بناء عالم رقمي أكثر أمانًا يزدهر فيه الشباب المراهقون

يتكشف في حوار مع سانميت سينغ كوتشار، نائب الرئيس الأول لأوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، كيف يمكن بناء عالم رقمي أكثر أمانًا يزدهر فيه الشباب المراهقون. وعن بعض الاتجاهات المُقلقة في السلوك الرقمي للمراهقين الذي ورد في بحث سانميت مع بيرسبيكتس جلوبال، يشير إلى يدفع إتش إم دي HMD نحو هدف بناء عالم رقمي أكثر أمانًا.

سانميت سينغ كوتشار: يختلف العالم الذي ينشأ فيه مراهقونا اختلافًا جذريًا عن العالم الذي عرفناه. الشاشات رفيق دائم – في المدرسة، في المنزل، حتى في أوقات الفراغ. في حين أن التكنولوجيا تفتح آفاقًا واسعة، فإنها تُعرّض الأطفال أيضًا لمخاطر حقيقية. أظهرت دراستنا العالمية أن 51% من الأطفال تواصلوا مع غرباء عبر الإنترنت، وأن 40% منهم صادفوا محتوى ضارًا أو صريحًا. هذه ليست مجرد إحصائية – بل 556 مليون طفل عالميًا، يُحتمل أن يكونوا معرضين للخطر. إنها بمثابة جرس إنذار. وفي HMD، نؤمن بأن السلامة الرقمية لا ينبغي أن تكون مجرد فكرة ثانوية – بل يجب أن تكون جزءًا لا يتجزأ من… ابدأ.

أريبيان بزنس: ما الذي اكتشفته بشأن كيفية تعامل الآباء حاليًا مع هذه المخاطر؟ كوتشار: يواجه الآباء اليوم موقفًا صعبًا. يشعر الكثيرون أنهم مجبرون على الاختيار بين منح أطفالهم هاتفًا ذكيًا غير مقيد تمامًا – مع كل المخاطر التي ينطوي عليها – أو منعهم من الوصول إليه تمامًا. كلا الخيارين ليس حلاً حقيقيًا. ما ينقصنا هو حل وسط. وجدت أبحاثنا أن أكثر من نصف الآباء يندمون على منح أطفالهم هاتفًا مبكرًا جدًا. إنهم يطلبون تقنية تحترم فضول أطفالهم وحاجتهم للحماية. هذا هو بالضبط ما تسعى HMD إلى تحقيقه.

أريبيان بزنس: وهذا ما أدى إلى مشروع “الهاتف الأفضل”؟ كوتشار: بالتأكيد. بدأ مشروع “الهاتف الأفضل” كسؤال بسيط: ماذا لو كان أول هاتف للطفل مصممًا خصيصًا له؟ لم نبدأ بافتراضات – بل بدأنا بالاستماع. على مدار 12 شهرًا، تعاونا في ابتكار حلول مع الآباء والمعلمين والمراهقين وخبراء الصحة النفسية. من 84 دولة. النتيجة ليست مجرد جهاز، بل فلسفة. نقول إن الوقت قد حان لإعادة تصور التكنولوجيا للجيل القادم.

أريبيان بزنس: لنتحدث عن هذا الجهاز – HMD Fusion X1. ما الذي يميزه؟ كوتشار: HMD Fusion X1 هو حلنا لمعضلة الأبوة والأمومة الحديثة. إنه هاتف مصمم خصيصًا للمراهقين، بمساهمة من العائلات. يتضمن أدوات أمان مدمجة – مثل أدوات الرقابة الأبوية المقاومة للعبث، وتتبع نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) مع مناطق أمان جغرافية محددة، وإدارة وقت الشاشة، والتواصل المسموح به فقط. الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي وتصفح الويب ليسا ميزات افتراضية – بل هما اختياريان، يُفتحان عندما يشعر الوالدان باستعداد الطفل. يمنح هذا الجهاز الأطفال استقلاليتهم الرقمية – دون منحهم الإنترنت بالكامل من اليوم الأول.

أريبيان بزنس: والأمر لا يقتصر على الأجهزة. هل يمكنك مشاركة المزيد عن شراكتك مع SafeToNet؟ كوتشار: SafeToNet هي طفرة في الحماية الاستباقية. في حين أن معظم أدوات الرقابة الأبوية تراقب أو تُبلغ بعد حدوث أي شيء، تستخدم SafeToNet الذكاء الاصطناعي على الجهاز لتصفية المحتوى الضار آنيًا – قبل أن يصل إلى الطفل. إنه نظام سلس، يحترم الخصوصية، ويصعب تجاوزه. نفخر بأن HMD ستكون أول مزود هواتف في العالم يدمج هذا المستوى من الحماية الآنية مباشرةً في هواتفنا الذكية، وسيتم إطلاقه لاحقًا هذا العام.

أريبيان بزنس: ما نوع التعليقات التي تلقيتها من الآباء الذين جربوا هاتف Fusion X1؟ كوتشار: إيجابية للغاية. يخبرنا الآباء أن هذا هو أول هاتف يمنحهم راحة البال – ليس لأنه يُقيد أطفالهم، بل لأنه يدعمهم. يشعرون بالتمكين، لا بالقلق. من ناحية أخرى، لا يشعر الأطفال بالعقاب أو الخضوع للرقابة الدقيقة. يُنشئ هاتف Fusion X1 مساحة رقمية مشتركة حيث تنمو الثقة، لا التوتر. هذا تحول كبير في كيفية تعامل العائلات مع التكنولوجيا.

أريبيان بزنس: مع تزايد التنظيم و مع تزايد إرهاق المراهقين الرقمي، إلى أين ترى HMD مستقبل هذه الفئة التي تركز على العائلة؟ كوتشار: ما زلنا في بداية الطريق. يُعد هاتف Fusion X1 بدايةً لقطاع عائلي أوسع لشركة HMD. تشمل رؤيتنا طويلة المدى المزيد من الأجهزة، والأجهزة القابلة للارتداء، والمحتوى، والشراكات – جميعها مصممة لتلبية الاحتياجات المتطورة للعائلات. ومع تزايد تركيز الحكومات والمعلمين على الرفاهية الرقمية، نرى فرصةً قويةً للتعاون بين القطاعين العام والخاص لتشكيل هذا المجال بمسؤولية.

أريبيان بزنس: إذن، ما الذي تقوله للوالدين المترددين بشأن منح طفلهم هاتفًا اليوم؟

كوتشار: لستَ مضطرًا للاختيار بين الحماية والاتصال. العالم الرقمي الأكثر أمانًا الذي تريده ممكن. يبدأ بأدوات أكثر ذكاءً، وتصميم شفاف، والتزام بالتعاطف. في HMD، لسنا هنا لنحل محل الأبوة والأمومة – نحن هنا لدعمها. لا ينبغي للأطفال مجرد النجاة من العالم الرقمي – بل يجب أن يزدهروا فيه. وهذا هو المستقبل الذي نطمح إليه.