وفقًا لتقارير من بلومبرغ، فتحت السلطات الأمريكية تحقيقًا حول ما إذا كانت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية DeepSeek قد حصلت على وحدات معالجة رسومات Nvidia H800 المحظورة عبر وسطاء في سنغافورة، ما قد يشكل انتهاكًا للقيود الأمريكية المفروضة على تصدير أشباه الموصلات المتطورة إلى الصين.

تأسست DeepSeek في مدينة هانغتشو الصينية عام 2023، وسرعان ما برزت كشركة واعدة في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تدعي أنها طورت نماذج تفوق في الكفاءة نظيراتها من OpenAI مع تكاليف تشغيل أقل بمقدار 20 إلى 50 مرة. كما حقق روبوت الدردشة الخاص بها DeepSeek R1 شهرة واسعة متجاوزًا ChatGPT على متجر Apple، ما زاد من تسليط الضوء على الشركة في الأوساط التقنية. لكن التقرير الأخير كشف أن الشركة استخدمت 2,048 وحدة معالجة رسومات من طراز Nvidia H800 في تدريب نموذجها DeepSeek V3، وهو أمر يثير التساؤلات حول كيفية حصولها على هذه الرقائق المحظورة، خصوصًا بعد فرض الولايات المتحدة قيودًا على تصدير هذه الشرائح المتقدمة إلى الصين منذ أكتوبر 2023.
يشرف البيت الأبيض ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) على التحقيق الذي يركز على عدة محاور رئيسية، تشمل التحقق من دور سنغافورة كمحطة عبور محتملة للرقائق المحظورة إلى الصين، وتقييم دور الشركات الوسيطة في سنغافورة التي قد تكون قد شاركت في نقل الرقائق إلى DeepSeek، واختبار فعالية القيود الأمريكية ومدى قدرتها على منع الصين من الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة.

يطرح هذا التحقيق العديد من الأسئلة حول مدى فاعلية القيود الأمريكية في كبح تقدم الذكاء الاصطناعي في الصين. وتكمن المخاوف في أن استخدام DeepSeek لهذه الرقائق قد يكون السبب وراء تفوقها المزعوم في تطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة وأقل تكلفة. وإذا ثبت أن الشركة نجحت في الالتفاف على العقوبات عبر أطراف ثالثة، فقد يؤدي ذلك إلى تشديد الضوابط الأمريكية وإعادة النظر في سياسات التصدير الحالية.
من ناحية أخرى، يشير بعض المحللين إلى أن سنغافورة قد تكون نقطة ضعف رئيسية في تطبيق العقوبات الأمريكية، حيث تُعتبر مركزًا تجاريًا عالميًا قريبًا من الصين، ما يسهل عمليات نقل التكنولوجيا عبر قنوات غير مباشرة.
لا يزال التحقيق جاريًا، ومن المتوقع أن تؤثر نتائجه على السياسات المستقبلية المتعلقة بتصدير التكنولوجيا المتقدمة إلى الصين. كما أن أي تحركات أمريكية لتشديد القيود قد تؤدي إلى تداعيات كبيرة على العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة وآسيا، لا سيما مع سنغافورة التي تسعى للحفاظ على حيادها في الصراع التكنولوجي بين واشنطن وبكين.