طائرة الرئيس الأميركي تحط في الرياض خلال دقائق من كتابة هذه السطور، وفي خطوة تعكس أهمية العلاقات السعودية الأميركية، اختار الرئيس دونالد ترامب المملكة العربية السعودية لتكون أولى محطاته الخارجية بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية، مكرراً بذلك ما فعله عام 2017.
تأتي هذه الزيارة في ظل متغيرات جيوسياسية واقتصادية عالمية، وتترقب المنطقة والعالم نتائج هذه الجولة التي تمتد من 13 إلى 16 مايو، وتشمل أيضاً الإمارات وقطر.
اختيار السعودية لم يكن عشوائياً، فهي تمثل أكبر اقتصاد عربي وشريكاً استراتيجياً للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. يعكس هذا الاختيار أهمية الرياض في حسابات واشنطن الإقليمية، سواء في الملفات الاقتصادية أو دورها في استقرار أسواق الطاقة. وتأتي الزيارة في ظل وعود سعودية بزيادة الاستثمارات والتجارة مع الولايات المتحدة بقيمة 600 مليار دولار، بالإضافة إلى علاقات شخصية وثيقة بين ترامب والسعودية، حيث أعلنت منظمة ترمب عن الاستثمار في بناء برج ترمب في جدة.
تسعى الرياض من خلال هذه الشراكة إلى تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، عبر جذب الاستثمارات والخبرات الأميركية، بينما ترى واشنطن في السوق السعودية سوقاً واعدة في المنطقة. ومن المتوقع أن يكون لقاء ترامب وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان محورياً، حيث يُنظر إلى ولي العهد كوسيط فاعل على الساحة الدولية، مما يعزز دور الرياض في الجهود الدبلوماسية العالمية.
يأتي هذا اللقاء في وقت يسعى فيه ترامب لدفع خطط تسوية النزاعات، سواء في أوكرانيا أو في المنطقة، مستفيداً من علاقات ولي العهد مع واشنطن وموسكو. وقد طُرح اسم الرياض لاستضافة قمة ترامب وبوتين. كما يُنظر إلى نهج ترامب الأكثر حدة على أنه قد يسهم في تحقيق اختراقات في ملفات الشرق الأوسط، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة الاقتصادية والتنموية.
يسعى ترامب خلال جولته الخليجية إلى إبرام صفقات وتعهدات استثمارية بقيمة تريليون دولار، وفقاً لموقع “أكسيوس”. وأشار نائب مساعد الرئيس ومدير مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض سيباستيان جوركا إلى أن الزيارة ستبحث “الإمكانيات الهائلة للمنطقة”، وتعزيز العلاقات في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي، متوقعاً توقيع “اتفاقيات مثيرة جداً”.