في خطوة غير مسبوقة، أصبحت إيطاليا أول دولة تحظر تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك”، الذي تسبب في اضطراب واسع في الأسواق المالية، خاصة الأمريكية، وأثار قلق عمالقة التكنولوجيا مثل “أوبن إيه آي” و”غوغل”.
إزالة التطبيق من متجري آبل وغوغل

كشف تقرير حديث، نشرته وكالة أسوشيتد برس، أن تطبيق “ديب سيك” قد تم حذفه من متجر تطبيقات Apple ومتجر Google Play في إيطاليا، وذلك بعد طلب من هيئة حماية البيانات الإيطالية للتحقق من مدى التزام التطبيق بقوانين الخصوصية.
ووفقًا للوكالة، ظهر إشعار على متجر تطبيقات Apple يُفيد بعدم توفر تطبيق DeepSeek حاليًا للمستخدمين في إيطاليا. وبالمثل، عرض Google Play رسالة تُشير إلى أن تحميل التطبيق “غير مدعوم” داخل البلاد.
ووفي هذا السياق، أكد باسكوالي ستانزيوني، رئيس هيئة تنظيم البيانات الإيطالية، إزالة تطبيق DeepSeek من متجري آبل وجوجل.
وأوضح ستانزيوني، في بيان صدر عن الهيئة، أن قرار سحب التطبيق صدر قبل ساعات قليلة، لكنه لم يجزم ما إذا كان ذلك نتيجةً مباشرةً لإجراءات الهيئة.
وأضاف أن هيئة مراقبة الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأوروبي، التي سبق أن فرضت حظرًا مؤقتًا على ChatGPT بسبب مخاوف تتعلق بالخصوصية، طلبت معلومات تفصيلية حول كيفية جمع التطبيق للبيانات الشخصية.

وشملت هذه الطلبات توضيحات حول مصادر البيانات، وأغراض استخدامها، والأساس القانوني لمعالجتها، إضافةً إلى تحديد ما إذا كانت تُخزَّن في الصين. وقد مُنحت DeepSeek والشركات التابعة لها مهلة 20 يومًا للرد.
كما أشار التقرير إلى أن الهيئة التنظيمية تسعى للحصول على ضمانات تتعلق بحماية القُصّر، والحد من التحيز في استخدام الذكاء الاصطناعي، إلى جانب اتخاذ تدابير لمنع أي تدخل انتخابي محتمل.
قلق أوروبي وأمريكي بشأن الخصوصية والتدخل الانتخابي
إلى جانب إيطاليا، فتحت لجنة حماية البيانات في أيرلندا تحقيقًا في ممارسات التطبيق، بينما أعلنت وزارة الداخلية الألمانية أنها تراقب عن كثب تطبيقات الذكاء الاصطناعي لاحتمال استخدامها في التأثير على الانتخابات القادمة في 23 فبراير.
وفي الولايات المتحدة، حذّر الكونغرس مكاتبه من استخدام التطبيق، حيث أرسل كبير المسؤولين الإداريين في مجلس النواب إشعارًا يؤكد أن “ديب سيك” يخضع للمراجعة حاليًا وغير مصرح باستخدامه رسميًا، وفقًا لموقع أكسيوس الإخباري.
تهديد لنماذج الذكاء الاصطناعي الغربية

جاء الحظر في وقت حقق فيه التطبيق الصيني شعبية واسعة، متجاوزًا “ChatGPT” في عدد التنزيلات على متجر Apple، وذلك بفضل تكلفته المنخفضة وقدراته المتطورة. إلا أن المخاوف بشأن الخصوصية والتلاعب بالمعلومات دفعت الحكومات الغربية إلى التحرك سريعًا لاتخاذ إجراءات وقائية.