سيسكو تستعرض حلول الذكاء الصناعي في جيتكس غلوبال وتقود التحول الرقمي في المنطقة

تستعرض سيسكو حلول البنية التحتية المهيأة للذكاء الاصطناعي في جيتكس 2024، مسلطة الضوء على طموحات المنطقة الخليجية في مجال التكنولوجيا.

مع تصدر الذكاء الاصطناعي المشهد في معرض جيتكس غلوبال 2024، تبرز شركة سيسكو كأحد المحركات الرئيسية للثورة المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي التي تجتاح منطقة الخليج.

في لقاء حصري على هامش الحدث التقني، كشف عبد الإله نجاري، المدير الإقليمي لسيسكو في منطقة الخليج وبلاد الشام، عن استراتيجية الشركة لتوفير البنية التحتية الأساسية اللازمة للموجة القادمة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

تحت شعار “اجعل الذكاء الاصطناعي يعمل لصالحك”، ركزت مشاركة سيسكو في جيتكس هذا العام على إظهار كيفية دعم تقنياتها للتطلعات الطموحة في مجال الذكاء الاصطناعي في دول مثل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.

وأشار نجاري إلى أنه رغم امتلاك 95% من الشركات في الإمارات لاستراتيجية ذكاء اصطناعي أو قيامها بتطويرها، فإن 7% فقط منها تناولت السؤال الجوهري: هل تمتلك البنية التحتية المناسبة للذكاء الاصطناعي؟

وأضاف نجاري: “من الجيد امتلاك استراتيجية للذكاء الاصطناعي ونموذج عمل، لكن إذا لم تتوفر البنية التحتية اللازمة لتشغيل النماذج والمحركات، فينبغي البدء بالتفكير في ذلك”. تمثل هذه الفجوة بين طموحات الذكاء الاصطناعي وجاهزية البنية التحتية فرصة كبيرة لسيسكو، التي تقدم مجموعة من الحلول المصممة لسد هذه الثغرة.

تشمل عروض الشركة بنية تحتية مهيأة للذكاء الاصطناعي، وأدوات للأمن السيبراني والرصد، وهي عناصر أساسية للشركات الساعية لاستثمار الذكاء الاصطناعي بكفاءة وأمان. ولفت نجاري إلى إطلاق سيسكو مؤخراً رقائق السيليكون الداعمة لشبكات بسرعة 800 جيجابت، وهو تطور يعتبره حيوياً لتسريع تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي التي تتطلب قدرة حوسبة هائلة وسرعة نقل بيانات عالية.

يتسم نهج سيسكو تجاه الذكاء الاصطناعي بالشمولية، حيث لا يقتصر على متطلبات الأجهزة فحسب، بل يتناول أيضاً الحاجة الملحة لتعزيز الأمان في أنظمة الذكاء الاصطناعي. وعلق نجاري: “الذكاء الاصطناعي مفيد جداً للبشرية عموماً، لكنه يأتي بتحديات”، مضيفاً: “من بين هذه التحديات المسؤولية في الاستخدام، وتأمين النماذج ذاتها”. وللتصدي لذلك، تقدم سيسكو حلولاً متكاملة تشمل البنية التحتية والجوانب الأمنية لنشر الذكاء الاصطناعي.

ويتجلى التبني السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي في منطقة الخليج من خلال المبادرات الاستراتيجية لدول مثل الإمارات، التي عينت أول وزير للذكاء الاصطناعي عالمياً في عام 2017. ويرى نجاري في هذا دليلاً على التزام المنطقة بأن تصبح قوة عالمية في مجال الذكاء الاصطناعي.

وأردف: “نحن محظوظون بوجودنا في هذه المنطقة المتبنية للتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي”، مؤكداً أن سيسكو في موقع مثالي للمساهمة في نجاح تطبيق الذكاء الاصطناعي واعتماده في المنطقة.

يتجاوز دور سيسكو في المنطقة تقديم حلول تقنية فحسب، فمن خلال برنامج تسريع التحول الرقمي الوطني، تستثمر الشركة بفاعلية في مشاريع الابتكار عبر ثلاث دول في المنطقة. يشمل هذا البرنامج جمع الخبراء والشركاء والحلول لمعالجة التحديات العملية للعملاء، غالباً عبر مشاريع إثبات المفهوم (proof-of-concept projects ) التي تُنفذ إما في مواقع العملاء أو في مركز التحول الرقمي الخاص بسيسكو.

كما تولى الشركة اهتماماً بالجانب البشري من ثورة الذكاء الاصطناعي من خلال برنامج أكاديمية الشبكات. وإدراكاً للتأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على القوى العاملة، تركز سيسكو على تمكين المواهب وتطوير المهارات لتهيئة العاملين لعصر الذكاء الاصطناعي. وصرح نجاري: “تحدث تقرير عن 65 مليون وظيفة جديدة مرتبطة بالذكاء الاصطناعي”، مبرزاً أهمية مبادرات التدريب وإعادة التأهيل.

منذ تأسيسها في عام 1999، قامت أكاديمية الشبكات التابعة لسيسكو بتدريب 120,000 شخص في دولة الإمارات، حيث شكلت نسبة الإناث 64% من هذا العدد. وقد أضاف البرنامج مؤخراً مساراً خاصاً بالذكاء الاصطناعي لدعم تنمية المهارات ذات الصلة في القوى العاملة المحلية.

ومع تطور المدن الذكية والاقتصادات الرقمية في المنطقة، يتوقع نجاري أن يتطور دور سيسكو بالتوازي مع هذه التحولات. وتطمح الشركة للمساهمة ليس فقط من خلال التكنولوجيا والابتكار، بل أيضاً عبر شراكاتها مع العملاء والمساهمة في المجتمع المحلي من خلال مبادرات تنمية المهارات.

في جيتكس، تعرض سيسكو مجموعة واسعة من الحلول المعززة بالذكاء الاصطناعي في قطاعات متنوعة كالتعليم والرعاية الصحية والخدمات المالية والتجزئة والتصنيع. يضم جناح الشركة عروضاً توضح كيفية دعم تقنياتها لبيئات العمل الهجينة، وتعزيز الأمن السيبراني، وتحسين التجارب الرقمية، وتحديث البنية التحتية.

يتعزز حضور سيسكو في جيتكس من خلال شراكات مع لاعبين رئيسيين في الصناعة مثل إنتل، إميركوم، AWS، ألفا داتا، وآخرين. إضافة إلى ذلك، تعرض شركة Splunk التي استحوذت عليها سيسكو مؤخراً حلولاً في مجالات الصمود الرقمي، والأمن السيبراني، والرصد.

يأتي التركيز على الذكاء الاصطناعي في جيتكس 2024 في وقت يتزايد فيه الوعي بالإمكانات الاقتصادية للذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط. وقد توقعت دراسة حديثة لشركة PwC، استشهدت بها سيسكو، أن يسهم الذكاء الاصطناعي بنحو 320 مليار دولار في اقتصاد المنطقة بحلول عام 2030، مع توقع أن يشكل الذكاء الاصطناعي ما يصل إلى 14% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات بحلول العام نفسه.

ومع استمرار جيتكس في كونه منصة رئيسية لعرض الابتكارات التكنولوجية في المنطقة، فإن الحضور القوي لسيسكو وتركيزها الواضح على بنية الذكاء الاصطناعي يبرز أهمية جاهزية البنية التحتية في قطاع التكنولوجيا. ومع تموضع دول الخليج في طليعة تبني الذكاء الاصطناعي، من المرجح أن تلعب عروض سيسكو وخبراتها دوراً محورياً في تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي في المنطقة خلال السنوات المقبلة.

بالنسبة للمؤسسات في الخليج وخارجه الساعية لاستثمار إمكانات الذكاء الاصطناعي، فإن الرسالة التي تقدمها سيسكو في جيتكس 2024 واضحة: النجاح في عصر الذكاء الاصطناعي لا يعتمد فقط على وجود استراتيجية، بل على إنشاء بنية تحتية متينة وآمنة وقابلة للتطوير لتحويل الطموحات إلى واقع ملموس.