يكشف جاد طبيلي، المؤسس والرئيس التنفيذي، لشركة آي ديلز Idealz لمجلة سي إي أو CEO عن تفاصيل مسيرة الشركة وخططها الطموحة للمستقبل القريب.

دائما ما يستثير نجاح شركات معينة فضول الكثيرين، سواء كان ذلك لاستكشاف أسبابها، أو الاستفادة منها في الإقدام على مشاريع جديدة، فهل هو اختيار المكان المناسب بالتوقيت الصحيح، أم أنها الدراية المالية بالأرقام، أو حتى الرؤية التي تجتمع مع أفكار طموحة مع الشجاعة للإقدام على التنفيذ، ما هو السر إذا؟
لعل الجواب مع شركة بارزة تتناولها الأسطر التالية، يجمع كل ما سبق من مقومات النجاح مع عناصر جديدة.
بكل صراحة وثقة، يشارك جاد طبيلي، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة آي ديلز (Idealz)، تقييمه لنجاحات الشركة ويكشف عن خططها الطموحة المستقبلية. يتحدث طبيلي بوضوح حول رؤيته للأشهر ال12 المقبلة وتوسع الشركة في دول أخرى بالمنطقة، حيث يؤكد:
مع استقرار الأمور الآن، نحن على طريق التوسع في الأسواق المحلية والدولية. ونقوم بذلك بعدة طرق.
على الصعيد المحلي، نقوم بالتوسع من خلال الشراكات، حيث نتفق مع مختلف الجهات في القطاع العام أو القطاع الخاص، ونعمل بالتعاون معهم في تقديم عروضنا للعملاء.
وفيما يتعلق بالتوسع الدولي، نعتمد على نموذجين رئيسيين. الأول يتضمن منح الامتياز التجاري، حيث قمنا بتطوير برنامج امتياز متكامل في عدة دول.
أما النموذج الثاني، فيتمثل في القيام بذلك بأنفسنا وتواجدنا كشركة “آي ديلز” في هذه الدول. نستخدم نموذج الامتياز التجاري لأنه يسمح لنا بالتوسع في الدول بسرعة دون أن نكون مضطرين إلى تطوير البنية التحتية هناك بأنفسنا. نتيح للشركاء هناك أداء العمل وتنمية الأعمال باستخدام الخبرة التي نمتلكها وما تعلمناه على مدى الست سنوات الماضية. وفي بعض الأحيان نستخدم النموذج الثاني في تعزيز تواجدنا، حيث لا نرى قيمة مضافة كبيرة للشراكة في بعض المناطق. نعتمد في تلك الحالات على القدرة الكاملة لفريقنا ومواردنا الداخلي. ونحن مستعدون لتحديات التوسع العالمي والاستفادة القصوى من فرص تطوير الأعمال في مختلف الأسواق.

ما هي وتيرة إجراء السحوبات أسبوعياً أو شهرياً؟

يتم إطلاق أربع حملات يوميًا، وفي نفس الوقت يتم إغلاق أربع حملات أخرى. نقوم بسحبين أسبوعيًا نُعلن عن تاريخها عبر موقعنا و صفحاتنا على مواقع التواصل الاجتماعي. يقوم مسؤول من مؤسسة دبي للمهرجانات والتجزئة بسحب أسماء رابحين كل الحملات التي تم إغلاقها. يتم تنظيم هذا الجدول بشكل أسبوعي، مما يعني أن عملية السحب تتكرر مرتين أسبوعيًا، وتحديداً كل ثلاثة إلى أربعة أيام. يتم إجراء ما يصل إلى 20 إلى 25 سحبًا في اليوم الواحد.

هل نتوقع رؤية متاجر أو أكشاك للبيع خاصة بكم في الوقت القريب؟

نحن حاليًا في عملية تجديد لمتجرنا الرئيسي في “بوكس بارك”. والذي يمتد على مساحة 4000 قدم مربعة، ومن المقرر أن تستغرق أعمال الإنشاء التي بدأت من اليوم حوالي شهرين للانتهاء، وسيمثل هذا المتجر مركزنا الرئيسي وكذلك الموقع الأساسي لمنفذ بيع منتجات WellPlaid. أما بالنسبة لفروعنا الفرعية وأكشاك البيع، فإنها تتبع نهجًا يعتمد على الفعاليات ومهرجانات التسوق مثل “مفاجآت صيف دبي” أو “مهرجان دبي للتسوق”، ستتواجد أكشاك خاصة بنا في محطات الوقود التابعة لشركة “إينوك” أو في المراكز التجارية، غالبًا في مراكز التسوق التابعة لمجموعة ماجد الفطيم ومراكز التسوق التابعة لـ”مجموعة مراكز التسوق في دبي”.

ماذا عن خصوصية البيانات؟ كيف تستفيدون من بيانات منصتكم الرقمية لتحسين وتقديم حملات السحوبات المثالية لعملائكم؟

ركّزنا كثيرًا على ضمان أن تكون تجربة العملاء على منصتنا غالبيتها بشكل رقمي. لذلك، قبل إتمام أي عملية شراء على منصة “آي ديلز”، يجب عليك التسجيل حتى تتمكن من دخول السحوبات، وذلك عبر اعطاء الاسم الأول واسم العائلة والبريد الإلكتروني ورقم الهاتف والجنسية وما إلى ذلك. وبعد ذلك يمكننا تتبع عادات إنفاقك، وعادات رحلتك، ونقراتك، وما إلى ذلك، تسمح هذه البيانات بإطلاق حملات تسويقية وفهم عملائنا بشكل أفضل.
يمكننا استخدام هذه البيانات لفهم جمهورنا، وفهم التفضيلات، وفهم السلوك، ومعرفة مواسم الطلب. لتوجيه الأعمال في اتجاه أفضل. من خلال هذه البيانات علمنا أن العديد من المقيمين يغادرون دولة الإمارات خلال فصل الصيف ويركزون على عطلاتهم، وليس على تطبيق مقره في الإمارات، ساعدتنا هذه البيانات على استهداف عملائنا بشكل مختلف أو تقديم عروض مخصصة لهم.
وأريد أن أكد على أن كل البيانات والمعلومات الخاصة بالعملاء هي معلومات داخلية، لا يتم استخدامها من قبل أطراف ثالثة.

باعتبارك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “آي ديلز”، ما هي المهارات القيادية التي ساعدتك في تنفيذ استراتيجيتك بنجاح مع فريقك؟

لأكون صادقًا معك، لقد حافظنا على ثقافة معينة داخل المؤسسة، وهي إحدى طرق العمل الحديثة، وهي أن الأفراد يتقمصون العديد من الأدوار. نحن لا نفصل فريقنا إلى مهن محددة. الجميع يمكنه أن يكون مدير منتجات، ومحترف ضمن فحص الجودة، ورئيس تنفيذي، ومحاسب، والعديد من الأدوار الهامة الأخرى. أنا بطبيعتي أهتم بالتفاصيل، أدير التفاصيل الدقيقة للعمليات إلى أن أتأكد من أن أي شخص يدير هذا القسم أو المشروع أو أي شيء لديك، أصبح قادرا على القيام بمفرده بالمهام تماماً، سواء كان ذلك يرتبط بالجودة والتوقيت والشكل الذي أراه مناسب. ومن الضروري أن يشعر أعضاء الفريق أن لديهم صلاحيات اتخاذ القرارات والتعبير عن وجهات نظرهم والمشاركة في تطوير الأعمال. وتعتبر مساهماتهم حاسمة لتحقيق الهدف الأكبر للعمل. أنا شخصياً أفضّل تجنب الألقاب، لأنني أؤمن بتعزيز الشعور بوحدة العمل بين جميع أعضاء الفريق المتحدين لتحقيق هدف مشترك.
يتم مشاركة الآراء بشكل مفتوح. كل جدراننا مصنوعة من الزجاج. وقد ساعدنا ذلك على العمل كفريق بتناغم من أجل هدف أكبر. عندما ننظر إلى الشركات التي تتسع في عدد الموظفين، يميلون إلى أن يكون لديهم عدة مواقع، وعوائق ثقافية. وعمومًا يكون لديهم أقسام تتمتع بتنظيم هرمي زائد وهكذا. هذا لا يعزز نوعًا من التشغيل العائلي. هنا ندير الأمور كما لو كانت مكتبًا عائليًا.

ما هي الأمور التي ساعدتك على النجاح سواء كان ذلك في الدراسة أو الخبرات العملية في شركات في السابق؟

كنت أمارس الخدمات المصرفية الاستثمارية لمدة 10 سنوات، وطبيعة العمل الذي قمت به وشكله لا علاقة لهما بما أقوم به اليوم في “آي ديلز”. لكن ما منحته لي الخدمات المصرفية الاستثمارية هو إلمام جيد بالأرقام وذلك فيما يخص ويلزم لإدارة مشروع تجاري بنجاح لأنه لا يمكنك الاعتماد على الأحلام، ولا يمكنك الاعتماد على الأمل، بل على فهم الأرقام. كنت أعرف نوع وحدة الاقتصاد التي يمكنني استخلاصها من هذا العمل، وكنت أعرف نوع المقياس المطلوب، وكنت أعرف مقدار المال الذي أملكه وكم من الوقت سيكفيني ذلك المبلغ من المال، وكانت الصيغة منطقية. وهكذا انطلقت مع “آي ديلز”.
وحين تؤسس شركة وتكتفي بالأمل على أن تحقق أرقاما جيدة في المستقبل فعلى الأرجح أنك لم تقم بالدراسة الواجبة وستجد نفسك في مأزق، وأنا أعرف مثلا استخلاص النتائج المالية من أنشطة معينة وجوانبها الاقتصادية المطلوبة، وما هو نوع التوسع المطلوب لتحقيق تلك النتائج والمال اللازم خلال فترة زمنية محددة، وتتفق تلك المعادلة مع المنطق التجاري.

ما هي فوائد العمل بشفافية في السحوبات المباشرة وكيف يمكن ذلك أن يساهم في كسب ثقة العملاء؟

هناك عدة ركائز تعمل معًا للحفاظ على تماسك هذا النهج، ومن بين هذه العناصر الرئيسية يأتي عامل الثقة. تعتمد الثقة بشكل كبير على مدى شفافية عمليات السحوبات والعمليات الأخرى. ولكن الثقة ليست مجرد عنصر، إنها عامل كبير. ومن أجل اكتساب ثقة الناس والحفاظ عليها، يجب أن نكون فائقي الشفافية. نحن الشريك الحصري لمؤسسة دبي للمهرجنات و التجزئة (DFRE) في أي سحوبات تُقام الكترونيا خلال السنة، لذلك نحن و الحكومة متواجدون بشكل دائم في مساحة بعضنا البعض. كما نقوم بإجراء جميع السحوبات مباشرة على منصات متعددة حتى يتمكن الناس من مشاهدتها. نقوم أيضًا بنشر أسماء الفائزين على جميع منصاتنا، سواء داخليًا أو على وسائل التواصل الاجتماعي، لنحافظ على عملائنا على اطلاع دائم بكل ما نقوم به. في يوم السحب، يتلقى العميل إشعارًا يفيد أن تذكرته قد تمت طباعتها، ويتم إجراء السحب مباشرة على منصتنا ليشاهدها الجميع. ونرد بفعالية على جميع التعليقات والأسئلة فورًا. لذا، يكون لدينا الحاجة إلى عدم وجود أمور مخفية. نشجع بشدة على ذلك، وليس فقط في عملياتنا، بل يمكنني القول إن كل شركة يجب أن تتبنى هذا المبدأ.

ما هي عوامل نجاح الشركة الناشئة؟

شهد عالم الشركات الناشئة، خاصة في منطقة الشرق الأوسط، تحولًا جذريًا خلال العقد الماضي. عندما تأسست “آي ديلز” في عام 2016، كانت دولة الإمارات والمنطقة بأكملها منغمسة في بيئة متطورة لريادة الأعمال. وكان هناك عامل ثابت يبرز بوضوح، وهو الحاجة الملحة إلى الابتكار. وفي أسواق شديدة التنافسية كهذه، يعتبر الابتكار السبيل الوحيد للحفاظ على الميزة التنافسية.

ما هي بعض التحديات الرئيسية التي واجهتها في مسار نمو “آي ديلز”؟

واجهنا العديد من التحديات فيما يتعلق بجذب الناس لتعلم مفهوم “تسوق و اربح”، وكسب ثقتهم في هذه الفكرة. ومع مرور الوقت وزيادة عدد الفائزين، تم تقليل هذه العقبات بشكل كبير.
نحن محظوظون لوجودنا في دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة. دبي متنوعة جداً من نواحي الجنسية و الدين و العمر و الدخل و الثقافة و السلوك. وهذا يتيح لنا أن نفهم كيف تتصرف مجموعة معينة أو تستجيب لحملات مختلفة وأسعار مختلفة، وما إلى ذلك. وتتمتع دبي، حيث أعيش منذ 20 عاماً، بمنظومة لا مثيل لها في العالم من الناحيتين المهنية والشخصية. وقدمت دبي لشركة “آي ديلز” أفضل التسهيلات لانطلاق شركة ناشئة. وباختصار، لم أكن لأختار أي مكان آخر لإطلاق “آي ديلز”.
تضم قاعدة بياناتنا اليوم ما يقرب من 3 ملايين مستخدم. نحن في منطقة يتجاوز عدد سكانها 100 مليون نسمة، لذلك بالكاد أتعامل مع %3 من عدد السكان الإجمالي. وعندما تبدأ بالنظر إلى شبه القارة الهندية أو شمال أفريقيا، فإن حجم السوق المحتمل ضخم، ولكن هناك بعض التعقيدات. إذا كنت شخصاً يعيش في مصر، أو الأردن، أو سوريا، أو باكستان، أو الهند، على سبيل المثال، وتقوم بتسجيل الدخول إلى منصة في دولة الإمارات العربية المتحدة، فإن العملة تلعب دوراً، سهولة الوصول إلى المنصة يلعب دوراً، وكذلك الضرائب.

كيف تسوقون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وما هو دورها في نمو
“آي ديلز”؟

تتبع “آي ديلز” استراتيجيات تسويقية متعددة لعرض حملاتها والترويج لها. ونقوم بصياغة أهدافنا التسويقية عبر الجمع بين وسائل التواصل الاجتماعي والإعلان وتسويق المحتوى وحملات البريد الإلكتروني ومبادرات العلاقات العامة والتعاون والشراكات القوية.
هل تفكر في قبول عرض شراء أو استثمار في شركتك، أو حتى التفكير في خيار التخارج؟
لقد تم طرح هذا السؤال كثيرًا، وفي الوقت الحالي، أنا ملتزم بمرحلة البناء التي تستهدف تحقيق كامل إمكانيات الشركة في فرص التوسع.
تركّز جهودي حاليًا على تطوير الأعمال التجارية، ولا يزال مبكرًا بالنسبة لي أن أنظر إلى عروض الشراء أو الاستثمار. إذا كان هناك عرض مستقبلي، سأقوم بدراسته بعناية لتقييم الفرص المحتملة لنمو الشركة. أعتقد أن لدي القدرة على تحسين العمليات وتوسيع نطاق النجاح، وأرى أن هناك إمكانيات كبيرة لتحقيق نمو إيجابي.
لذا فإن السعر المنصف مقابل ما أعتقد أن القيمة الجوهرية للشركة تستحقه اليوم هو شيء قد لا تكون العروض في السوق على استعداد لتقديمه. في ضوء ذلك، نحن شركة متنامية، و مربحة وفي وضع مثالي للتعامل مع كل ما يجري حولنا فيما يتعلق بالاقتصاد و الأعمال التجارية و الفرص وما إلى ذلك. وحتى الآن في المستقبل، واعكف على التركيز بشدة بالغة الدقة على النمو، هذا كل ما لدي في الجدول الزمني للسنتين المقبلتين.