مر أكثر من أسبوع على أعنف زلزال ضرب سوريا في تاريخا الحديث حاصداً معه آلاف الموتى وعشرات آلاف الجرحى ومئات الآلاف بلا مأوى إلا أن كل ذلك لم ينس الباقون منهم وقع زلزالهم اليومي الآخر إذ شهدت البلاد بمعارضتها وما يعرف بموالاتها وغالبيتها الصامتة موجة جديدة في ارتفاع الأسعار تكويهم بزلزال من نوع آخر.
وقال موقع “توب نيوز” السوري: “لم يستفق الأهالي بعد من نكبة الزلزال المصنف ضمن الكوارث الطبيعية، حتى تفاجؤوا بزلزال من نوع آخر وهو قفزة وارتفاع بالأسعار لمستويات غير مسبوقة، رغم أن المتوقع كان أن تحسن قيمة الليرة السورية يفترض أن يشهد هبوطا بالأسعار”.
موجة الاستياء والإحباط على ارتفاع الأسعار وسوء الأحوال الأخيرة جاءت بعد إعلان وزارة الخزانة الأميركية، قبل أيام، أن العقوبات الأمريكية المفروضة على سوريا لن تنطبق على المعاملات المتعلقة بتقديم المساعدات المتعلقة بالزلزال حتى الثامن من أغسطس/آب 2023، وهو ما دفع قيمة الليرة السورية إلى الارتفاع لتنخفض قيمة الدولار من 7300 ليرة إلى 5700 في دقائق أفرحت السوريين حتى صباح اليوم التالي ويتفاجئوا بأن الأسعار لا تزال مرتفعة وإن السوق لا يحكمه فقط الدولار الأمريكي إنما الفساد الذي تغول في كل مفاصل الدولة.
وقال موقع توب نيوز في تقريره “شكاوى عدة للسوريين عبر السوشال ميديا مع هاشتاغ (أوقفوا زلزال الأسعار)، وبدايتها بالتساؤل عن دور وزارة التجارة الداخلية في الوضع الحالي، وضبطها حركة الأسواق في ظل الفوضى الآنية”.
وأضاف “كان ارتفاع سعر صرف الليرة السورية خطوة إيجابية أفرحت الناس، الذين ظنوا أنها ستكون سبباً في خفض الأسعار، فكتبت إنانا (إلى متى سيتم الاستهتار بقدرات الناس وطاقتهم على التحمل، فكل الظروف تفرض أن يكون العكس وتنخفض الأسعار بدلاً من رفعها)”.
من جهة أخرى أعلن وزير التجارة الداخلية عمرو سالم، في لقاء له مع إذاعة آرابيسك المحلية، أن السبب في ارتفاع الأسعار هو فقدان بعض المواد من السوق والطلب الكبير على السلع. منوهاً إلى أن عقوبة الاحتكار ورفع الأسعار في فترة الكوارث تصل إلى 13 عاماً.
صور تداولها ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي تظهر مواطنين أغلبهم نساء في مدينة حلب بلا مراكز إيواء يتلحفون السماء خلال هطول الأمطار وبعد أن خسروا بيوتهم في الزلزال المدمر.
واستذكر أحد المشاركين في الحملة أبو العتاهية وقصيدته الخالدة عن الأسعار:
من مبلغ عني الإمام نصائح متوالية
إني أرى الاسعار أسعار الرعية غــالية
- تابعونا:
