Posted inآخر الأخبارأخبار أريبيان بزنسأسواق المالالسلعتجارةتجزئةشركاتشركاتمجتمع

“اشتري الآن وادفع لاحقًا” … كيف استهدف هذا النظام ذوي الدخول المنخفضة؟

يستهدف هذا النظام شريحة محددة من المتسوقين من أصحاب القدرات المادية المحدودة أو المتوسطة خاصة الشباب والطلاب الذين يسعون للراحة والمرونة، ولا يرغبون في الوقت ذاته في الالتزام بقروض أو ببطاقات ائتمان.

نظام التسوق الذي يحمل اسم “اشتري الآن وادفع لاحقًا” هو برنامج تمويل قصير الأجل يحفز المتسوقين على شراء السلع على عدة أقساط خلال فترة زمنية محددة وبدون فوائد، وقد انتشر هذا النظام على نطاق واسع منذ العام 2019 مع تغير عادات الإنفاق الاستهلاكي.

يستهدف هذا النظام شريحة محددة من المتسوقين من أصحاب القدرات المادية المحدودة أو المتوسطة خاصة الشباب والطلاب الذين يسعون للراحة والمرونة، ولا يرغبون في الوقت ذاته في الالتزام بقروض أو ببطاقات ائتمان.

كيف تتم العملية

تقوم العملية على أساس سداد الشركات العاملة في هذا المجال المبلغ بالكامل للبائع مقابل الحصول على خصم على ثمن المنتج يتراوح بين ثلاثة وستة بالمئة.

  • ربح الشركة هو الفارق بين ما يدفعه العميل للشركة على دفعات، وما تدفعه الشركة للبائع.
  • يشكل الفارق 80% من عوائد المنصات العاملة في هذا المجال، بينما تعود 20% إلى غرامات تفرضها على المشتري في حالة عدم سداد الأقساط في مواعيدها.
  • عند الموافقة على التمويل يدفع العميل قسطا أول لشركة التمويل على أن يتمم المبلغ على دفعات محددة وبدون فوائد في حالة الالتزام بمواعيد الدفع.
  • لا يمكن للمستهلكين المتخلفين عن السداد فتح حسابات جديدة لحين سداد متأخراتهم.

مميزات الخدمة

تُقدم الخدمة خيارات دفع مرنة تسهم في تحمل الضغوط التضخمية، حيث يمكن للعميل شراء المنتج بنفس سعر عرضه ودفع ثمنه على أقسام وبدون فائدة، كما تتميز الشركات المقدمة لتلك الخدمة بمرونتها في التعامل مع متاجر التجزئة.

  • في حال التزام العميل بدفع ما عليه من أقساط في مواعيدها المحددة، تتيح له الشركة شراء سلع أغلى سعرا، وتختلف حدود التمويل من عميل لآخر بناء على سجل الدفع والالتزام بالمواعيد المقررة.
  • تظهر بيانات أن المستهلكين يشترون المزيد عندما تتاح لهم القدرة على السداد على أقساط، وهذا هو سبب اعتبار نموذج “اشترِ الآن وادفع لاحقاً” جاذبا لتجار التجزئة.
  • من مميزات “اشتر الآن وادفع لاحقًا” أنها لا تضيف أعباء على  الديون الائتمانية للفرد، ولا تؤثر على جدارته الائتمانية، تتميز بسرعة الحصول على موافقة الشراء من الشركات المقدمة للخدمة.
  • استخدمت ليزا إنجليش التي تقيم بمدينة إنديانابوليس الأمريكية الخدمة لشراء أثاث منزلها، ثم استخدمتها مرة أخرى لسداد مدفوعات التسوق في إحدى المناسبات. وتبلغ مديونياتها حوالي 1450 دولارًا وتعتزم البدء بالتسوق مرة أخرى عند دفع مديونيتها.
  • تقول إيلمي إسكالانتي من كاليفورنيا، والتي اشترت مكنسة وجهاز كمبيوتر وملابس الشتاء من خلال هذه الخدمة،  “إذا لم يكن البائع يستخدم هذا الخيار، فلا أشتري من عنده”.

انتقادات ومخاوف

أحد أبرز الجوانب السلبية المرتبطة نظام “اشتر الآن وادفع لاحقا” أنه يشجع المتسوقين على الإنفاق بمعدل يفوق قدراتهم وذلك رغم تأكيد الشركات التي تقدم الخدمة أنها تطبق إجراءات للتأكد من أن العملاء لا يبالغون في الإنفاق.

  • حذرت هيئة السلوك المالي البريطانية من أن هذه الخدمات شجعت الشراء الاندفاعي.  كما حذرت من الديون التي لا يستطيع العملاء سدادها، وعواقب التخلف عن السداد، ومعلومات حول متى تصبح الرسوم واجبة السداد.
  • أيضا عبر مكتب حماية المستهلك المالي الأمريكي عن قلقه من مراكمة المقرضين الكثير من الديون، ومن إمكانية إساءة استخدام بيانات المستهلكين الشخصية.
  • يرى المكتب أن معظم الشركات العاملة في هذا المجال لا تُبلغ عن المدفوعات المتأخرة وهو ما يعني أن الدرجة الائتمانية للمستهلك لن تتأثر.

أكثر من نصف تريليون دولار في بضع سنين

بلغت قيمة المعاملات العالمية التي تمت عبر خدمات “اشتر الآن وادفع لاحقًا” العام الماضي 120 مليار دولار، ومن المتوقع أن تصل إلى 576 مليار دولار في 2026.

تتوقع شركة ألايد ريسيرش للأبحاث أن يصل سوق “اشتر الآن وادفع لاحقًا” إلى 3.98 تريليون دولار في 2030. وذكرت دراسة أجرتها اكستنشر للخدمات أن الأمريكيين أنفقوا 20.8 مليار دولار من خلال خدمات “اشتر الآن وادفع لاحقًا” وارتفعت مشترياتهم 320 بالمئة منذ دخول الخدمة السوق في 2020.