البلاتين بقدرة نادرة على تحويل نواتج العادم الضارة، مثل أول أكسيد الكربون، إلى نواتج خاملة مثل ثاني أكسيد الكربون.
ومن المثير للاهتمام أن البلاتين لا يُستهلك في هذه العملية، بل هو ببساطة عامل تحفيز قادر على تحويل انبعاثات المركبات إلى مواد أقل ضراراً. ويُعزى سبب سرقة المحولات الحفازة (في أجهزة العادم- الإكزوست) من السيارات بكثرة إلى محتواها من البلاتين (والبلاديوم)، إذ إنها طريقة سريعة للصوص لكسب بضع مئات من الدولارات.
يُستخدم البلاتين أيضًا في مجموعة واسعة من العمليات الصناعية، بما في ذلك التطبيقات الكيميائية والبترولية والطبية.
يُستخدم البلاتين على نطاق واسع في صناعة المجوهرات، حيث يُمثل حوالي 24% من الطلب. إنه أصلب المعادن الثمينة، ويقاوم الخدوش والعوامل الجوية بشكل جيد.
يأتي حوالي 10% فقط من الطلب على البلاتين من المستثمرين. ولكن في ظل انخفاض أسعاره اليوم، يُعد هذا الأصل المُهمَل مثيرًا للاهتمام.
يذكر أن البلاتين معدن صناعي ثمين وكان الإسبان أطلقوا اسم بلاتينا platina على معدن البلاتين، ومعناها الفضة الصغيرة، حيث اعتقدوا أنها قريبة من الفضة ويمكن أن تتحول إلى ذهب.
يعود جزء من انخفاض سعر البلاتين إلى تزايد استخدام البلاديوم، وهو معدن مشابه، في المحولات الحفازة. يُستخدم كلٌّ من البلاتين والبلاديوم حاليًا في المحولات الحفازة. يُعدّ البلاديوم أكثر شيوعًا في محركات البنزين، بينما يُستخدم البلاتين في أنظمة الديزل.
يعود جزء من سبب تحوّل شركات صناعة السيارات إلى البلاديوم إلى انخفاض سعره بشكل كبير. لكنهما يُتداولان اليوم بسعر متقارب، مما أدى إلى تضاؤل هذه الميزة. تعود بعض شركات السيارات الآن إلى البلاتين، لكن الأمر يستغرق وقتًا طويلاً لتغيير سلاسل التوريد ومعدات التصنيع. بغض النظر عن ذلك، ستُشكّل محركات الديزل وحدها طلبًا ثابتًا على البلاتين في المستقبل المنظور.
عدم الاستقرار السياسي
يأتي ما يقرب من 75% من البلاتين العالمي من جنوب إفريقيا، إحدى أكثر المناطق السياسية اضطرابًا في العالم.
إذا سيطرت حكومة جنوب إفريقيا على مناجم البلاتين، أو اندلعت حرب أهلية، فقد يرتفع سعر البلاتين بشكل كبير.
روسيا هي ثاني أكبر منتج للبلاتين، ومع العقوبات والحروب التجارية، قد يكون هذا المصدر المهم للمعدن معرضًا للخطر أيضًا.
إذا كنت تراهن على البلاتين اليوم، فإن أحد المحفزات الرئيسية لارتفاع سعره هو عدم الاستقرار السياسي. تتركز الاحتياطيات والإمدادات بشكل كبير في المناطق المتقلبة.
كما أدى الأداء الضعيف لمعادن مجموعة البلاتين خلال السنوات الأخيرة إلى الحد من المناجم الجديدة ومشاريع التطوير. عادةً ما تستغرق المناجم الجديدة عقدًا من الزمن على الأقل لبدء التشغيل، لذا فإن هذا النقص في المشاريع الجديدة خلال السنوات الخمس عشرة الماضية قد يفيد الأسعار في السنوات القادمة. وكما يقول ريك رول الشهير: “علاج انخفاض الأسعار هو انخفاض الأسعار”.
بالطبع، هناك محفزات محتملة أخرى لارتفاع البلاتين. إذا شهدنا هوسًا كاملاً بالمعادن الثمينة (لم نشهده بعد)، فسيمتد هذا في مرحلة ما إلى معادن مجموعة البلاتين. مع هذا العرض الضئيل، فإن مجرد طلب استثماري إضافي قد يدفع الأسعار إلى ارتفاع كبير. بالإضافة إلى ذلك، وعلى المدى الطويل، يبدو حتميًا اكتشاف استخدامات صناعية إضافية لمعادن مجموعة البلاتين. تتميز هذه المعادن بخصائص فريدة للغاية لا تُضاهى بها مواد أخرى.
كيفية الشراء
تتوفر عملات وسبائك بلاتين لدى بعض متاجر الذهب وشركات تتداول بالمعادن. يُعد هذا خيارًا جيدًا إذا كان لديك مكان آمن لتخزينها. تأكد من البحث جيدًا عن أقل سعر متاح فوق السعر الفوري (مع التأكد من أنك تتعامل مع شركة حسنة السمعة).
هناك أيضًا صندوق سبروت للبلاتين والبلاديوم الفيزيائي، والذي يُتداول تحت رمز SPPP. يمنحك هذا الصندوق فرصة التعرض المباشر لكلا المعدنين، اللذين تُخزنهما سبروت، وهي شركة مرموقة في مجال المعادن الثمينة.
يُعدّ البلاتين استثمارًا ممتازًا كإضافة قيّمة لأي محفظة استثمارية في المعادن الثمينة، ولكن من البديهي أن البلاتين يجب ألا يُشكّل سوى حصة صغيرة تستدعي مراقبة تحولات السوق، أما الغالبية العظمى من حصة حقيبة الاستثمار، فيُفضّل أن تبقى من الذهب والفضة.
- تابعونا:
